في الذكرى السنوية الأولى لإعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل شهد الجنوب موجة تصعيد إسرائيلية تمثّلت بموجة من الغارات جنوباً مقترنة بموجة أكبر وأشد حدة من التهديدات بعملية واسعة في لبنان، محددة هذه المرة بمهلة علنية تنتهي مع نهاية السنة الحالية.
ويعيش لبنان، بعد عام على الاتفاق أياماً فاصلة بين ما يمكن تسميته بـ «هدنة البابا» وما خلص اليه الاجتماع المسائي في تل أبيب. من إعلان نفاد الصبر الاسرائيلي والاميركي تجاه نزع سلاح
حزب الله .
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً وزارياً عسكرياً مساء أمس خُصِّص لمتابعة التطورات على الجبهة الشمالية مع لبنان، لجهة البحث عمَّا تسميه اسرائيل تزايداً في قدرات حزب لله العسكرية.
ويتحدث عند السادسة من مساء اليوم الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مناسبة ذكرى اسبوع على استشهاد هيثم طبطبائي ورفاقه الاربعة بالغارة المعادية على حارة حريك. ويعلن موقف الحزب من تمادي العدوان بعد سنة على وقف اطلاق النار.
وكتبت" النهار": الاطمئنان السائد إلى "هدنة البابا" طوال الأيام الثلاثة لزيارته لا تحجب تصاعداً خطيراً للمخاوف من عملية واسعة، لم يعد الحديث عنها مجرد تهويل بعدما صارت المعطيات الديبلوماسية والمعلومات والرسائل التي ينقلها الموفدون للدول المنخرطة في التعامل مع الأزمة
اللبنانية تتنافس وتتقاطع عند التحذيرات البالغة الجدية من العدّ العكسي لهذه العملية.
وذكرت" الاخبار": بعد عام على وقف إطلاق النار في لبنان، تُظهِر الأحداث أنه اتفاق من جانب واحد، إذ بينما التزم حزب الله بوقف إطلاق النار بصورة كاملة، ما عدا عملية واحدة نُفّذت في مزارع شبعا، فإن العدو نفّذ 669 غارة جوية بمعدّل غارتين يومياً، آخرها جولة أمس التي استهدفت مناطق في محافظة النبطية.
وأدّى العدوان خلال عام إلى استشهاد أكثر من 350 لبنانياً، بينهم عدد كبير من المدنيين، إضافة إلى عناصر من حزب الله وآخرين من حركتَيْ
حماس والجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية والسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، وكذلك تدمير قرى الحافة الأمامية خلال تسعين يوماً بعد الإعلان عن وقف الحرب في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، واستمرار احتلال عدد من النقاط داخل الأراضي اللبنانية واحتجاز 16 لبنانياً داخل السجون
الإسرائيلية في فلسطين المحتلة.
وأمس، عزّز إعلام العدو المعطيات التي كان الموفد الأميركي توماس برّاك قد أعلنها سابقاً، من أن
إسرائيل تتصرّف على أساس أن الاتفاق غير قائم، وأنها لا تبحث في أصل القرار 1701، خصوصاً أنه تمّ الاتفاق على إنهاء عمل القوات الدولية في الجنوب خلال عام بعد الآن، فيما تضغط
الولايات المتحدة وحلفاؤها من الغربيين والعرب على لبنان للدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو من أجل التوصّل إلى اتفاق سياسي -أمني شامل، يقوم على إلغاء حالة العداء بين البلدين وعلى نزع سلاح
المقاومة .