رعت وزيرة السياحة لورا الخازن
لحود الاحتفال الذي نظمته بلدية صربا في قضاء النبطية لمناسبة تصنيف البلدة من " اجمل بلدات
لبنان " بدعم من وزارة السياحة، في قاعة كنيسة صربا، وحضره الى
الوزيرة لحود رئيس بلدية صربا جيمي
ايلي حايك، رئيس بلدية طنبوريت الياس خطار مختارا صربا جان فارس وانطوان نصار وحشد من الاهالي.
والقى حايك كلمة قال فيها: "باسم بلدة صربا وأهلها الطيبين، وباسم
المجلس البلدي ، أتشرف اليوم باستقبالكم في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، وأحيي حضوركم الذي يشرّفنا ويؤكد على أهمية الشراكة بين
مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والسلطات المحلية. زيارتكم يا معالي الوزيرة ليست مجرّد محطة عابرة، بل هي رسالة دعم واهتمام نثمّنها عالياً. فأن تتوجّه الأنظار إلى بلدة كصربا، بما فيها منتاريخ وتراث، من طبيعة وهوية، لهو دليل على أن هذا الوطن لا يُختصربالمدن الكبرى فقط، بل بجماله المنتشر في كل قرية وحيّ وبيت. صربا ليست فقط بلدة في قضاء النبطية، بل هي حكاية ضاربة في عمق التاريخ، نابضة بالأصالة، زاخرة بالتنوع والجمال. واليوم، عندما تضعونها ضمن خارطة "أجمل بلدات لبنان"، أنتم تُعيدون الاعتبار لكل قرية تشبهها، ولكل مساحة لبنانية تستحق أن تُروى قصتها".
أضاف: "أشكر معاليكم على تخصيص هذا الوقت لزيارتنا، وأشكر جمعية "أجملبلدات لبنان" على المبادرة القيّمة التي تُعيد تسليط الضوء على القرى
اللبنانية كركائز للهوية والسياحة والاقتصاد المحلي. إننا في بلدية صربا، نؤمن بأن التنمية لا تُبنى فقط بالحجر، بل بالشراكة، بالرؤية، وبالثقة المتبادلة بين الدولة والمجتمع. وها نحن اليوم نُجسّد هذا الإيمان، ونتطلع لأن تكون هذه الزيارة فاتحة لمشاريع مشتركة، وسياحة مستدامة، وفرص عمل لأبناء البلدة. صربا ليست فقط بلدة هادئة في قلب الجنوب، بل هي فسحة من الجمال الطبيعي والتراث الغني. تتميّز صربا بتنوّع بيئتها بين السهل والجبل،وتُعرف بجمال طبيعتها، بنقائها، وبمناخها المعتدل. هي بلدة الزيتون والتين والعنب، بلدة الأرض المعطاءة التي حافظ أهلها على روحها رغم كل التحديات. تحتضن صربا مجموعة من المعالم البيئية والتراثية، من بينها *الينابيع الطبيعية* التي ما زالت تنبض بالحياة، *الكنائس القديمة* التي تعود لمئات السنين، والشوارع التي تعبق برائحة التاريخ، حيث يتداخل الحجرالقديم مع دفء البيوت الحديثة".
وتابع: "ما يميّز صربا أيضًا هو نسيجها الاجتماعي المتماسك، أهلها الذين يعيشون بروح العائلة الواحدة، والذين لطالما فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم للزوار والضيوف. فيها الحرفيون الذين يحافظون على الصناعات التقليدية، وفيها المزارعون الذين يعتنون بأرضهم وكأنها جزء من روحهم. صربا بلدة العمل والضيافة والكرامة، بلدة المثقفين والمغتربين، وبلدة الطموح الهادئ الذي يمشي بثقة نحو الغد. واليوم، دخولها ضمن لائحة"أجمل بلدات لبنان" ليس صدفة، بل نتيجة طبيعية لما تختزنه من قيم،وجمال، وأصالة. أما على الصعيد الشخصي، فإن تحمّلي لمسؤولية رئاسة بلدية صربا هو شرف كبير وتكليف نابع من ثقة أهل البلدة ومحبتهم. منذ اليوم الأول لي في هذا المنصب، وضعت نصب عيني أن تكون صربا نموذجًا يُحتذى به في الإدارة، في الإنماء، وفي الحفاظ على هوية البلدة وتطويرها في آنٍ معًا. أنا، جيمي
إيلي الحايك، إبن هذه الأرض، أعرف تفاصيلها وأشعر بنبضها. أعيش مع هموم الناس، وأعمل معهم ومن أجلهم. آمنت أن العمل البلدي ليس وظيفة، بل رسالة، والمسؤولية التي تقلدتها هي
التزام تجاه كل بيت في صربا، وتجاه كل طفل وكل عائلة تعيش على ترابها. طموحي أن نرتقي سويًا بصربا نحو الأفضل، وأن نضعها على الخارطة السياحية والبيئية والوطنية، بما تستحقه فعلاً، لا شكلاً فقط. واليوم، معزيارة معالي وزيرة السياحة السيدة لورا لحّود، ومع الاعتراف بصربا كواحدة من أجمل بلدات اللبنانية، نشعر أن هذا الحلم بدأ يتحقق... ولكننا ما زلنا في بداية الطريق".
