آخر الأخبار

البطريرك الراعي: زيارة البابا لاوون الـ 14 ستضع لبنان في مكانة خاصة

شارك
اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حديث خاص الى صوت لبنان متابعة ومواكبة دوائر الفاتيكان لادق تفاصيل المشهد اللبناني الداخلي وتطور مساره دقيقة باخرى وما تعيشه البلاد ضمنا من ظروف استثنائية وتداعيات سلبية للازمة الاقتصادية وهجرة المواطنين الى الخارج وتهديدها المستمر بتجدد الحرب الاسرائيلية عليها، يضاف اليها الصراع الدائر فصولا بين حزب الله وتل ابيب.
ما يمكننا من ادراج مجيء قداسة البابا لاوون الـ14 ودائما بحسب البطريرك الراعي في اطار تعزيز اواصر الرجاء لدى المسيحيين والقول للعالم اجمع (التي ستشخص انظاره في قابل الايام وعبر مجموعة من وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والدولية الى بيروت):”انا هنا(اي قداسة البابا) لردّ الاعتبار الى لبنان واظهار قيمته الحقيقية، دون اغفال رغبته الراسخة لزيارة دير ما مارون – عنايا حيث يرقد القديس”مار شربل” ليضع بين يديهّ الملف اللبناني برمته وهو ما يمكن اعتباره من احدى الاسباب الرئيسة الكامنة وراء قدوم البابا المشار اليه اعلاه الى بيروت .

وضمنا، وصف البطريرك الراعي زيارة البابا لاوون الـ14 اللبنانية بـ”التاريخية” توقيتا ومضمونا وستشكل محطة لاجراء مقاربة ونظرة متجددة وجديدة للبلد المضيف، تضاف الى ما سيشعر به اللبنانييون من فرح وثقة كبيرة بالنفس، سيما في ظل انعدام “جسور الثقة” الداخلية والخارجية بلبنان المتروك وحيدا لمصيره، ما يستوجب تسليط الضوء على ما سيحمله البابا لاوون الـ14 من رسائل تؤكد وقوفه واقطاب الكنيسة الكاثوليكية الجامعة الى جانب لبنان الذي تقدرّ فيه مقومات العيش المشترك وقد عمد البابوات كافة على التشديد عليه في استكمال للدرب عينه.

وللغاية، سيحمل البابا لاوون الـ14 في جعبته ووفقا للبطريرك الراعي “رسالة سلام ورجاء” (وقد وصف نفسه ومنذ اليوم الاول لانتخابه بابا لروما”رسولا للسلام”) وهي بمثابة الحاجة الملحة للشعب اللبناني الذي نسيّ جوهر دوره الريادي في منطقة المشرق العربي والمتمحورة حول”نموذجية عيشه المشترك” وقيمة وطننا المتميز الصغير وهي معايير دائمة الرسوخ في عقل وتفكير البابا المذكور اعلاه والتي سيترجمها قولا وافكارا في سلة خاطاباته المقررة في لقاءي الشبيبة في بكركي والاكليروس في حريصا وزيارته القديس شربل وصلاته في مرفأ بيروت وقداسه الختامي الاحتفالي، ما سيشّد انتباه واهتمام العالم باسره الى لبنان، على امل مواكبته محليا بالصلاة واخذ القرار الوطني الناجز بتحمل “المسؤولية الكاملة” والتي وضعنا امامها قداسة البابا.

وفي سياق ذي صلة، شددّ البطريرك الراعي على ان مرحلة ما قبل زيارة البابا ليس كما بعدها وقد طلب من رعايا الابرشيات كافة اقامة ثلاثية ايام للصلاة وقرع الاجراس ساعة وصول الحبر الاعظم الى بيروت لمدة 5 دقائق متواصلة، ما سيزيل عن كاهل المواطن اللبناني الكثير من معالم اليأس والاحباط . كما سيعمد البابا لاوون الـ14 الى التأكيد على دور لبنان الفاعل والمؤثر في منطقة الشرق الاوسط (والذي لا يمكن لنا التجلي عنه او تركه) والمتجلي ضمنا في العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وتنظيم اسسه في نص الدستور والميثاق الوطني، يضاف اليه التمرس في الحريات العامة وشرعة حقوق الانسان والتعددية الثقافية والدينية، ما يجعل من لبنان قيمة حضارية بحد ذاتها وهو ما على اللبنانيين كافة ادراكه ولا يمكن القول بعد الآن:”ما هو لبنان او اعتباره بلدا مهمشا لافائدة مرجوة منه”.

