آخر الأخبار

التصعيد الاسرائيلي يرسم مخاوف أولية على زيارة البابا للبنان

شارك
ما تزال التحضيرات بشان زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا الى لبنان في نهاية الشهر المقبل قائمة على ان تتكثف مع بداية شهر تشرين الثاني المقبل الذي يشهد ايضا ذكرى الاستقلال في ٢٢ منه وعودة حفل الإستقبال الذي يقام على الأرجح للمناسبة في القصر الجمهوري .

وكتبت" النهار": البلد سيدخل بقوة مرحلة العد العكسي لزيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان في نهاية تشرين الثاني المقبل. ولم يعد خافياً أنه على رغم القرار الحاسم بحصولها في موعدها وإنجاز كل الترتيبات لها بحيث سيعلن برنامجها التفصيلي من الفاتيكان وبيروت معاً في الأيام القليلة المقبلة، فإن ذلك لا يحجب مخاوف على الزيارة بدأت تنساب إلى كواليس المعنيين في بيروت والفاتيكان في حال مضت دورة التصعيد إلى متاهات أخطر، كما بدأت تثار شائعات عن احتمال إرجائها، ولكن معظم الأوساط المعنية يميل إلى ترجيح استبعاد قيام إسرائيل بأي عملية واسعة في لبنان من شأنها أن تستبق زيارة البابا وتؤثر على الاستعدادات الجارية لحصولها.
وكتبت صونيا رزق في" الديار": استبعد مصدر امني اي حرب واسعة او شاملة، لكن ستستمر على غرار ما يجري يومياً، اي غارات وقصف وعمليات اغتيال لعناصر من الحزب، ومسيّرات يومية فوق مجمل المناطق اللنبانية للترهيب والتصعيد المتدرّج، بهدف الوصول الى تسوية ستطبخ على نار هادئة، بالتزامن مع مجيء قداسة البابا لاوون الى لبنان نهاية الشهر المقبل، الذي أدخل البعض زيارته ضمن شائعة التأجيل قبل ايام قليلة، ليؤكد حصول حرب ضد لبنان، فيما سارع رئيس المجلس الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم الى نفي ذلك، واصفاً إياها بالشائعة المغرضة، طالباً من وسائل الاعلام توخي الحذر واخذ الخبر اليقين منه شخصياً في ما يخص زيارة قداسته الى لبنان.
هذا النفي يؤكد أنّ لبنان امام محطة تاريخية ومفصلية ستحققها الزيارة المنتظرة، وبالتأكيد لن تترافق مع حروب ومعارك وتوترات امنية، بالتزامن مع تواصل ديبلوماسي من عواصم القرار مع الاميركيين لضبط "إسرائيل" ووقف اعتداءاتها على لبنان، كما يجري الفاتيكان اتصالات لتأمين ظروف مناسبة لزيارة البابا والسعي لإنجاحها، لانّ لبنان واللبنانيين ينتظرونها اذ تحمل الكثير من المعاني لهم خصوصاً للمسيحيين، لانها تعطيهم دفعاً قوياً في مرحلة دقيقة وحساسة، كما تعطي الشعور عينه لمسيحيي الشرق، الذين ما زالوا يعانون الاضطهاد في بلدانهم ويدفعون ثمن تغيرات المنطقة وسياستها.
وعلى الخط اللبناني فالاتصالات ايضاً قائمة بقوة مع واشنطن لمنع اي تهوّر"إسرائيلي" سيؤدي الى إلغاء الزيارة او تأجيلها، وفي حال حصل ذلك ستكون سقطة كبيرة لـ "الإسرائيليين" امام الرأي العام العالمي، بعد منع رسول السلام من القيام بمهمته ومجيئه الى دولة يُعتدى عليها يومياً للوقوف الى جانبها.
وكتب جان فعالي في" نداء الوطن": "البابا يلغي زيارته للبنان"، كلمات أربع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي
و"الغروبات"، كالنار في الهشيم، ونُسِبَت إلى فضائية عربية سارعت إلى نفي أن تكون هي التي أوردت الخبر، وكتبت: "لا صحة للخبر المنسوب للقناة بشأن إلغاء زيارة البابا للبنان".
نَشرُ الخبر، الذي تأكّد أنه fake، وعدم براءة مَن يقف وراءه، يرجِّحان أن يكون عملًا محترفًا ليس وراءه شخص بل جهة، ما يطرح السؤال: ما الهدف منه؟ ومَن يريد التشكيك بحدوث زيارة البابا للبنان؟
يريد الفاتيكان من خلال هذه الرسالة أن يوجّه رسالة متعدّدة الاتجاهات مفادها أن لبنان ما زال مهمًا بالنسبة إلى الكرسي الرسولي انطلاقًا من "التاريخ المشترك" بين عاصمة الكثلكة والبلد المتنوّع الوحيد في الشرق الأوسط ، الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه "أكثر من وطن، إنه رسالة"، والإرشاد الذي أطلقه البابا القديس انطلاقًا من "السينودوس من أجل لبنان"، يعطي هذه الأهميّة القصوى لزيارة البابا الحالي.
تأتي الزيارة في توقيت بالغ الدقة، إلى درجة أن بعض المراقبين والمحلّلين يعتبرون تاريخها محطة فاصلة بين ما قبلها وما بعدها، حتى أن بعضهم يقول إن ما قبل الزيارة لن يكون كما بعدها بالنسبة إلى الوضع اللبناني، وذهب البعض إلى القول إن هناك هدنة يمكن تسميتها "هدنة البابا"، بمعنى أن لبنان سيشهد تطوّرات ميدانية ما بعد زيارة البابا. الممتعضون سيعيدون الكرَّة، لأنهم لا يريدون أن يُسجَّل أن البابا جاء إلى لبنان في عهد الرئيس جوزاف عون، وأن زيارته الأولى خارج الفاتيكان ستكون إلى لبنان، وهذه رسالة إلى جميع مَن يعنيهم الأمر، سواء في الداخل أم في الخارج، مفادها أن "لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا