لن تكون الحركة المحمومة للموفدين بين
لبنان وإسرائيل، والتي تظهّرت في الساعات الاخيرة وستتظهر تباعاً في الساعات والأيام المقبلة، سوى ترجمة للمآل الدقيق والحساس بل والخطير الذي رسمته التطورات الميدانية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يعني بوضوح أن الحركة الديبلوماسية الساخنة تندرج في إطار استدراك وتجنّب تدهور ميداني واسع، سواء اقتصر على تكثيف متدحرج للعمليات
الإسرائيلية في لبنان أم تجاوزتها إلى عملية واسعة النطاق. والحال أن ما بين وصول المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس أمس إلى
بيروت آتية من
إسرائيل وتوقّع وصول رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد اليوم إلى بيروت أيضاً، وبدء المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت زيارة أمس لإسرائيل، يتوزع المشهد في اتجاهات عدة تلتقي عند محاولات كثيفة ومركزة على منع تدهور ميداني كبير في لبنان، باتت التحذيرات منه أشبه بنمط يومي يواكب الغارات وعمليات الاغتيال الإسرائيلية في صفوف "
حزب الله ".
وكتبت" الاخبار": حتى يوم أمس، لم يكن معروفاً بعد ما الذي تحمله أورتاغوس معها، علماً أنها «أجابت بالنفي لشخصيات لبنانية قريبة منها سألت عن صحة ما يتردّد بأنها ستضع حداً زمنياً»، مؤكّدة أنها «موجودة هنا للاطّلاع على وضع الحدود»، بالتزامن مع انعقاد اجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» برئاسة رئيسها الجديد الجنرال جوزيف كليرفيد، وبحضورها.
وتواصلت تسريبات وسائل إعلام العدو حول احتمالات التصعيد مع لبنان، ونقلت مواقع إسرائيلية أمس معلومات عن استعدادات لعملية عسكرية كبيرة، وعن استعداد جيش الاحتلال لـ«أيام قتالية قاسية» في لبنان. وقد ولّد ذلك مناخاً من القلق تُرجم بحركة دبلوماسية ناشطة باتجاه بيروت، فُسّرت بأنها تعكس خشية دولية من اندلاع تصعيد إسرائيلي واسع.
وكتبت" النهار": تقول الأوساط الرسمية المعنية التي تترقب جولات الموفدين على الرؤساء الثلاثة وما يحملونه من رسائل ومواقف ومعلومات، أن التقاطع بين زيارتي أورتاغوس والمسؤول الأمني المصري الأرفع ليس أمراً عابراً وعادياً، إذ أن كلا منهما يأتي إلى بيروت بعد لقاءات أجرياها تباعاً
في إسرائيل ولن يكون مفاجئاً أن تتضمن محادثاتهما نقل رسائل تحذير مما تعد له إسرائيل حيال "حزب الله"، ولو أن واشنطن والقاهرة تبذلان جهوداً لمنع تدهور يتجاوز إطار العمليات الميدانية السائدة على الأقل.
ولكن ما يطمئن بعض الأوساط الرسمية والسياسية المعنية إلى استبعاد تدهور كبير كما تعكسه المناخات الضاغطة، هو أن الاجواء الأمنية لم تؤثر على قرار البابا لاوون الرابع عشر زيارة لبنان، حيث جاء إعلان مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي ظهر أمس البرنامج الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم البابا إلى لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول 2025، لمدة ثلاثة أيام، بمثابة وضع حد حاسم للمخاوف على الزيارة. أما المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي وصلت بعد ظهر أمس إلى بيروت، فستجول اليوم على رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، على أن تشارك غداً الأربعاء في اجتماع لجنة الميكانيزم في الناقورة. في غضون ذلك، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل في إطار مشاوراتها الدورية مع الجهات المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ومن المقرر أن تلتقي هينيس- بلاسخارت بكبار المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة آخر التطورات، ولا سيما تلك المتعلقة بتنفيذ القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية.