وعليه، ستضع زيارة الحبر الاعظم لبنان في مكانة خاصة وهي اكبر خدمة تقدم الى الاخير الواجب عليه الافادة جيدا وقراءة ما سيصرح به قدراسة البابا لاوون الـ14 عميقا وعيش مضمون رسائله كافة والاتعاظ من حدث قدومه الى بيروت المجيد واجراء تغيير جذري في آلية تفكير ومقاربته للامور وواقع حال امتلاك الاخر للحقيقة

وحول اهداف الزيارة الحبرية، كشف البطريرك الراعي النقاب عن مسار تستكمل فصوله المتصاعدة المنحى عبر الاعوام والمراحل، ما يستلزم ترسيخ لبنان ارضا للحوار بين الثقافات والحضارات واللقاءات والمؤتمرات الخاصة بحقوق الانسان والشعوب، دون اغفال اولوية الاقتناع بمبدأ “الحياد الايجابي” والذي من دونه لا يمكن للبنانيين العيش وهو المدخل الاساس لتذكيرنا بدورنا ورسالتنا التي هي اسمى من الحسابات السياسية والحزبية الضيقة، ما يؤول بنا الى الخروج من زواريب التفاصيل اليومية الصغيرة والاصغاء جيدا لما سيقوله قداسة البابا الذي لن يأت على ذكر “الحياد” لكونه شأنا داخليا وعلى الدولة اللبنانية القيام والنهوض وحماية ذاتها والحفاظ على سيادتها، معززة بجيش وسياسة خارجية موحدة، ما يتطلب عدم ابقاء بلدنا ممررا للدول او قاعدة لدولة اخرى، سيما سوريا واسرائيل الاكثر ايذاءا له، على امل تطبيق مبدأ “الحياد” في يوم من الايام”.

واستطرادا، سطرّ الراعي ابتعاد اللبنانيين كافة عن مضمون شعار”لبنان اكثر من وطن انه رسالة” وحصره في اطار المبادىء العامة وعدم عيشه حقيقة ميدانا وعلى ارض الواقع، مستغربا عدم تنظيم المؤتمرات الاقليمية المتعلقة بملفات المنطقة الشائكة والحيوية في لبنان “المنفتح” على الدول كافة، وهو ما يرجي ترسيخه في خلال الزيارة الحبرية، سيما لجهة التطبيق العملي لجوهر الشعار المذكور اعلاه وتوحيد الكلمة الوطنية قيادة سياسية وقاعدة شعبية وعيش مقومات الديموقراطية الحقة، ما يستدعي ان يكون قدوم قداسة البابا الى لبنان محطة لـ”فحص الضمير” واعادة النظر وتصليح وتصحيح الواقع اللبناني المعاش.

بحيث لم يرتق ووفقا لما المح اليه البطريرك الراعي مسار”العيش المشترك” في البلاد الى مستوى القرار السياسي الناجز والعمل الجدي والتلهي بخوض سلة من الحروب الداخلية والخارجية على ارض لبنان الذي يدفع راهنا اثمان طائلة. في وقت، تكتفي الحكومة باعلان رفضها للحرب الجارية فصولا بين حزب الله واسرائيل ، دون اخذ اي تدابير مرعية الاجراء لوقفها او الحد من مفاعلها التدميرية السلبية الطابع.

وفي مقلب ليس ببعيد جدا، اوضح البطريرك الراعي قائلا:”انه ومتى ضربت الطائفية سيتمّ ضرب لبنان كافة الذي لم يسلك بعد طريق الحق وموجباته، واصفا(اي الراعي) القديس شربل بـ”العالمي” حيث من غير المستغرب زيارة البابا لاوون الـ14 لضريحه الكائن في دير ما مارون – عنايا وسيضع “قداسته”نواياه كافة بين يديّ القديس السالف الذكر، حاملا الى قلبه هموم الكنيسة الجامعة والقضية اللبنانية على حد سواء.

واما في ما خص جدول لقاءاته مع القيمين على ادارة مستشفى”دير الصليب” في منطقة جل الديب المتنية، حيث يقيم ما يقارب الـ1000 مريض نفسي، فمن الطبيعي جدا ودائما بحسب ما اكد عليه البطريرك الراعي ان تكون للحبر الاعظم محطة انسانية لمؤسسة عظيمة اسسها الطوباوي يعقوب الكبوشي(والتي هي بمثابة “ جمهورية جامعة” للاوجاع والالم القائمة على الصورة المشوهة لاخوة “السيد المسيح”) وهي علامة محبة ورجاء للاخوة المتألمين وذوي الحاجات الخاصة ورسالة موجهة الى اقطاب السلطة السياسية في البلاد المعتمدة نهج “التشاطر ” وعدم ايلاء الاهتمام المادي والمعنوي لابنائها.

