نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن مسألة تأهيل " حزب الله " لقدراته العسكريّة في لبنان ، وذلك في ظل ما يُحكى مؤخراً عن إمكانية تجدد التوتر بين لبنان وإسرائيل.
التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" يقول إن "حزب الله ينفذ، بدعم ورعاية إيرانية، جهوداً عسكرية جوهريةً ومركزةً لإعادة تأهيل نفسه"، مشيراً إلى أنَّ "
إيران تُشارك بنشاط في التدريب والمرافقة المهنية ونقل الخبراء، مما يُضفي على عملية إعادة التأهيل طابعاً استراتيجياً وعميقاً".
يوضح التقرير أن "حزب الله يعملُ على تسريع العمليات المتعلقة بجوهر إعادة تأهيله، وهي تشملُ الإنتاج المحلي وإصلاح الأسلحة (القدرة على الإنتاج الضخم للأسلحة البسيطة والقدرة المحددة للأسلحة المتقدمة / الدقيقة)، تهريب الأسلحة (إنشاء طرق تهريب جديدة وسط صعوبة العبور من سوريا)، بالإضافة إلى تهريب الأموال والاعتماد على نشاط صرافة واسع النطاق لتحويل الأموال، وهو محور مركزي في التمويل والتجنيد والتدريب وتحديث الخطط العملياتية".
وأكمل: "تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من انهيار الممر البري عبر
سوريا ، يواصل حزب الله محاولات تهريب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من سوريا إلى لبنان أسبوعياً، وتشمل هذه الأسلحة، من بين أمور أخرى، عشرات ومئات الصواريخ المتطورة المضادة للدبابات من نوع كورنيت وصواريخ غراد. في المقابل، تصادر
قوات الأمن
السورية بعض تلك الأسلحة، ولكن مقابل كل محاولة تهريب يتم ضبطها، تنجح عدة محاولات أخرى".
يلفت التقرير إلى أنه "في ضوء تدمير بنيته التحتية الكبيرة في جنوب لبنان، فإن حزب الله يركز على السرية"، وتابع: "نُقدّر أن هناك بنيةً تحتيةً واسعةً متبقيةً في أرض الأنفاق وتشمل أنفاقاً تكتيكية (إقليمية) وبنية تحتية تحت الأرض إلى جانب أنفاق استراتيجية لم تُدمّر، مع التركيز على المناطق التي لم تُجرَ فيها أي مناورة برية إسرائيلية في جنوب الليطاني ومنطقة شمال الليطاني حتى صيدا (المنطقة الخاضعة لوحدة بدر في حزب الله)، وفي البقاع، وهي المنطقة الخلفية اللوجستية والعملياتية لحزب الله".
وأكمل:" "نُقدّر أيضاً وجود كميات كبيرة من الأسلحة في الأنفاق والبنية التحتية تحت الأرض في هذه المناطق، بعضها للتخزين وبعضها مُجهّز للإطلاق. أيضاً، يُكثّف حزب الله استخدام طائراته المسيرة وذخائره كجهدٍ محوريٍّ للمواجهة المُستقبلية، فيما يحتفظ التنظيم بقدرةٍ هجوميةٍ عملياتيةٍ بأشكالٍ مُختلفة. ولكن، حتى اليوم، لا يمتلك الحزب قدرةً واسعةً على غزو الجليل".
التقرير يزعم أيضاً أن "حزب الله يُسرع عملية إعادة تأهيل نفسه لاسيما في منطقة شمال الليطاني، وتحديداً في مركز ثقله الجغرافي الجديد (قطاع وحدة بدر)، الذي أصبح نقطة ارتكاز انتشار حزب الله على الجبهة الجنوبية من حيث إطلاق النيران والدفاع وتخزين الأسلحة"، وأضاف: "قبل الحرب، كان مركز الثقل جنوب الليطاني في قطاعي وحدتي ناصر وعزيز. نتيجةً للحرب، ونتيجةً للأضرار الجسيمة التي لحقت بهذه الوحدات، انتقل مركز الثقل شمال الليطاني إلى قطاع وحدة بدر".
وتابع: "تظل منطقة البقاع العمق الاستراتيجي لحزب الله، من الناحيتين العملياتية واللوجستية. فمن بين مرافقها، تستضيف البقاع منشآت للتدريب وإنتاج الأسلحة وتخزينها، وتضم مواقع لمنظومات استراتيجية".
التقرير يقول أيضاً إنه "في إطار عمليات إعادة تأهيل نفسه، ينتقل حزب الله من مفهوم عشرات الآلاف من البنى التحتية فوق الأرض وتحتها، المنتشرة سابقًا في شبكة منظمة جنوب الليطاني إلى مفهوم أكثر سرية، ونعتقد أن هذه السرية تستند جزئياً إلى شبكات تحت الأرض في عمق لبنان لم تتضرر".
وأكمل: "علاوة على ذلك، يبدو أن حزب الله يسعى إلى الحفاظ على العلاقات مع جهات فاعلة أخرى لديها القدرة على النشاط ضد
إسرائيل ، مع التركيز على تلك التي لا تعمل تحت قيادته، مثل حركة أمل، وحماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، والجماعة الإسلامية، والحزب القومي السوري الإجتماعي".
وتابع: "مصلحة حزب الله في الوقت الراهن هي الحفاظ، قدر الإمكان، على استمرارية إعادة تأهيله العسكري، وتجنب أي أعمال ضد إسرائيل قد تُلحق ضرراً جسيماً بعمليات إعادة تأهيله. وفي إطار هذه المصلحة، يُراعي حزب الله أيضاً وضع
القاعدة الشيعية وصعوباتها بعد الحرب".
كذلك، يقول التقرير إنه من المحتمل أن "يُعد حزب الله لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار المدني في المناطق المتضررة من الغارات
الإسرائيلية الأخيرة، ويُجري استعدادات لوجستية وتنظيمية لإطلاق مشاريع واسعة النطاق في جنوب لبنان"، وأضاف: "تُمكّن البنية التحتية المدنية من إعادة التأهيل والنشاط العسكري. لذلك، تُوَجَّه الضربات أيضاً إلى أهداف مدنية ظاهرياً، لكن هذه الأماكن تساهم واقعياً في جهود حزب الله لإعادة التأهيل العسكري".
واعتبر التقرير أن "النشاط التجاري المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله، يُشكل جزءاً من نسيجه الاقتصادي واللوجستي، ويُساعد بشكلٍ كبير في عملية إعادة تأهيله عسكرياً".
وختم التقرير بالقول: "يجب أن يستمر التركيز على تعطيل إعادة التأهيل من خلال ضرب البنية التحتية المدنية ذات الصلة، والعمل ضد القدرات اللوجستية، والمواقع التي تنتج البنية التحتية الهندسية، وأنظمة الطاقة الشمسية، وأطر المساعدة الاقتصادية التي تعمل كغطاء لنشاط إعادة التأهيل الذي يقوم به حزب الله، وكذلك المهنيين المدنيين الذين يعملون نيابة عن حزب الله، وعملاء حزب الله المشاركين في هذا التأهيل، والجمعيات العاملة لصالح حزب الله"، على حد مزاعمه.