جال وزير العمل محمد حيدر، يرافقه المدير العام للوزارة مارلين عطالله ومستشاره حسين محيدلي، في منطقة اقليم الخروب، حيث عقد لقاءات مع فاعليات وشخصيات.
وإستهل حيدر الجولة بلقاء مع فاعليات من الجية واقليم الخروب في منزل مصطفى الحاج في الجية، في حضور مسؤول قطاع الجبل في "
حزب الله " بلال داغر، ونائب رئيس بلدية الجية وسام الحاج، ورئيس بلدية الوردانية علي بيرم، وإمام بلدة جون الشيخ خضر عيد والشيخ يونس بركات ومسؤول حركة "أمل" في الشوف حسين الحاج ومخاتير وشخصيات .
وفي تصريح له، تطرق حيدر الى الإنتخابات النيابية، معتبراً أن الأجواء لا زالت ضبابية، وقال: "بحسب ما نسمعه يومياً، فإن إجراء الانتخابات أو عدم إجرائها باتا متساويين، إلا أننا في الحكومة نصر على إجرائها، وكذلك
الثنائي الشيعي مصرّ أيضا على إجرائها في موعدها".
وزار حيدر دار إفتاء
جبل لبنان في الجية حيث استقبله قاضي
الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو ممثلاً مفتي جبل
لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، بحضور النائب بلال عبد الله وعدد من الفاعليات الدينية ورؤساء البلديات وممثلي الأحزاب.
ورحّب الشيخ الجوزو بالوزير حيدر، مؤكداً أنّ "الزيارة تأتي في إطار التواصل الضروري في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان"، ومشيداً بـ"جهود الوزارة في تطوير القوانين وتحسين واقع العمال الذين عانوا من تدنّي الأجور خلال الأزمة الاقتصادية".
وشدّد على "ضرورة إنصاف العاملين في سلسلة الرتب والرواتب، وضمان حياة كريمة لكبار السن، عبر إقرار ضمان الشيخوخة"، واكد على انه "لا يجوز أن يقف من خدم وطنه على أبواب المستشفيات طلبا للعلاج".
وفي ملف البلديات، رفض الجوزو "أي محاولة لتقسيمها على أساس طائفي"، واعتبر "ما يحصل وصمة عار لا يمكن أن نقبل بها، والتقسيم لا يبني وطنًا".
من جهته ، أعرب حيدر عن سروره لوجوده في دار الإفتاء، وفي منطقة اقليم الخروب، "بوابة الجنوب"، مشيدا بـ"العلاقات الأخوية التي تجمعنا"، ومؤكدا ان "دار الإفتاء تمثّل بيتا وطنيا جامعا"، وشدد على" أهمية التشاور الدائم مع المرجعيات في المنطقة".
وأضاف: "جئنا لنطلع على أوضاعكم، ونضعكم في أجواء ما تقوم به وزارة العمل بالنسبة للعمال بشكل خاص، وفرص العمل بشكل عام مع أصحاب العمل. ونعمل على حماية سوق العمل للبنانيين، ونشدد على إعطائهم حقوقهم، ولا نسمح بالعمالة الأجنبية إلا بنسب محددة، لنحفظ حق اللبناني بان يكون موجوداً في سوق العمل وفي أغلب المهن، ولكن للأسف نجد ان اللبناني لا يتشجع، رغم اننا نشدد على اعطائه حقوقه من قبل رب العمل، وفي هذه المناسبة اتمنى على المشايخ ان يشجعوا الشباب في خطب الجمعة على الإنخراط في سوق العمل، ليتسنى لنا مساعدتهم ليكونوا مثبتين في أرضهم، لأننا لا نستطيع ان نسلم العمل بشكل عام في البلد الى الأجنبي، بغض النظر عن جنسيته، فالبلد لا يقوم ولا يستمر ولا يمكن المحافظة عليه الا بأبنائه".
وأكد حيدر أننا "نحتاج إلى أن يكون شبابنا جزءاً أساسياً من دورة الإنتاج كي نحافظ على استمرارية البلد"، كما شكر النائب عبد االله، وكشف عن تحضيرات لنسخة جديدة من قانون العمل تنظم الحقوق وتحديث سوق العمل، بالتعاون مع لجنة العمل النيابية. لافتا الى "وجود خطة مشتركة للإسراع في إقرار القانون في مجلس النواب".
بدوره، أكد النائب عبد الله أننا "عائلة واحدة رغم التنوع السياسي والطائفي والمذهبي، وأنّ إقليم الخروب سيبقى نموذجا للوحدة الوطنية"، مشيدا بـ"أداء وزير العمل ووزير الصحة"، ومعلناً عن "اقتراح قانون مشترك لإخضاع عمال البلديات للضمان الاجتماعي، بعد حرمانهم منه منذ ثمانينيات القرن الماضي"، آملا دمج اقتراحات القوانين لتسريع الحلول".
وأشار الى أن "الضمان الاجتماعي استعاد عافيته وبدأ تغطية الأجهزة الطبية مجددًا بفضل التعاون القائم".
واختتم اللقاء، بمداخلات لرؤساء البلديات وممثلي الأحزاب تناولت أوضاع العمال والتحديات الاجتماعية في المنطقة.
المحطة الثالثة كانت في دير المخلص في بلدة جون، حيث التقى الوزير حيدر بالرئيس العام للرهبنة الباسيلية المخلصية الأرشمندريت أنطوان رزق، بحضور رئيس الدير الأب إلياس صليبا، ووكيل الدير الأب أنطوان سعد، وأمين المكتبة والأرشيف الأب مكاريوس هيدموس، إلى جانب الوفد الوزاري ومسؤول قطاع "حزب الله" في الجبل الحاج بلال داغر والشيخ يونس بركات ومسؤول جون وائل عيسى.
وخلال زيارته، قام الوزير والوفد بجولة في أروقة الدير، شملت الكنيسة وضريح الأب بشارة أبو مراد، وقدّم الأرشمندريت رزق شرحاً عن تاريخ الدير، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1711م، مشدداً على "أهمية دوره الوطني والتاريخي"، معتبرا أنه " مقصد لأبناء الوطن من مختلف الطوائف والمذاهب، ويعبّر عن رسالة الوحدة والتعايش".
وفي جلسة أخوية في صالون الدير القديم، رحّب الأرشمندريت رزق بالوزير والوفد، مثمّناً "الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة العمل في خدمة المواطنين"، ومؤكداً "أهمية التواصل بين الدولة والرهبنة لتعزيز رسالة الدير الوطنية".
من جانبه، عبّر حيدر عن تقديره العميق للدير ورسالة الرهبنة في الإقليم، واصفاً المنطقة بأنها "تجسيد حقيقي للبنان التعايش والتنوّع"، مؤكداً "وقوف وزارة العمل إلى جانب الدير ودوره الوطني"، مشدداً على "ضرورة دعم الشباب وتشجيعهم على التمسّك بأرضهم من خلال خلق فرص عمل وإحياء الأمل لديهم".
كذلك، دعا رجال الدين إلى "مواصلة دورهم في تحفيز الجيل الجديد على البقاء في وطنهم وبناء مستقبلهم فيه"، مُشدداً على أن "شباب لبنان هم بناة
المستقبل "، لافتاً إلى أن "سياسة الوزارة اليوم ترتكز على دعم المواطنين اقتصادياً وروحياً".
واختُتمت الزيارة بمأدبة غداء أقامها الأرشمندريت رزق على شرف الوزير والوفد، في أجواء أخوية تعكس روح التعاون والشراكة الوطنية.