وكتبت" الشرق الاوسط": ان تحديد موعد اجتماع اورتاغوس ببري يتوقف على عامل الوقت لأنه يتزامن وانعقاد الجلسة التشريعية، لكنه يبقى قائماً بحسب تأكيد مصدر نيابي ، للوقوف على ما لديها من ملاحظات في معاينتها للحدود
اللبنانية . وسأل: هل ستستبق الاجتماع الأسبوعي للجنة المراقبة لتؤكد تأييدها لتفعيل اجتماعاتها لوقف الأعمال العدائية؟ أم ستحمل في جعبتها أمر عمليات بتطبيق فوري لحصرية السلاح، وإلا فالآتي أعظم؟
وكتبت "نداء الوطن" أن التفاوض مع إسرائيل سيكون الطبق الأساسي في لقاءات الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم مع رئيس الجمهورية جوزاف عون والمسؤولين، وبالنسبة إلى موقف لبنان فسيستمع الرئيس عون إلى الآلية التي ستطرحها أورتاغوس والتي تحملها معها، علمًا أن الرئيس عون أكد أنه مع التفاوض برعاية أميركية.
وعلم أيضًا، أن ما يحصل مع أورتاغوس والسفير المصري علاء موسى الذي جال أمس على الرئيسين عون وسلام هو محاولة لمنح لبنان الفرصة الأخيرة لتجنيبه حربًا إسرائيلية جديدة. لكن المؤشرات تفيد بأن الأمور ليست على ما يرام نتيجة إصرار "حزب الله" على التمسك بسلاحه.
بدوره قال مصدر سياسي إن مدير المخابرات المصرية حسن رشاد الذي يصل إلى بيروت اليوم لا يحمل رسالة إسرائيلية، وإن تصوير الزيارة في هذا الإطار هو استخفاف بالدور العربي الذي تمثله مصر.
أضاف المصدر: "الحراك المصري تجاه لبنان مدعوم سعوديًا وهدفه بلورة تصور داعم للبنان عنوانه آلية عملية لمبدأ التفاوض شبيه بما اعتمد في اتفاقية غزة. كما إن الزيارة بمثابة استكشاف لإمكانية عقد قمة في شرم شيخ أو في مدينة الرياض لتوقيع اتفاقية سلام وهذا يحتاج إلى التزام لبناني واضح بتنفيذ ما سبق والتزم به الحكم الجديد في لبنان لجهة سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الشرعية وحصر قرار السلم والحرب بيدها دون سواها".
وخلص المصدر إلى القول: "إن أي مشروع حل عربي أساسه التزام بالقرار العربي بعيدًا من الزواريب اللبنانية والتعهدات الجانبية التي صارت مكشوفة للخارج وفترة السماح للبنان قاربت على الانتهاء".
وكتبت" الديار": وفق مصادر دبلوماسية، بحثت اورتاغوس في «اسرائيل» «تغيير قواعد العمل» على الساحة اللبنانية، دون ان تتضح طبيعة السياسة المستقبلية، لكن المؤكد انها ستحمل معها زعما اسرائيليا بتراجع الجيش اللبناني عن القيام بإجراءات جدية لنزع سلاح حزب الله، وهي ستركز في محادثاتها على تفعيل عمل المؤسسة العسكرية، مع دعوة لمنع الحزب من اعادة بناء نفسه والتسلح من جديد، وهو الامر الذي سيعمل عليه السفير ميشال عيسى فور تسلم مهامه. وستكرر اورتاغوس «لازمة» ان واشنطن لن تستطيع «كبح جماح» «اسرائيل» وكل الاحتمالات واردة..في المقابل فان رئيس الجمهورية يريد معرفة ما اذا هناك شريك اسرائيلي جدي مستعد للتفاوض، او ان العرض المطروح على «الطاولة « لا يزال نفذوا ما عليكم ولا ضمانات، ولا تراجع عن فرض الشروط تحت «النيران».
