كتبت سلوى بعلبكي في" النهار": تأتي زيارة بابا الفاتيكان اختبارًا غير مباشر لقدرة البلاد
على استعادة بعض من نبضها السياحي ووجد القطاع السياحي نفسه أمام معادلة معقدة: هل يمكن حدثًا دوليًا بهذا الحجم أن يبدد حالة التردد التي تهيمن على الحركة منذ أشهر؟
تفيد المعطيات الأولية أن حركة الطيران لم تسجل ارتفاعًا يُذكر في الأيام التي سبقت الزيارة. ويقول نقيب أصحاب مكاتب السفر جان عبود، إن "غياب الإحصاءات الدقيقة لا يحول دون ملاحظة المقاعد الشاغرة، رغم إلغاء بعض الشركات رحلات وإضافة أخرى". ويرجح عبود أن "الأكثر احتمالًا للوصول خلال هذه الفترة، هم الزوار من العراق والأردن وسوريا، ولا سيما من أبناء الطوائف المسيحية، لكن أعدادهم لا تبدو كافية لإحداث تحول نوعي في حركة الطيران. أما اللبنانيون المقيمون في الخارج، فيبدو أنهم فضلوا تأجيل زيارتهم إلى موسم الأعياد، لقرب التوقيت، إذ لا يميل معظمهم إلى تكرار السفر مرتين خلال فترة قصيرة".
ويؤكد عبود أن "الأرقام الحالية لا تشير إلى قفزة نوعية"، معتبرًا أن "الأيام المقبلة قد توضح الصورة أكثر ".
وفي هذا السياق، لوحظ ارتفاع نسبة الحجوزات القابلة للاسترداد لفترة الأعياد، بما يعكس ارتفاع الحذر لدى المسافرين الذين يفضلون خيارات مرنة تتيح لهم الإلغاء عند الحاجة، ولو بكلفة إضافية.
وفي حين تشير معلومات غير رسمية إلى نسب إشغال تراوح بين 40% و 50%، تأتي أرقام نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لتعكس صورة أكثر تفاؤلًا. ويؤكد أن "نسب الحجوزات في فنادق
بيروت بلغت نحو 70%"، مرجحًا أن تكون الزيارة قد "ساهمت في جذب مجموعات من
المسيحيين العراقيين والسوريين والأردنيين".
ويعتبر الأشقر أن "هذه النسبة جيدة في ظل الظروف الحالية، إلا أن الضربة
الإسرائيلية الأخيرة للضاحية الجنوبية أثرت كثيرًا على خطط العديد من الزوار الذين كانوا يعتزمون القدوم خلال فترة الزيارة".
ويشير إلى أن "الفنادق الفخمة تشهد وضعًا جيدًا مبدئيًا، وهي من بين الأكثر استفادة من الزوار الأجانب المرتبطين بالمناسبة الدينية".
اضافت " النهار": تكتسب زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان أهمية استثنائية، لكونها تأتي في لحظة تواجه فيها البلاد أزمات سياسية واقتصادية حادة، لتجعل اللبنانيين في أمس الحاجة إلى دعم روحي ومعنوي من أعلى مرجعية كاثوليكية. ويعكس الاهتمام الدولي الكبير الذي سبق الزيارة ورافقها حجم التوقعات العالمية من هذا الحدث وحرص المؤسسات الإعلامية على مواكبته.
وعلى غرار زيارات رؤساء الجمهورية والزعماء والمرجعيات الروحية لمختلف دول العالم، شكل الحدث مناسبة لرفع مستوى التغطية الإعلامية، رغم الكلفة المرتفعة التي تترتب عادة على الجهات الداعية أو المؤسسات الإعلامية التي تنتدب مراسليها، أو حتى على الصحافيين المستقلين الذين يتحملون مصاريفهم بأنفسهم.
تسجل زيارة البابا للبنان رقمًا لافتًا من الصحافيين الذين يرافقونه، إذ بلغ عددهم 83 صحافيًا من 15 بلدًا، وصلوا معه في الطائرة البابوية، وفق ما يؤكد لـ "النهار" رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام والمنسق الإعلامي الكنسي للزيارة المونسنيور عبده أبو كسم، في حين بلغ عدد الإعلاميين المسجلين 1350بين محررين ومصورين وتقنيين، لبنانيين وعربًا وأجانب. ويعتبر هذا العدد من بين الأعلى في تاريخ الزيارات البابوية الأخيرة، وهو ما يترجم حجم الاهتمام الدولي بالحدث اللبناني.