كتب صلاح سلام في" اللواء": تزامن التصعيد العسكري
الإسرائيلي على
لبنان مع خطوة أميركية صادمة ــ تمثّلت في إلغاء
الإدارة الأميركية مواعيد كانت مقررة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل في
البنتاغون ، بذريعة ورود عبارة "العدو الإسرائيلي" في أحد بيانات
المؤسسة العسكرية
اللبنانية . هذه الذريعة ليست مجرد تفصيل بروتوكولي، بل تكشف منسوب الانحياز الأميركي غير المسبوق إلى الرواية
الإسرائيلية ، حتى ولو جاء ذلك على حساب ما تبقّى من صورة «الوسيط» التي تحاول
واشنطن الاحتفاظ بها. فالجيش ، الذي يُفترض أنه الشريك الأول للولايات المتحدة في برامج الدعم والتجهيز والتدريب، لم يخرج عن الثوابت الوطنية حين استخدم توصيف "العدو" الذي ينسجم مع
الدستور اللبناني ومع قرارات الحكومة الشرعية، ومع واقع الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها لبنان منذ عقود. لكن واشنطن أرادت، عبر هذه الخطوة، توجيه رسالة واضحة: أمن
إسرائيل أولاً… وما عداه تفاصيل.
ان ما جرى يعكس تحوّلاً في النظرة الأميركية إلى موقع الجيش في المعادلة الإقليمية. فبدلاً من دعم دوره الوطني في حماية الحدود، تحاول واشنطن ــ بضغط من اللوبيات الإسرائيلية ــ تطويعه سياسياً وإدخاله في اشتباك بغير طبيعته، عبر فرض معايير لغوية وسياسية لا يمكن لأي جيش في العالم القبول بها، وخصوصاً جيش يواجه عدواناً يومياً.
الولايات المتحدة ، بخطوتها الأخيرة، لم تُضعف الجيش ، بل أضعفت ما تبقّى من صدقيتها كوسيط. أما لبنان، فسيبقى متمسكاً بمؤسسته العسكرية، وسيبقىالجيش موضع فخر كل لبناني. مهما حاولت الضغوط الخارجية إعادة صياغة أولوياته أو تغيير قاموسه الوطني.