اضافت" الديار":تقصدت القاهرة الاعلان عن زيارة مدير مخابراتها حسن رشاد الى بيروت، لان حضوره لا يحمل اي صفقة او تسوية تسعى السلطات المصرية الى عرضها على الجانب اللبناني، والا لكانت حصلت الزيارة بسرية، تتناسب اصلا مع دور المبعوث المصري الذي يعمل عادة في «الظل»، كما انه لا يحمل معه اي رسالة تهديد او انذار من قبل «اسرائيل»، لا تقبل مصر لعب هذا الدور، كي لا تتحمل عبء النتائج لاحقا. ولهذا تندرج هذه الزيارة التي قد لا تكون الاخيرة، في سياق محاولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للاستفادة من زخم وقف النار في غزة، ودور مصر في نجاحه، ومؤتمر شرم الشيخ، لمحاولة كسر الجمود على الساحة اللبنانية واخراج لبنان من دائرة الخطر
الإسرائيلي الجامح، والذي تخشى منه السلطات المصرية العارفة بشكل دقيق لما يدور في عقل رئيس حكومة «اسرائيل بنيامين نتانياهو واعضاء حكومته المتطرفة.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الحركة الديبلوماسية التي يشهدها لبنان في هذه الفترة هدفها الأول والأخير الإستفسار عن الوضع اللبناني والإحاطة بالتطورات في ظل ارتفاع منسوب التوتر في الجنوب بعد تكثيف الضربات الإسرائيلية، ولفتت الى ان لبنان الرسمي لم يعد عن المبدأ الذي اعتمده بالنسبة الى بسط سيادة
الدولة على كامل أراضيها، مشيرة الى انه لا بد من انتظار ما تحمله معها الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس من رسائل.
وقالت المصادر ان لبنان سيعيد الطلب من الدول الراعية لإتفاق وقف اطلاق النار الضغط على اسرائيل من اجل وقف اعتداءاتها.
وكان السفير المصري علاء موسى مهّد لزيارة رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، فزار قصر بعبدا والسرايا الحكومية، وأكد "أن ما أخذه شكل الخروقات الإسرائيلية ضد لبنان والمدى الذي وصلت إليه، يستدعي أن يكون هناك تحرك من أصدقاء لبنان ومن لهم علاقات مع مختلف الأطراف لوقف هذا الأمر، والتوصل لحل جذور المشكلة من أساسها". واعتبر أن "كل المؤشرات التي تأتي من رئيس الجمهورية جوزف عون، تشير إلى أنه يسعى إلى تحقيق مصلحة لبنان ولديه مقاربة موضوعية ونحن ندعمها بالكامل"، مشدداً على وقوف مصر إلى جانب لبنان. وعما إذا كان من مبادرة مصرية، أوضح أن "لدينا تنسيقاً، وتواصلاً مستمراً مع الدولة اللبنانية على مختلف المستويات، ونقول، دعونا نستغل حالة الزخم المصاحب لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونتائج اتفاق شرم الشيخ والالتزام الدولي لإنهاء كل الصراعات والنزاعات في المنطقة والعالم، ولنبن على هذا الزخم من أجل أيضاً إنهاء النزاع في لبنان. وأتصور أن ما حدث من نجاحات مصرية في ما يخص الوصول الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة طبعاً بالاشتراك مع شركائنا في الإقليم وفي العالم، سنستغله أيضاً في محاولة حلحلة الملف اللبناني، لأن ما يجب التأكيد عليه أن ما يتعرض له لبنان من اعتداء، لا يجب أن يستمر، لأنه يمكن أن يؤدي إلى اشياء أسوأ، وبالتالي ما نحمله من رسائل إلى لبنان هو ضرورة التحوّط مما يحدث. نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير، إنما رسالة تحوّط مما يمكن أن يحدث في المستقبل".
ويزور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بيروت اليوم لمدة يومين لحضور «ملتقى الإعلام العربي» و«مؤتمر التعاون القضائي»، وستكون له لقاءات مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة.