آخر الأخبار

عن حزب الله وأحمد الشرع.. هذا آخر كلام إسرائيليّ

شارك
نشر "مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية" (JCPA) تقريراً سأل فيه عما إذا كان الغرب يحاول تبييض صفحة الرئيس السوري أحمد الشرع، خصوصاً بعد الاهتمام الدولي الذي بات يحظى به الأخير.

التقرير الإسرائيلي الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إنَّ "زيارة الشرع إلى البيت الأبيض تُشكل تحولاً جذرياً في العلاقات بين واشنطن ودمشق، وتعيدُ فتح النقاش حول عودة سوريا إلى النظام الدولي بعد أكثر من عقد من العزلة والعقوبات"، وأضاف: "في المقابل، تُراقب إسرائيل بعين الريبة والقلق كيف تسارع الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية إلى إعادة تأهيل الشرع ومحو ماضيه".


وتابع: "كان استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض لحظةً غير مسبوقة منذ استقلال سوريا عام 1946. لقد حمل الحدث دلالةً رمزيةً تتجاوز بكثير البروتوكول الدبلوماسي المعتاد، وشكّل اختباراً مُهمّاً لإمكانية إعادة دمج دمشق في الساحة الدولية بعد سنوات من القطيعة".


وأكمل: "لم يكن الاجتماع، الذي وصفه العديد من المعلقين في العالم العربي بأنه لحظة تاريخية، بل مُجرّد تمرين في العلاقات العامة. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن هذه الخطوة ترمز إلى فتح مسار تفاوضي جديد بين واشنطن ودمشق على أساس مبدأ الانفتاح المشروط، أي استعداد أميركي لمواصلة التعاون الحذر في مقابل التزامات سورية بشأن الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، وتشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط بعد الحرب".


وأضاف: "لقد حاول الشرع تعزيز هذه الرسالة من خلال سلسلة من اللقاءات الماراثونية مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والماليين في واشنطن، فضلاً عن مقابلات موسعة مع الصحف والقنوات التلفزيونية الأميركية. وفي الواقع، فقد كانت النتائج المباشرة لاجتماع البيت الأبيض على النحو التالي:


- انضمام سوريا إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة بشأن دعم الإرهاب.


- إعادة افتتاح السفارة السورية في واشنطن لأول مرة منذ أكثر من 12 عاماً، وهي خطوة تؤذن بالتجديد التدريجي للعلاقات السياسية والاقتصادية.


- تعليق عقوبات قانون قيصر لمدة 6 أشهر، وهو ما يراه المحللون محاولة "لاختبار نوايا دمشق" وإرسال رسالة مطمئنة للمستثمرين الأميركيين والدوليين.


- تجديد قنوات التنسيق الأمني والعسكري بين الدولتين، وخاصة في ما يتعلق بالحدود السورية العراقية والعمليات ضد ما تبقى من فصائل داعش".


وبعد الاجتماع، أعلن الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة "ستبذل كل ما في وسعها لضمان أن تصبح سوريا دولة آمنة ومزدهرة"، مضيفاً أن "الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة مع الشعب السوري".


التقرير يقولُ إنه "مع ذلك، لا يعني هذا الانفتاح بالضرورة نهاية نظام العقوبات"، اضاف: "قانون قيصر، الذي فُرض عام 2019، لا يمكن إلغاؤه بأمر رئاسي فحسب؛ بل يتطلب موافقة الكونغرس، علماً أن الأخير ما زال مُنقسماً بشدة حول موقفه من النظام السوري".


وأكد مسؤولون إسرائيليون كبار، وفق التقرير، أن إسرائيل تمارس ضغوطاً على الكونغرس لمنع إلغاء العقوبات بشكل كامل إلى حين اتضاح نوايا الشرع الحقيقية، ولضمان عدم سماحه لإيران بالعمل بحرية على الأراضي السورية، بحسب "JCPA".


ويزعم التقرير أنه جرى خلال الأسابيع الأخيرة نقل كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان من دون أن يبذل نظام الشرع أي جهد لوقفها، وأضاف: "ينتقد كبار المسؤولين الأمنيين النهج الأميركي تجاه الشرع، والسرعة التي سامحته بها الولايات المتحدة، وتبعتها عدة دول أوروبية، على فظائع الماضي، ورفعت المكافأة التي بلغت ملايين الدولارات التي وُضعت على رأسه، ورفعت العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وساهمت في ترسيخ حكمه. كذلك، يُعرب المسؤولون عن قلقهم من أن كل هذا يحدث رغم ماضيه الجهادي في تنظيمي القاعدة وداعش، ورغم المجازر التي ارتكبها في الأشهر الأخيرة ضد أبناء الأقلية العلوية في الساحل السوري، وضد الدروز في السويداء".


وتابع: "بحسب هؤلاء المسؤولين، فإن الدعوة إلى البيت الأبيض تشكل ذروة عملية التبييض السياسي، على الأقل في نظر الغرب. الشرع، أصبح بين عشية وضحاها رئيساً للجمهورية العربية السورية، استبدل زيه العسكري الجهادي ببدلة وربطة عنق غربية، وهو الآن موضع ترحيب في المكتب البيضاوي. مع هذا، تأتي زيارته للبيت الأبيض بعد أقل من شهر من حدث مذهل آخر وهو زيارته إلى موسكو ولقائه مع فلاديمير بوتن في الكرملين".


وأكمل: "لقد ناضل الشرع ضد روسيا لسنوات؛ والآن يصافح الرجل الأكثر مسؤولية عن تدمير سوريا وقتل مئات الآلاف من مواطنيها، دفاعاً عن حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد. والأخير، عدو الشرع اللدود، ينعم الآن بملاذ آمن في موسكو".


وذكر التقرير أن "تركيا ودول الخليج وغيرها من الجهات الإقليمية الفاعلة تتنافس على كسب ود الشرع، فيما الغائب الرئيسي الوحيد هو إيران "، وأضاف: "بحسب مسؤولين أمنيين كبار، فإن نظام الشرع الجديد ضعيف ويفتقر إلى القدرة على السيطرة على سوريا أو فرض النظام على الميليشيات الجديدة والقبائل البدوية. في المقابل، تعارض الأقليات السورية، الأكراد والدروز والعلويون والمسيحيون، حكمه الديني الأصولي والقمعي، لا سيما بعد المجازر الأخيرة ضد العلويين والدروز".


وتابع: "يخشى مسؤولون أمنيون من أن يكون الشرع يخدع الغرب، ويعتزم بعد حقبة الأسد إقامة دكتاتورية أكثر تطرفاً وإطلاق العنان للإرهاب الجهادي في الوقت الذي يختاره. ولكن حتى بعض الدول الغربية، بما في ذلك روسيا والصين، تظل حذرة وتشترط تعاونها مع الشرع بأن يقوم بتفكيك آلاف المقاتلين الجهاديين الموالين له والذين ساعدوه في الوصول إلى السلطة".


واستكمل: "في الوقت نفسه، يسعى بعض القادة الأوروبيين إلى كسب ود اليمين المتطرف في بلادهم من خلال الترويج لعودة اللاجئين السوريين الذين فروا خلال الحرب الأهلية، ويُوفر لهم إظهار الثقة بالنظام الجديد في دمشق مبرراً مناسباً للمضي قدماً في هذه السياسة، حتى وإن كانت تتناقض تناقضاً صارخاً مع الواقع".


وتابع: "على سبيل المثال، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز الأسبوع الماضي أنه دعا الشرع إلى برلين لمناقشة شروط عودة اللاجئين السوريين. في الوقت ذاته، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضمان حصة فرنسا من الفرص الاقتصادية العربية المرتبطة بإعادة إعمار سوريا، وقد استضاف الشرع في قصر الإليزيه حتى قبل زيارته للبيت الأبيض".


وقال: "الحقيقة، كما يقول كبار الدبلوماسيين، هي أنه لا جديد في نفاق العالم ومصالحه الذاتية. ومع ذلك، من الصعب رؤية هذا العدد الكبير من الدول تتنافس على أفضل السبل لتبييض صورة الشرع والتقرب من رجل لم ينتخبه شعبه قط، ويرأس نظاماً لا يزال مصنفاً قانونياً كمنظمة إرهابية".


وختم: "ولذلك، وفي خضم هذه الشبكة من المصالح المتضاربة، يتعين على إسرائيل أن تظل يقظة، وأن ترفض ممارسة لعبة تبييض السمعة الغربية مع الشرع، وأن تحمي مصالحها الأمنية الحيوية".

لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا