يستعد لبنان لاستقبال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يوم غد في زيارة تستمر إلى الأربعاء، في مهمة سياسية وأمنية تهدف إلى تقييم التزام لبنان بإصلاحاته وربط أي دعم دولي بتحقيق نتائج ملموسة على الأرض، سواء في الملفات الاقتصادية أو الأمنية.
تأتي الزيارة في وقت حساس، حيث يتصاعد النقاش الدولي بشأن وجود اليونيفيل، بينما تبدو باريس، بحسب مصادر فرنسية، مقتنعة بأن إدارة التوتر لم تعد كافية، وأن المرحلة المقبلة تتطلب خطوات عملية نحو الاستقرار. وتحمل الرسائل
الفرنسية إشارات واضحة للمسؤولين اللبنانيين تتصل بأن دعم الحكومة والجيش يتطلب التسريع في الإصلاحات، وتعزيز دور الجيش في ضبط ملف السلاح من منطلق أن التباطؤ قد يفتح الباب أمام تدهور أكبر.
وفي لحظة سياسية دقيقة تتشابك فيها المسارات الدبلوماسية مع الحسابات الميدانية، يبرز موقف
رئيس مجلس النواب نبيه بري كإشارة واضحة إلى ثبات المقاربة
اللبنانية تجاه ما يُطرح على طاولة المفاوضات.
بري ، وفق زوّار عين التينة، لا يكتفي بالتشديد على أنّه صاحب مبادرة تشكيل لجنة "الميكانيزم"، بل يرى في تعيين السفير السابق سيمون كرم لترؤّس الوفد اللبناني خطوة في الاتجاه الصحيح، ما دامت النقاشات تتمحور حصراً في تطبيق مواد اتفاق وقف إطلاق النار.
هذا التحديد الحازم للإطار التفاوضي ليس تفصيلاً، بل يعكس خشية واضحة من محاولات دفع لبنان إلى مساحات تفاوضية تتجاوز ما هو مُتَّفَق عليه. مصادر الرئاسة الثانية تؤكّد أنّ بري يقف بحزم ضد أي انزلاق نحو اتفاقات جديدة، أو الوقوع في «فخ» رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الهادف إلى فتح الباب أمام ملفات تعاون اقتصادي أو نفطي أو غيرها من العناوين التي يرى فيها لبنان تجاوزاً للحدود المرسومة للمهمة الحالية.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام أكد في هذا الإطار أن "رئيس مجلس النواب
نبيه بري ، كان على علم بمشاركة السفير سيمون كرم في المفاوضات ولم يعترض"، مشيراً إلى أنه اليوم "يهمنا إعادة إعمار الجنوب وإنعاشه اقتصاديا وملتزمون بإخلاء جنوب الليطاني من السلاح". وقال إنّ "الحديث الإسرائيلي عن تعاون اقتصادي مع لبنان سابق لأوانه ولن يحدث إلا بعد السلام"، لافتاً إلى أن لبنان "متمسك بمبادرة السلام العربي. ونحن نؤمن بالسلام العادل الذي يملك مكونات الديمومة".
الى ذلك ان يزور رئيس الجمهورية جوزاف عون سلطنة عمان منتصف الاسبوع المقبل، تلبية لدعوة تلقاها من السلطان هيثم بن طارق نقلها إليه وزير خارجيته في شباط الماضي، وقبل مسقط يتوجه الرئيس عون الى الاردن غدا على رأس وفد وزاري، حيث سيلتقي الملك عبد الله الثاني، ويجري محادثات معه تتعلق بالعلاقات الثنائية إضافةً إلى الاتفاقيات المشتركة وسبل تطويرها.