وفي الاطار عينه، ستلقي وقفة صلاة البابا لاوون الـ14 في مرفأ بيروت ووفقا للبطريرك الراعي الضوء على ملف تفجير المرفأ الحديث العهد، مجددا المطالبة باحقاق العدالة التي طال انتظارها لما يقارب الـ5 اعوام كاملة، حيث من المعيب جدا تعطيل عمل المحقق العدلي(والذي هو امر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلا) وهو ما تجهد السياسة على افساده وعرقلته والتمادي جهرا في عدم الامتثال للسلطة القضائية وشعارها القائل:”ان العدل اساسها الملك” وما تنص عليه النصوص القانونية المرعية الاجراء واحتماء البعض بالحصانة النيابية.

وفي استقبال قصر بعبدا الرسمي، تحدث البطريرك الراعي عن تشديد الحبر الاعظم على اهمية لعب المسؤولين الرسميين لدورهم المثمر والفاعل في الحياة السياسية، دون اغفال اولوية تحمّل وزر مسؤولياتهم الكاملة تجاه الوطن وابنائه وارساء اسس المصلحة الوطنية العليا والتي هي من ضمن تعاليم الكنيسة.

على ان يثمن البابا لاوون الـ14 في لقاءه الخاص بالمكرسين والمكرسات في دير سيدة لبنان – حريصا دروهم الانساني الرائد وامكاناتهم الواضحة المعالم في مجموعة من المؤسسات التربوية والتعليمية ومراكز العناية بذوي الاحتياجات الخاصة والايتام وتلك الاجتماعية، مقدرا جهودهم المبذولة قدما في مجال العمل الرعوي مؤكدا على اولوية التنسيق والتعاون معهم وموجها لهم رسالة”رجاء وسلام” سترزع في القلوب والنفوس على حد سواء، ملمحا الى مفاعيلها الايجابية مع تعداد مجموعة من الواجبات والمتطلبات ذات الصلة.

كما سيلفت البابا لاوون الـ14 في لقاءه المترتقب مع الشبيبة في الصرح البطريركي في بكركي الى التأثير السلبي لهجرة الشباب على لبنان والتشديد على اولوية بناء ثقتهم بنفسهم ووطنهم ودروهم الفاعل في محيطه، ما يتطلب ارساء اسس الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في البلاد.

وربطا، اعتبر البطريرك الراعي لقاء البابا المسكوني مع رؤساء الطوائف اللبنانية كافة “مهم جدا” والمعبرّ عن وجه لبنان الحقيقي وعيشه المشترك وغناه بالجماعات الدينية، حيث “لا احد نكرة او غريب” وهو ما ترسخه اسس الوحدة في التعددية والاختلاف في الانتماء والاحترام المتبادل بين الافرقاء المحليين كافة. وسيوجه البابا نداء تحية لدوره رجال الدين وستكون له فرحة كبيرة بلقائهم.

وختاما، غمز البطريرك الراعي من قناة تحملّ الجميع مسؤولية نقل لبنان من تردي حالته الراهنة الى مستقبل افضل ومستدام، حيث يبدأ مسار بناء الدولة الحقة من التربية في المنزل والمدرسة وصولا الى مقدرات المؤسسات الدستورية والرسمية، ما يؤول الى تعزيز مقومات المحافظة على القانون وعدم مخالفته عنوة وجهارا، حيث لا يمكن للبنان الاستمرار في سلوك طريق تهريب الاموال والمواد المخدرة والاغتيالات وتعطيل عمل السلطة القضائية وتغليب منطق المحسوبية والزبائينية السياسية والابتعاد عن نهج الاصلاح الشامل وتطبيق النصوص القانونية النافذة، ما يؤدي بالمواطن الى الشعور”وكأنه عدوا لدودا للدولة”.

ما يطرح تساؤلا مشروعا حول من يقفل ابواب الحل في لبنان، اليس تمترس وتموضع الاطراف السياسيين في اماكنهم الخاصة وعدم استعدادهم للتضحية في سبيل الوطن والخروج به من قديمه القريب والمضي قدما نحو الاخر والبحث سويا عن الحقيقة التي يمتلك كل واحد منا جزءا صغيرا منها والوقوف جنبا الى جنب دون اي اقتتال يذكر ووفقا لممارسة الشأن العام بديموقراطية موصوفة والانتخاب في الاستحقاق النيابي المقبل على اساس الاطلاع على برامج عمل تنموية وطنية الطابع وليس لحضور “المرشحين او السياسيين” عزاء او عماد احدهم، املا في مشاركة كثيفة من كافة الطوائف اللبنانية التي تسمع كلاما جميلا من قداسة البابا حاملا سلة من المفاجأت”.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا