كتب غاصب المختار في" اللواء": بإنتظار أن تتبلور طبيعة المفاوضات التي تُصرّ الإدارة الأميركية على عقدها بين لبنان والكيان الإسرائيلي ، لجهة شكلها وعناوينها وتفاصيلها كما قال رئيس الجمهورية جوزاف عون، وبانتظار ما سيحمله السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى الى بيروت من توجهات وربما «تعليمات» لا يمكن ردّها، يقف لبنان أمام تحدي فرض نوع المفاوضات التي تؤمّن مصالحه على كل المستويات الأمنية والحدودية والاقتصادية والسياسية، لا سيما نيل حقوقه كاملة في تحرير الأرض المحتلة ووضع حد نهائي للإستباحة الإسرائيلية لسيادته.
يُدرك لبنان ان التحدّي الذي يواجهه صعب لأنه يتعاطى مع دولة احتلال غاشم لا تقيم للقيم أي اعتبار، ومع دول حليفة للإحتلال تتبنّى كل طروحاته العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية وتوجهاته الكبرى بعيدة المدى في تطويع لبنان و«دول الطوق» وإخضاعها لمصالحه.
وفي رأي مصدر
دبلوماسي مخضرم فإن لبنان يتجه الى التفاوض لو حصل بموقف لا غبار عليه، هو تفاوض الحد الأدنى الممكن لا الحد
الأقصى الذي تدفع نحوه
إسرائيل والإدارة الأميركية.
النقاط التي يطالب بها لبنان والتي يُسمّيها المصدر الدبلوماسي ثوابت وطنية، هي نقاط الانطلاق في أي مفاوضات يمكن أن تجري لاحقاً، وبرغم كل الإثارة السياسية لموضوع المفاوضات والمزايدات حوله، يبدو ان التفاوض ما زال بعيداً نسبياً، لأنه يرتبط بأمور مسبقة لا بد من تحقيقها. أولها وأهمها رفض لبنان التفاوض تحت نار
الاحتلال وعدوانه، وثانيها توفير ضمانات، ولا سيما أميركية وموثوقة ومكفولة، قبل أو خلال المفاوضات بتنفيذ كيان الاحتلال المطلوب منه سواء مندرجات اتفاق وقف اطلاق النار 2024، أو أي اتفاق جديدة يمكن التوصل إليه خلال التفاوض وبخاصة موضوع تثبيت الحدود البرية، وعودة أهالي القرى الحدودية بالكامل إليها لإعادة الإعمار، ومنع أي توغلات أو اعتداءات أو استفزازات إسرائيلية تحت أي حجة كانت، وإذا لم يتمكن لبنان من تحقيق هذه الأمور فالأفضل أن لا يذهب للمفاوضات لأنها ستكون مضيعة للوقت وإعطاء شرعية إضافية للاحتلال لمواصلة ما يقوم به.