كتب عباس الصباغ في" النهار": الطلب الذي وصل إلى الجيش خلال اجتماع لجنة (الميكانيزم) منتصف الشهر الفائت، كان تعجيزيًا ويضعه في مواجهة مباشرة مع أهالي الجنوب، وكان الرد المباشر بالرفض خلال الاجتماع. فتل أبيب طلبت أن يقوم الجيش بتفتيش المنازل الخاصة على طول الحافة الأمامية.
وبحسب مصادر أمنية فإن "الجيش رفض تنفيذ الطلب
الإسرائيلي الذي يتعارض مع مهماته، لما يترتب عليه من نتائج سلبية تضعه في مواجهة مباشرة مع الأهالي العائدين إلى منازلهم وقراهم المدمرة".
وبعد نحو ثلاثة أسابيع على الطلب الأول، عادت تل أبيب وكررت طلبها، لكنها سمعت الإجابة عينها.
بعد رفض الجيش الطلب الإسرائيلي تفتيش المنازل، شرعت تل أبيب في حملة ضده إلى حد اتهامه بتهريب السلاح لـ"
حزب الله "، في إشارة واضحة إلى تبرير اعتداءاتها على الجيش.
ولم يكن استهداف أحد المنازل على بعد 200 متر من ثكنة الشهيد محمد فرحات في كفردونين (بنت جبيل) سوى رسالة للجيش الذي رفض إخلاء مراكزه بعد التهديد الإسرائيلي، وظل ضباطه وعناصره في الثكنة والمراكز، في إشارة تحدّ واضحة جاءت بعد أقل من أسبوع على طلب رئيس الجمهورية جوزاف عون من
قائد الجيش العماد رودولف هيكل التصدي للتوغلات
الإسرائيلية في الأراضي
اللبنانية المحررة.
وفي ترجمة عملية لطلب عون، استحدث الجيش مراكز له على الحدود، ومنها على أطراف بلدة بليدا (مرجعيون) التي توغل فيها جيش الاحتلال وقتل بدم بارد الموظف في بلديتها إبرهيم سلامة.
وتفيد الإحصاءات أن 46 ضابطًا ورتيبًا وجنديًا استشهدوا في الفترة الممتدة من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. وبعد ذلك التاريخ استشهد 18 ضابطًا وجنديًا من
الجيش اللبناني ، ليرتفع عدد
الشهداء إلى 64 جراء الاعتداءات.وخلال الحرب، تعرضت مراكز الجيش للاعتداء المباشر على طول الحافة الأمامية، فاستشهد عدد من العسكريين وجرح آخرون.