آخر الأخبار

انتكاسة أخلاقية في أروقة المحامين

شارك
ليلة الأحد في السادس عشر من تشرين الثاني 2025، لم تكن مجرّد ليلة انتخابية عادية في نقابة المحامين ، بل تحوّلت في لحظة إلى مشهد صادم.. محامٍ يمدّ يده ليصفع صحافيًا بدل أن يمدّ عقله ليحاجج بالحجة والكلمة. حادثة تعرّض المحامي حسين أكرم رمضان لعضو نقابة المحررين الزميل مروان القدوم ليست تفصيلاً عابرًا، بل ضربة موجعة لصورة العدالة وكرامة المهنة معًا.

ما حصل تلك الليلة ليس “سوء تفاهم” ولا “انفعالًا عابرًا”، بل سلوك اعتداء مباشر، وانتكاسة أخلاقية على صحافي يؤدي عمله، وعلى حق الرأي العام في المعرفة. فالصحافي ليس خصمًا في معركة شخصية، بل هو شاهد وناقل لما يجري داخل المؤسسات التي يُفترض أن تكون حصنًا للحريات، وفي طليعتها نقابة المحامين. وعندما يعتدي محامٍ على صحافي، فهو يوجّه الصفعة إلى أبعد من وجه فرد واحد؛ إنّها صفعة للصحافة، للنقابة، ولصورتها أمام المجتمع.

المحامي الذي يختار طريق المهنة، يقسم أن يدافع عن الحق ويحترم القانون وأصول المرافعة. وحين يتراجع عن لغة القانون إلى لغة اليد، يكون قد نكث بقسمه قبل أن يُسقط هيبته. كيف يمكن لمحامٍ مثل المحامي رمضان أن يحاضر في قاعات المحاكم عن الحقوق والحريات، وهو لا يحتمل وجود صحافي يراقب ويرصد وينقل؟ وكيف يمكن لنقابة المحامين أن تقبل بأن تتحوّل أروقتها إلى مساحة تخويف للصحافيين بدل أن تكون نموذجًا في احترام حرية الكلمة؟

الخطر في هذه الحادثة لا يكمن فقط في فعل الصفع نفسه، بل في الرسالة التي يحملها: إذا سُمح بالتطاول على الصحافيين داخل بيئة قانونية ومهنية، فماذا عن الشارع، وماذا عن مواقع النفوذ الأخرى؟ وإذا مرّ الأمر كأنه تفصيل انتخابي عابر، فإننا نكون أمام سابقة خطيرة تشجّع كل من يزعجه سؤال أو تقرير أو قلم، على اللجوء إلى اليد بدل الردّ بالحجة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا