يحضر الوضع المتفجِّر في الجنوب، على وقع الغارات الاسرائيلية، في جلسة
مجلس الوزراء اليوم، فضلاً عن الاتصالات لإعادة الامور الى السكة الصحيحة مع
الولايات المتحدة واحتواء المسألة المتعلقة بتأجيل زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل ،التي كانت مقررة امس الى الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي طالب فيه الرئيس نبيه بري عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لادانة الاعتداءات، ووضع قضية الجنوب مجدداً امام المجتمع الدولي، عشية مراجعة المجلس لتطبيقات القرار 1701، كان
لبنان الرسمي يتحرك بسرعة لاحتواء تداعيات السلوك
الاميركي المستجد تجاه الجيش والسلطات الرسمية.
وكتبت" الاخبار": أكّدت مصادر متابِعة أن العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بلغت مستوى غير مسبوق من الفتور، مشيرة إلى غياب سلام عن افتتاح مؤتمر «بيروت ــ 1» إلى جانب عون، وحضوره لاحقاً فقط في الجلسة الختامية، ما اعتُبر مؤشراً إضافياً إلى حجم التوتر القائم بينهما.
واتّسمت العلاقة بين الرئيسين بحالة مدّ وجزر منذ تسلّمهما السلطة، وقد برزت بينهما تباينات في مقاربة عدد من الملفات، آخرها قضية صخرة الروشة التي تسبّبت بتوتر كبير، خصوصاً أن سلام يعتبر أن رئيس الجمهورية دفعه إلى التراجع أمام
حزب الله . ورغم توصّلهما إلى «تخريجة» مشتركة بشأنها، إلا أن آثار الحادثة لا تزال واضحة على مسار علاقتهما، في وقت يواصل رئيس الحكومة السعي لترسيخ موقعه كمرجعية أساسية في الداخل والخارج، في موازاة دور رئيس الجمهورية. وكان لافتاً أن رئيس الحكومة لم يُبدِ انزعاجاً من الإجراءات الأميركية التصعيدية الأخيرة ضد قائد الجيش رودولف هيكل، والتي انعكس جزء منها على موقع الرئيس عون نفسه.
وذكرت«البناء» أن مجموعة لبنانيين من نواب حاليين وسابقين ووزراء سابقين ومسؤولين حزبيين يديرون حملة التحريض على رؤساء ومسؤولين لبنانيين عبر تواصلهم مع مسؤولين فاعلين في الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية والمخابرات الأميركية، إضافة إلى نواب في الكونغرس الأميركي من أصول لبنانية مثل دارين لحود وتوم حرب وغيرهم، والهدف تحريض الإدارة الأميركيّة لاتخاذ مواقف عالية السقف ضد الرئيسين عون وبرّي وقائد الجيش لأنهم بنظر هؤلاء لم يتخذوا قرارات جدّية لنزع سلاح حزب الله وتقييده مالياً وسياسياً.
اضافت: أنّ قرار قائد الجيش إلغاء زيارته إلى الولايات المتحدة اطلعت عليه مرجعيات رئاسية، وتجري مشاورات رئاسية مع السفارة الأميركية في بيروت ومسؤولين في واشنطن، حول ما يمكن فعله لاحتواء الخلاف بين قيادة الجيش والأميركيين ولكي لا ينعكس على الدعم المالي والعسكري واللوجستي الذي تقدّمه الولايات المتحدة للجيش.
ولفت مصدر نيابي إلى أنّ الحملة على الجيش لدفع قيادته إلى تعديل سياستها وتوجهاتها باتجاه الضغط على حزب الله وأهالي الجنوب وخلق مناخ صداميّ تستفيد منه «إسرائيل» لتوسيع عدوانها أكثر، والولايات المتحدة للضغط أكثر على الدولة، بينما تستغلّ جهات حزبية لبنانية حالة الفوضى والانقسام لتنفيذ انتشار عسكريّ بداعي الدفاع عن النفس كمقدّمة لتحقيق مآربها السياسية.
في المقابل، لفتت مصادر نيابيّة وسطيّة تتواصل مع المملكة العربية السعودية لـ»البناء» إلى أن الانفتاح السعودي خطوة إيجابية على الصعيدين التجاري والاقتصادي في لبنان، ومن المتوقع أن تنجح المباحثات السعودية –
اللبنانية لفكّ الحظر عن الصادرات اللبنانيّة إلى السعودية والخليج وعن سفر السعوديين والخليجيين إلى لبنان في موسم السياحة والاصطياف، لكن لن ترقى إلى مستوى الاستثمارات وإيداع ودائع في البنك المركزي أو في المصارف اللبنانية، كاشفة أن هذا الدخول السعوديّ إلى لبنان من بوابة الاستثمارات والشركات الكبرى إلى لبنان للاستثمار في قطاعات العقارات والمشاريع وإعادة الإعمار مرتبطة ومشروطة بحصريّة السلاح وبسط سيطرة
الدولة على كامل أراضيها، وإنجاز الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي.
ووفق المعلومات فقد تمنّى الجانب
اللبناني على الوفد السعودي تفعيل 21 اتفاقية الموقعة بين لبنان والمملكة على المستوى الاقتصاديّ والاستثماريّ والتجاريّ والثقافيّ والبيئيّ والإعلاميّ.