آخر الأخبار

حزب الله سيُطلق آلاف الصواريخ.. ماذا كشف تقرير إسرائيليّ؟

شارك
نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل " تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ " حزب الله يُعيد تسليح نفسه ــ ليس تدريجياً، ولا بهدوء، بل بشراسة، بطريقة تهين كل إحاطة متفائلة قدمت بعد الحملة العسكرية المباشرة التي شنتها إسرائيل في عامي 2023 و2024".

التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" قال إن "الحزب يعمل على إعادة بناء نفسها ليُصبحَ قوة أكثر توزيعاً وأكثر دقة وأكثر فتكاً من تلك التي قاتلتها إسرائيل قبل عامين"، وأضاف: "قبل السابع من تشرين الأول 2023، كان حزب الله يمتلك ما بين 130 ألفاً و150 ألف صاروخ وقذيفة، الأمر الذي كان يمُثل ترسانة عسكرية ضخمة. لقد نجحت إسرائيل في تدمير ما بين 20% إلى 25% منه، ولكن تلك كانت مكاسب تكتيكية، وليست استراتيجية".

واستكمل: "بحلول أوائل عام 2025، أكدت الاستخبارات الغربية أن حزب الله قد أعاد تعبئة ما بين 60 و 70% من مخزونه قبل الحرب، وهذا يرفع مخزون الحزب إلى أكثر من 100 ألف ذخيرة، مُخبأة الآن ليس في مخابئ ضخمة، بل في مستودعات صغيرة مدفونة تحت المدارس والشقق والمباني البلدية. وبعبارة أخرى، فإن حزب الله يستخدم الآن استراتيجية حركة حماس في غزة".

وأوضح التقرير أن "حزب الله تحول من الاعتماد على مُستودعات مركزية إلى ترسانات موزّعة بشكل مفرط إلى تحويل جنوب لبنان إلى حصن تحت الأرض متعدد الطبقات"، وأضاف: "من المؤكد أن هذه المرحلة الجديدة من إعادة التسلح تتسم بالسرعة والابتكار، وتُظهِر أنه على الرغم من أن المنظمة شهدت مقتل 5000 من أعضائها أو إرسالهم إلى التقاعد في العامين الماضيين، فإنها لا تزال قوية".

ويذكر التقرير أن عناصر "حزب الله تكيفوا بشكل أسرع وأذكى وتحت إشراف استراتيجي إيراني؛ ومع ذلك فإن التطور الأخطر هو التطور النوعي"، وأضاف: "اليوم، تُسلّم إيران مجموعات توجيه تُحوّل الصواريخ البدائية إلى أسلحة هجومية دقيقة تتراوح دقتها بين 10 و30 متراً. في السابق، كانت هناك أهدافٌ تتطلب سابقاً حظاً إحصائياً، يُمكن الآن استهدافها بدقة مُتناهية مثل القواعد الجوية، ومحطات الطاقة، ومحطات تحلية المياه، ومراكز الاستخبارات، ومراكز النقل".

واستكمل: "إذا أضفنا المكونات المهربة لصواريخ فاتح 100 وذو الفقار القادرة على ضرب عمق يتراوح بين 200 و700 كيلومتر داخل إسرائيل، فإن التهديد لا يصبح تكتيكياً فحسب، بل وجودياً أيضاً".

وقال: "هذا الأمرُ يثيرُ سؤالاً واضحاً، وهو كيف يمكن لحزب الله إعادة البناء بهذا الحجم بعد أن دمرت إسرائيل بنيته التحتية؟ الجواب هو العفن الجيوسياسي المحيط بحزب الله ــ وهو النظام الذي ألحقت به إسرائيل الضرر ولكنها لم تفككه. كما نعلم جميعاً، فإن حكومة لبنان مفلسة ومجزأة، في حين أن القوات المسلحة اللبنانية ، على الرغم من زيها الرسمي وأعلامها، أصبحت جوفاء سياسياً. في المقابل، فإن حزب الله يسيطر على الشوارع، والحدود، والموانئ، وخطوط الأنابيب، وفي كثير من الحالات، الوزارات نفسها".

وأكمل: "بسبب توسعه السياسي الهائل، يسيطر حزب الله على كل مؤسسة رئيسية، كما أن الارتفاع الديموغرافي للمجتمع الشيعي الذي لم يتم إحصاؤه رسمياً منذ آخر تعداد سكاني في عام 1932 يسمح له بتخويف الطوائف الأخرى ودفعها إلى التنازل عن السلطة".

وأضاف: "لا شك أن المجموعات الأخرى تشعر بالرعب من أن يؤدي إحصاء جديد للسكان إلى الكشف عن هيمنة حزب الله الحقيقية وتفجير النظام الدستوري الهش في لبنان، وجعل الأمور أسوأ.

ويتحدث التقرير عن "كابوس إستراتيجي"، مشيراً إلى أنَّ "حزب الله يستعدّ لإغراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية بكمية هائلة من الصواريخ"، وأكمل: "من المثير للقلق أن القادة الإسرائيليين يحذرون من أن الحركة قد تتمكن الآن من إطلاق ما يتراوح بين 2500 و3000 صاروخ يومياً، وهو المعدل الذي يهدف إلى كسر البنية الدفاعية الإسرائيلية المضادة للصواريخ وإحداث انهيار في اقتصادها".

وتابع: "مع ذلك، فإنَّ الوضع الاقتصادي غير متوازن إلى حد وحشي، إذ يكلف استخدام القبة الحديدية ما بين 50 ألفاً و150 ألف دولار أميركي لكل صاروخ اعتراضي، في حين تكلف صواريخ حزب الله ما بين 500 و5 آلاف دولار أميركي".

وأكمل: "كذلك، فإنَّ نظام الدفاع بالليزر الإسرائيلي الجديد سيكون ضرورياً لأنه، على عكس الصواريخ الاعتراضية الباهظة الثمن التي تستخدمها القبة الحديدية، فإن كل طلقة ليزر تكلف أقل من 10 دولارات، مما يسمح لإسرائيل بحماية سمائها على نحو أكثر استدامة وبتكلفة معقولة مع الحفاظ على نفس الحافة الدفاعية المنقذة للحياة".

إلى ذلك، يقولُ التقرير إنَّ " سوريا هي الشريان، وحزب الله هو العضو"، وأضاف: "إذا أرادت إسرائيل الحد من إعادة تسليح حزب الله، فعليها معالجة خط الإمدادات اللوجستية السوري. من الواضح أن الحرب المقبلة في الشمال مع لبنان لن تكون مثل حرب عام 2006 أو عام 2023، ولا شك أنها ستكون أسرع وأكبر وأكثر دقة وأكثر تدميراً".

وختم: "إذا لم تقم إسرائيل بإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي ــ من خلال قطع خطوط الحياة لحزب الله من سوريا، وإجبار لبنان على نزع السلاح، ومنع المساعدات الأميركية من تغذية إعادة تنظيم حزب الله ــ فإن الانفجار التالي على الجبهة الشمالية سوف يهز أكثر من الجليل. لا شك أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والغرب بالكامل على نحو لم نشهده من قبل".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا