انسحبت القوات
الإسرائيلية من قرية بليدا الجنوبية بعد اقتحامها عند قرابة الساعة ١:٣٠ ليلًا، وتوغلها داخل الأراضي
اللبنانية لمسافة تجاوزت الكيلومتر الواحد.
ووفق المعلومات، فقد اقتحمت قوة إسرائيلية معادية، قرابة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بلدة بليدا مدعومة بآليات عسكرية وآلية من نوع ATV، حيث دخلت إلى مبنى بلدية البلدة وتمركزت فيه لساعات.
وخلال عملية التوغل، أقدمت القوة الإسرائيلية على إعدام موظف البلدية إبراهيم سلامة بدمٍ بارد، أثناء وجوده في المبنى، فيما أفاد الأهالي بسماع أصوات صراخ وإطلاق نار خلال فترة الاقتحام التي استمرت حتى الرابعة فجراً.
وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خلف الحدود، دخلت وحدات من
الجيش اللبناني إلى مبنى البلدية، وجرى نقل جثمان الشهيد سلامة من قبل عناصر الجيش والدفاع المدني إلى أحد المستشفيات في المنطقة.
في موازاة ذلك، استقدمت
قيادة الجيش تعزيزات عسكرية إلى محيط البلدة، في خطوة احترازية لمنع أي خرق جديد أو تصعيد محتمل على
الجبهة الجنوبية.
ردود الفعل على الاقتحام وقتل سلامة:
في هذا السياق وردًا على العمل العدواني، نشر رئيس الحكومة نواف سلام، على منصة "إكس": ان التوغل
الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات
الدولة اللبنانية وسيادتها.
أتقدّم بالتعازي الحارّة إلى عائلة الشهيد إبراهيم سلامة الذي اغتيل أثناء قيامه بواجبه.
كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها.
نتابع الضغط مع
الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من اراضينا."
كما شجب
وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في بيان، "الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق موظف بلدية بليدا
ابراهيم سلامة، بإطلاق النار عليه داخل مبنى البلدية أثناء تأديته لواجبه مما أدى إلى استشهاده"، معتبرا أن "هذا الاعتداء يُعدّ انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان".
وشدد على "ضرورة وقف الاعتداءات بحق المدنيين والمنشآت العامة".
وأكد وقوف الوزارة إلى جانب أهالي بليدا والبلديات والموظفين في مختلف المناطق، الذين يواصلون عملهم رغم كل المخاطر والظروف الصعبة.
بيانات مستنكرة صدرت عن البلديات
أصدرت بلدية عيترون بياناً شديد اللهجة استنكرت فيه التوغّل الإسرائيلي في بلدة بليدا، وما رافق ذلك من انتهاك صارخ للسيادة الوطنية وارتكاب جريمة قتل بحق موظف بلدي أثناء تأدية واجبه.
واعتبرت البلدية هذا العمل "جباناً" ويشكّل خرقاً واضحاً للأعراف الدولية والإنسانية، مؤكدة أن العدوان يعكس العقلية الإجرامية التي يمارسها العدو بحق أهالي الجنوب الصامدين.
ودعت البلدية الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتحمل مسؤولياتها في حماية الحدود والمواطنين والمنشآت المدنية، مطالبة المنظمات الدولية والإنسانية بإدانة هذا العدوان ومحاسبة مرتكبيه.
وختمت البلدية بيانها بتقديم أحر التعازي لذوي الشهيد وبلدية بليدا وأهاليها، مؤكدة ثبات أبناء الجنوب وتمسّكهم بحقهم في الكرامة والسيادة الوطنية.
بدورها بلدية ميس الجبل أصدرت بيانًا استنكرت فبه الاعتداء الإسرائيلي الجبان على بلدة بليدا.
وأكدت البلدية في بيانها تضامنها الكامل مع أهالي بلدة بليدا، مقدمة التعازي الصادقة إلى ذوي الشهيد، واصفة الحادثة بأنها إجرامية ووحشية وتستدعي رداً حازماً من الدولة اللبنانية.
وشددت البلدية على أن مجرد الاستنكار لم يعد كافياً، داعية المسؤولين اللبنانيين إلى القيام بواجباتهم لحماية المواطنين وصون السيادة الوطنية، ومؤكدة أن استمرار هذه الاعتداءات يعكس غطرسة العدو وتجاهله للمواثيق والقرارات الدولية.
أما بلدية كفرشوبا، أدانت الاعتداء على مؤسسة مدنية رسمية واعتبرته اعتداءً على الدولة اللبنانية وسيادتها الوطنية، معزية بلدية بليدا وأهلها بمصابهم. ودعت في بيانها الدولة اللبنانبة إلى الدفاع عن سيادتها الوطنية ومؤسساتها.