آخر الأخبار

بين القوّات والتيّار... معارك إنتخابيّة حامية مُرتقبة

شارك

يستعدّ الشارع المسيحيّ في العام المُقبل، لمعارك إنتخابيّة حامية بين "القوّات اللبنانيّة" و" التيار الوطنيّ الحرّ"، في أكثر من قضاء. فمعراب تُريد إثبات مرّة جديدة أنّها تُمثّل أغلبيّة المسيحيين، بينما يعمل النائب جبران باسيل على إعادة تنظيم صفوف مناصريه لخوض الإستحقاق الدستوريّ، وسط مرور تكتّله بأزمة تحالفات عميقة، قد تُكلّفه مقاعد مهمّة كانت من حصّته.

ولعلّ أبرز دائرة ستشهد منافسة كبيرة بين "القوّات"وحلفائها من جهّة، و"التيّار" من جهّة ثانية، هي الشمال الثالثة، حيث تعمل "القوى السياديّة المسيحيّة" على منع باسيل من الفوز من جديد بالمقعد المارونيّ في البترون. فالبعودة إلى العام 2022، نالت اللائحة المدعومة مباشرة من معراب حوالى 40 ألف صوت، بينما حلّت لائحة رئيس "الوطنيّ الحرّ" في المركز الرابع، مُتقدّمة على "المجتمع المدنيّ" فقط بحوالي 3000 صوت.

وكما هو واضح، فإنّ "القوّات" إذا نجحت في تمرير مشروع القانون الذي أرسلته الحكومة إلى المجلس النيابيّ، المُتعلّق باقتراع المغتربين للنواب الـ128، فإنّها سترفع نسبة التصويت في الدائرة الثالثة، نظراً لأنّ أغلبيّة المنتشرين المسيحيين المُؤيّدين لها، يُصوّتون في أقضية الدائرة المذكورة، ما يضع باسيل أمام خطرٍ فعليّ، علماً أنّ الفارق بينه وبين المحامي مجد حرب في العام 2022، كان فقط 1846 صوتاً.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مصادر سياسيّة، اعتبرت أنّ "التيّار" كان له دور في العام 2022، في فوز النائب ملحم طوق، وخسارة مرشّح "القوّات" النائب السابق جوزاف اسحق، بعدما حُكِيَ أنّ باسيل حثّ البعض من مناصريه في بشري، على التصويت للائحة "المردة"، من أجل التضييق على النائبة ستريدا جعجع وحلفائها".

وليس قضاء البترون وحده الذي سيشهد مُنافسة شديدة بين "القوّات" و"التيّار"، ففي آخر إنتخابات، خاض النائب الحالي ملحم الرياشي معركة إنتخابيّة قويّة ضدّ مرشّح ميرنا الشالوحي إدكار معلوف. وقد جيّرت معراب أكثريّة أصوات مناصريها إلى مرشّحها الروم الكاثوليكيّ، من أجل منع معلوف الشخصيّة البارزة في "الوطنيّ الحرّ" من الفوز.

وفي حين أنّ لا مشكلة تُواجه "القوّات" في المتن من حيث الأصوات، وأيّ تحالف مع جهّات مسيحيّة أخرى في القضاء قد يُساعدها في ضمان مقعدين، فإنّه في المقابل، خسر "التيّار" الأصوات الداعمة للنائب الياس بو صعب، وتلك المُؤيّدة لرئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، ما يعني بحسب مصادر سياسيّة متنيّة، أنّ "الوطنيّ الحرّ" سيكون في أزمة كبيرة، إنّ لم ينجح في التحالف مع حزب "الطاشناق"، وذهب الأخير إلى خوض الإستحقاق النيابيّ مع النائب ميشال المرّ". وتُضيف المصادر أنّ "مقاعد ميرنا الشالوحي قد تتقلّص إلى واحد فقط في دائرة جبل لبنان الثانية، ولكن إذا وجّهت محازبيها إلى التصويت لمعلوف، فقد يفوز وحيداً، على حساب مرشّح الروم الكاثوليك الذي ستُسمّيه معراب".

أما القضاء الثالث الذي سيشهد منافسة حقيقيّة أيضاً بين "القوّات" و"التيار"، فهو جزين، حيث مُنِيَ "الوطنيّ الحرّ" في العام 2022، بخسارة مفاجئة، وفقد مقعدين لصالح "الجمهوريّة القويّة". وتتوقّع مصادر سياسيّة جزينيّة أنّ "يكون الوضع الإنتخابيّ في العام المُقبل مُغايراً لما جرى في آخر إستحقاق، لأنّ باسيل سيدخل حكماً في تحالف مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في دائرة الجنوب الأولى، وسيشارك مرشّحو ميرنا الشالوحي لائحتهم مع نائب "حركة أمل" السابق ابراهيم عازار، لضمان فوز الأخير، وأقلّه شخصيّة مسيحيّة واحدة أو إثنتين يدعمها رئيس تكتلّ "لبنان القويّ"، إنّ فشلت معراب في بلوغ الحاصل".

وتُضيف المصادر أنّ "عودة تيار " المستقبل " عبر ترشيح السيّدة بهيّة الحريري في قضاء صيدا – جزين، قد تُعيد خلط الأوراق، إذ من المتوقّع أنّ يُشكّل رجوع الرئيس سعد الحريري إلى لبنان لخوض الإستحقاقات الدستوريّة، في حال قرر ذلك، عودة قويّة، قد تقلب العديد من النتائج ليس فقط في دائرة الجنوب الأولى، وإنّما في دوائر أخرى".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا