كتب كمال ذبيان في" النهار": عندما اجتمع رئيس الجمهورية جوزاف عون، بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، واعطاه تعليماته وتوجيهاته بان يتصدى الجيش لاي توغل للعدو الاسرائيلي، فانما كان ينفذ قراراً للحكومة برئاسة عمر كرامي في بداية عهد الرئيس الياس الهراوي عام 1991، بارسال الجيش الى الجنوب، للانتشار في المناطق المحررة من الاحتلال الاسرائيلي. ونفذ
قائد الجيش آنذاك العماد اميل لحود القرار، فنشر كتيبة في منطقة وجود قوات دولية في صور، بعد ان كان انتشر في صيدا، ومنع دخول السلاح الى مخيم عين الحلوة، ثم توسيع انتشاره مع كل انسحاب اسرائيلي من جزين الى النبطية والزهراني... فقرار انتشار الجيش متخذ منذ ما بعد اتفاق الطائف، وتصديه للعدو الاسرائيلي موجود، وهذا ما يعلمه الرئيس جوزاف
عون.
فالقرار السياسي للجيش بالانتشار والتصدي متخذ منذ 35 عاماً، انما تسليحه كان محظوراً من اميركا باداراتها المتعاقبة، وما زال يقول احد ضباط الجيش السابقين الذي يكشف بان التعليمات كانت دائمة للجيش بالتصدي للعدو الاسرائيلي، وكان يستعين احيانا بالقوات الدولية، وهو لديه الجهوزية للمواجهة، لكن سلاحه لا يوازي ما يمتلكه العدو الاسرائيلي، وهذه مسألة كانت مدار خلاف داخلي حول الجيش ودوره وعقيدته القتالية وتسليحه، وحصل انقسام سياسي على القرار الذي يعطى للجيش قبل الطائف.
لم يلاق ما صدر من موقف وطني عن رئيس الجمهورية بتوجيه الجيش للتصدي، ترحيبا من قوى سياسية لبنانية، وبعضها يدعّي الدفاع عن السيادة، فاعتبرت بان العمل العسكري ليس هو المطلوب، بل الديبلوماسية التي عبرها، يستطيع
لبنان وقف الاعتداءات عليه، واخراج الاحتلال الاسرائيلي، الذي ليس هو سبب العدوان، بل السلاح مع
حزب الله ، في تبرير للاعتداءات الاسرائيلية، التي سبقت وجود حزب الله باطماعها في ارض ومياه وثروات لبنان، ثم في التوغل باراضيه منذ العام 1984. والعدو الاسرائيلي لم يطمئن الى موقف
الرئيس عون ، فهاجمه
وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، واتهمه بالتباطؤ في نزع سلاح حزب الله، وهدد بوصول العدوان الاسرائيلي الى
بيروت ، ولاقاه في موقفه الموفد
الاميركي توم براك واحزاب وشخصيات سياسية لبنانية، اضافة الى الادارة الاميركية، فعدل الرئيس عون بكلامه، فتحدث عن الديبلوماسية لوقف الحرب. ومن كان يطالب بان الجيش يتولى الدفاع عن لبنان، وقرار الحرب والسلم بيد الحكومة، باغته موقف الرئيس عون، الذي رأى البعض بانه ذهب بعيداً، وكأنه فتح الحرب، وليس بقدرة لبنان عليها وجيشه غير مؤهل، والمطلوب قرار السلم لا الحرب مع العدو الاسرائيلي، هذا مطلوب من الرئيس عون.