يختتم البابا لاوون الرابع عشر اليوم زيارته التاريخية لبنان ، بعدما كانت له محطات بارزة مليئة بالإيمان والرجاء.
وفي محطته الأولى من اليوم الثالث والأخير من زيارته لبنان، زار البابا لاوون الرابع عشر مستشفى دير الصليب حيث انطلق موكبه من السفارة البابوية إلى جل الديب.
ولدى وصوله توجه البابا إلى القاعة الداخلية على وقع نشيد خاص بالمناسبة بعنوان "أملنا"، أنشدته جوقة ذخائر أبونا يعقوب المؤلفة من مرضى المستشفى، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، وألحان وتوزيع المايسترو إيلي العليا، مع الميكساج والماسترينغ بواسطة إيلي فقيه.
ورحّبت رئيسة جمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف بالبابا لاوون الرابع عشر قائلة: "تؤكدون بزيارتكم ان هؤلاء المرضى هم محبوبون من الله ولهم مكانة عزيزة في قلبه وقلبكم".
وتساءلت الأم مخلوف التي لم تفارق الدموع عينيها خلال إلقائها الكلمة أمام الحبر الأعظم: "كيف لمؤسسة فقيرة ان تبقى صامدة بالرغم من الجوع والوباء وانهيار مؤسسات الدولة؟ كيف تستمر بلا دعم؟ ومع ذلك نشرع الأبواب".
وأضافت: "نصلي معكم بعرس إعلان أبونا يعقوب قديسا على مذابح الكنيسة ليكون نموذجا مشرقا في محبة الفقراء هو الذي استقبل المتألمين".
وختمت الام ماري مخلوف أمام البابا لاوون بالقول: "أنتم اب المنسيين والمهمشين".
وفي كلمته، أشاد البابا بمؤسسة المستشفى التي أسسها الطوباوي أبونا يعقوب، مؤكداً أن راهبات الصليب يواصلن عملهن ويقدمن خدمة ثمينة. ط
وقال: "أود أن أحييكم تحية مودة وأؤكد لكم أنكم في قلبي وصلاتي". وأضاف مخاطبًا الراهبات: "شكرًا لكنّ على الرسالة التي تحملنها بفرح وتفان".
كما أعرب عن سعادته بلقاء المرضى ومن يعتني بهم، مشيرًا إلى أن هذه كانت رغبته لأن
يسوع يسكن هنا فيكم أنتم المرضى ومن يعتني بكم.
وقدّمت الأم ماري مخلوف للبابا لاوون الرابع عشر هدية، كناية عن أيقونة الطوباوي أبونا يعقوب.
وكانت شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم توافد مئات المؤمنين من مختلف القرى والبلدات المتنية إلى الأوتوستراد الساحلي وساحة جل الديب، تمهيدًا لصعودهم إلى بقنايا لاستقبال موكب البابا لاوون الرابع عشر أثناء توجهه إلى مستشفى دير الصليب للأمراض النفسية والعقلية، وسط تدابير أمنية مشددة وقطع للطرق التي يمر بها الموكب.
وبعدما زار مقراً للأطفال الذين يحتاجون عناية خاصة في الدير أيضاً لمدة 20 دقيقة بعيداً من الإعلام، غادر البابا لاوون جل الديب متجهاً نحو مرفأ
بيروت حيث كان في استقباله رئيس الحكومة نواف سلام.
وقال سلام إن زيارة البابا إلى المرفأ تمثل وقفة للعدالة لأهالي الضحايا وهي عدالة لبيروت ولكل لبنان.
وعلى الفور، صلّى الحبر الأعظم في موقع انفجار مرفأ بيروت صلاة صامتة ثم وضع إكليلا من الزهر وأضاء شمعة، وبعدها صافح أهالي
شهداء الانفجار.
وانتقل البابا لاوون من المرفأ الى الواجهة البحرية لبيروت حيث سيترأس القداس الالهي الذي يشارك فيه أكثر من 120 ألف شخص، حيث كان وصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى واجهة بيروت البحرية للمشاركة في القداس بالإضافة إلى شخصيات سياسية وروحية.
ووصل البابا لاوون إلى الواجهة البحرية لبيروت مستقلّاً "الباباموبيلي" برفقة البطريرك الماروني
مار بشارة بطرس الراعي ويبارك الحشود.
وعند بدء القداس الإلهي، كانت كلمة للبطريرك يوسف العبسي توجه فيها للبابا لاوون قائلاً: "ترسلون رسالة أمل ونحن على ثقة انكم ستواصلون جهودكم وصلاتكم لنصل الى السلام ليبقى ابناؤنا في ارضهم".
وأضاف: "المسيح قال لبطرس انت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي واليوم انتم خليفته وتمكنتم من توحيد ابنائه في هذا الشرق".
وشدد العبسي على أن "الجموع التي تصلي معكم اليوم هم أبناء الكنائس الشرقية الغالية على قلبكم".
بعد القداس يتوجه الحبر الاعظم الى
المطار حيث ستقام له مراسم الوداع الرسمي على ان يغادر الى روما في تمام الساعة 13,15.