اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للمدير الإقليمي للشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد نيكولاس فون اركس، خلال استقباله له بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، "ان
لبنان يطالب باطلاق الاسرى اللبنانيين الذين تحتجزهم
إسرائيل ، ومن بينهم من اعتقلتهم بعد الإعلان عن وقف الاعمال العدائية في الجنوب في تشرين الثاني 2024، فيما كانوا يتفقدون منازلهم وممتلكاتهم".
وطلب
الرئيس عون من السيد فون اركس "ان تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على توفير معلومات عن أوضاع هؤلاء الاسرى والاطمئنان الى سلامتهم"، مؤكدا "ان اطلاقهم هو أولوية بالنسبة الى الدولة
اللبنانية التي لا يمكن ان تتخلى عن أبنائها".
وخلال اللقاء الذي حضرته رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب
الاحمر في لبنان السيدة انييس دور، عرض الرئيس عون الاتصالات التي يجريها لبنان من اجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها عليه، والانسحاب من المناطق التي تحتلها واطلاق الاسرى، مشدداً على عدم تجاوب إسرائيل مع الضغوط الدولية لوقف عدوانها على لبنان.
من جهته ، عرض السيد فون اركس للدور الذي يلعبه الصليب الأحمر الدولي لمساعدة لبنان في الظروف الصعبة التي يمرّ بها، مشيرا ًالى زيارات استطلاعية قامت بها وفود من اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عدد من المناطق اللبنانية المتضررة نتيجة العدوان
الإسرائيلي ، وعاينت الاضرار التي لحقت بالمنازل والممتلكات والاراضي والبساتين، والتقارير التي ستضعها اللجنة عن هذه الجولات.
ثم تحدث السيد فون اركس عن "المبادرة العالمية لتجديد الالتزام السياسي بالقانون الدولي الإنساني" التي اطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العام 2024 بالشراكة مع كل من: البرازيل،
الصين ، فرنسا، الأردن، كازاخستان وجنوب افريقيا، والتي تهدف الى حشد قادة الدول حول العالم لجعل القانون الدولي الإنساني أولوية عبر سبعة محاور رئيسية. وقد تم تحديد هذه المحاور استناداً الى الخبرة التشغيلية للجنة الدولية للصليب الأحمر والمناقشات مع الدول، وهي: الوقاية، اللجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني، القانون الدولي الإنساني والسلام، حماية البنية التحتية المدنية، حماية المستشفيات، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الحرب البحرية.
وقال انه بالتوازي مع الجهود المبذولة للحصول على دعم رفيع المستوى للمبادرة، هناك ايضاً سلسلة من المشاورات وورش العمل الجارية بين الدول والخبراء، ضمن كل مسار عمل، بهدف تحديد توصيات عملية وقابلة للتنفيذ. وتم اصدار تقرير مرحلي هذا الشهر يقدّم تحديثات حول هذه المشاورات. وستتوج هذه المبادرة بمؤتمر عالمي بارز حول الإنسانية في الحرب، نهاية العام 2026، علماً ان كل الدول مدعوة للانضمام الى المبادرة، وحتى الآن، انضمت 92 دولة، ولا توجد عملية رسمية للانضمام، ولا تبعات مالية.
وابدى الرئيس عون اهتماماً بالمبادرة، ودعمه لاهدافها.
وفي قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، رئيس المؤسسة الوطنية للضمان الالزامي السيد عبدو الخوري، مع وفد ضم أعضاء من المؤسسة هم السادة: الكسندر ماطوسيان، ناجي صعيبي، جميل حرب، ايلي طربيه، محمد الهبري، اسعد ميرزا، جورج ماطوسيان، انطوني الفضل. وضم الوفد ايضاً الخبيران الفرنسيان Jean Eves Le Coz و Eves Page.
وسلّم الوفد الرئيس عون نسخة عن التوصيات التي صدرت عن مؤتمر "السلامة المرورية في لبنان: نحو استراتيجية وطنية واقعية متعددة القطاعات"، الذي عقد برعاية رئيس الجمهورية ونظمته المؤسسة التي شكر رئيسها الرئيس عون على رعايته، وقال: "منحتم هذا الحدث معناه وقيمته الوطنية، واكدتم انكم الداعم الأول لكل مبادرة تجمع اللبنانيين حول الفكر والعمل والإصلاح المنشود، ولا يسعنا الا ان نتوجه ايضاً بالشكر العميق لجميع المتحدثين الذين اغنوا المؤتمر بفكرهم وابداعهم وخبرتهم الدولية."
وأضاف: ان التوصيات التي اعدها متحدثون خبراء يملكون خبرة تمتد لاكثر من ثلاثين عاماً في مجال سياسات السلامة المرورية، ونأمل ان نحظى بمتابعة من رئاستكم لتترجم الى خطوات عملية تسهم في تحقيق الأهداف المنشودة لما فيه خير الوطن والمواطن.
وختم قائلاً: بقيادتكم الحكيمة نؤمن ان لبنان سيبقى يسير بثبات نحو الامان والاستقرار والازدهار، شكراً لكم وشكراً لكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم".
ورحب الرئيس عون بالوفد، منوّهاً بأهمية المؤتمر الذي عقد اليوم، مشدداً على أهمية التوعية في مجال المحافظة على السلامة المرورية وضرورة متابعة التوصيات التي صدرت عنه، وقال: "في غياب المحاسبة نتيجة عدم التقيد بأنظمة السير، نخسر يومياً خيرة شبابنا الذين يسقطون على الطرق في ظروف مختلفة، ولا بد استطراداً من اتخاذ تدابير رادعة للحد من الفلتان في حركة التنقل على الطرق."