قال العلّامة السيّد علي فضل الله إن "قضية المواطنة ضرورية وملحّة، لا سيما في ظل ما نعانيه من انقسام وشرذمة يهددان نسيج المجتمع والوطن".
وأكد أن "أي غبن أو إقصاء أو تهميش يلحق بأي طائفة أو مذهب يُعدّ مشروع فتنة أو حرب، عاجلًا أم آجلًا"، وأضاف: "إننا في هذا الوطن ما زلنا نفكّر بمنطق حقوق الطوائف بعيدًا عن حقوق المواطن، ولذلك كانت دعوتنا الدائمة إلى بناء دولة الإنسان، وتجريد الطوائف والمذاهب من عصبياتها، وإدخال روح الدين إليها؛ دين القيم الإنسانية والتسامح والمحبة والحوار".
ولفت إلى أن "مفهوم المواطنة ينبغي أن يتحوّل إلى خيارٍ واعٍ لدى المواطن، فيتصرف من موقع انتمائه للوطن، ويقيس من يختارهم أو يؤيدهم بمقدار إخلاصهم لوطنهم، لا بمقدار انتمائهم لطوائفهم أو مواقعهم. فهذه التربية هي التي ينبغي ترسيخها في مجتمعنا حتى نبني دولة المواطنة، دولة الإنسان".
وفي ردّه على سؤال، حول جدوى الحوار، قال: "في أيام الانقسام لا بد من تعزيز لغة التواصل والتلاقي من خلال الإضاءة على المشتركات وتأكيدها، بدل استحضار الاختلافات. فنحن إخوة في الإنسانية، وعلينا أن نتطلع إلى بعضنا البعض بهذه الروح، داعيًا إلى إطلاق مبادرات جدية لإزالة كل الألغام والحواجز. فنحن أصحاب رسالة، ونؤمن بالدوائر المنفتحة لا المنغلقة، وبالحوار الصادق والحقيقي البعيد عن الشكليات والديكورات، الحوار الذي يصل إلى القلب قبل العقل. ولكن للأسف، تلهينا المعارك الكلامية والتراشق بالألفاظ السيئة، مما يتيح للمتربصين فرصة النفاذ من خلال هذه الانقسامات".
وعن الانفتاح العربي على
لبنان ، قال: "نحن جزء من هذا العالم العربي والإسلامي، وندعو
الدول العربية إلى الانفتاح على لبنان ودعمه على مختلف الصعد، ليتمكن من مواجهة التحديات والضغوط الداخلية والخارجية".