كتبت سابين عويس في " النهار": أراد الحبر الأعظم البابا لاوون عبر إدراجه موقع انفجار مرفأ
بيروت في جدول محطاته، أن يوجه رسالة قد تكون صامتة في شكلها، لكنها صارخة في مضامينها ورمزيتها، وتعكس مدى اهتمام
الفاتيكان بهذه الجريمة العالقة منذ نصف عقد من دون أن تظهر الحقيقة وتتحقق العدالة.
في مراقبة لجدول برنامج الزيارة، تبدو بصمات الفاتيكان واضحة في الخيارات والرسائل المطلوب إيصالها، وهي لا تقتصر على الأبعاد الروحانية التي تربط أبناء الطائفة
المسيحية برأس الكنيسة الكاثوليكية، أو بفتح حوار الأديان من خلال اللقاء الذي عقده في ساحة
الشهداء ، مع كل ما تحمله هذه الساحة من دلالات. وقد جاء الإعداد لزيارة المرفأ المقررة اليوم والصلاة في موقع الانفجار ليحمل رسالة مدوية حيال أهمية هذا الملف العالق.
لم يرغب البابا في أن تكون زيارته لموقع الانفجار صاخبة أو احتفالية، بل أرادها صامتة، تاركًا للصلاة أن تشكل التعبير الأصدق لمشاعر الحزن حيال المأساة التي حلت بمنطقة
مسيحية ، وقع فيها أكثر من 200 ضحية غالبيتهم من
المسيحيين ، من دون أن يعمد أي مسؤول في الدولة إلى اتخاذ القرار السياسي الذي يطلق يد
القضاء للوصول إلى الحقيقة من أجل تحقيق العدالة.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون محطة البابا في المرفأ بمثابة صفارة انطلاق لإعادة إطلاق مسار التحقيقات في الجريمة، وسط انطباع أن خواتيم هذا الملف لم تعد بعيدة جدًا.