وختم: "أكرر ترحيبي الحار بكم، وأؤكد استعدادنا الكامل لتقديم كل ما يلزم للحفاظ على ما تملكه صربا من سحرٍ وكنوزٍ طبيعية وتراثية. ولتكن هذه المحطة بداية لمسار طويل من التعاون والعطاء".
لحود
وكانت كلمة لرئيسة جمعية "أجمل بلدات لبنان " ماغي كوستنيان ، تلتها كلمة للحود قالت فيها:
"سَعادَتي فائِقَة أَنْ أَكونَ اليَوْم في صَربا،
صَربا جَمالُ الطَّبيعَة،
صَربا رَوْعَةُ العُمْران،
صَربا صِدْقُ الانْتِماء.
حُضورُنا هُنا هُوَ تَقْديرٌ لِجَمالٍ حَقيقي تَشْهَدُ عَلَيْهِ الحِجارُ القَديمَة، وَالبُيوتُ التُّراثِيَّة، وَالوُجوهُ التي لَمْ تُغادِرْ أَرْضَها.
إِدْراجُ صَربا ضِمْنَ أَجْمَل بَلْدات لبنان هُوَ اعْتِرافٌ بِقَرْيَةٍ حافَظَتْ على روحِها رُغْمَ كُلِّ الظُّروف.
الجَنوب يَسْتَحِقُّ أَنْ يُرى بِهذا الضَّوْء:
أَرْضٌ غَنِيَّةٌ بِالحَياة، وَناسٌ صامِدون في وَجْهِ التَّعَبِ وَالقَلَق والمَخاطِر.
هذا التَّكْريم يُعَبِّرُ عَنْ شَجاعَةِ البَقاء بِقَدْرِ ما يُعَبِّر عَنْ جَمالِ المَكان.
الاحْتِفاءُ بِهذا الجَمال يَكْتَسِبُ مِعْنًى أَعْمَق حِينَ نَعْرِفُ حَجْمَ التَّحَدِّيات التي عاشَتْها المِنْطَقَة.
الجَنوب لا يَحْتاج إِلى كَلِماتِ دَعْمٍ وَشِعاراتٍ وأَناشيد،
لَمْ تَنْجَح يومًا بِتَضميدِ جُرْحٍ أَو بِتَجْفيفِ دَمْعَة.
الجَنوبُ يَنْتَظِرُ سِياسَةً واضِحَة، تُعيدُ لَهُ مَوْقِعَهُ في قَلْبِ الوَطَن.
وُجودُ الدَّوْلَة في هذِهِ القُرى هُوَ الذي يَحْميها وَيَجْعَلُها تَنْمو.
الأَمْنُ وَالسِّيادَة الحَقيقِيَّة هُما الشَّرْطُ الأَوَّل لِأَيِّ ازْدِهارٍ سِياحي واقْتِصادي،
لِأَنَّ ابْنَ البَلْدَة كَما الزَّائِر يَحْتاجان أَنْ يَشْعُرا بِالثِّقَة والاسْتِقْرار.
صَربا اليَوْم مِثالٌ عَلى ما يُمْكِن أَنْ يَتَحَقَّق حينَ تَتكامَلُ الإِرادَة المَحَلِّيَّة مَعَ رُؤْيَةٍ وَطَنِيَّة.
النَّاس هُنا لَمْ يَنْتَظِرُوا المُعْجِزات،
بَلْ اجْتَهَدُوا، وَرَمَّمُوا، وَفَتَحُوا بُيوتَهُمْ لِلجيرانِ وَالزُّوار.
هذا هُوَ لُبنان الحَقيقي: مُواطِنون يُثْبِتون أَنَّ حُبَّ الأَرْض أَقْوى الرَّوابِط وأَصْدَقُ الوُعود.
وِزارَةُ السِّياحَة مُلْتَزِمَة بِدَعْمِ هذِهِ المُبادَرات،
وَبِتَوْسيع شَبَكات السِّياحَة الرّيفِيَّة في الجَنوب لِتَكُونَ جِزْءًا مِنْ دَوْرَةٍ اقْتِصادِيَّة جَديدَة، لِمَرْحَلَة سِياسِيَّة وَأَمْنِيَّة جَديدة.
فَالجَمالُ يَحْتاج إِلى مَنْ يَزُورُهُ، وَإَلى مَنْ يَحْميه، وَإِلى مَنْ يَسْتَثْمِرُ فيه.
أَشْكُرُ بَلَدِيَّة صَربا عَلى دَعْوَتِها الطَّيِّبَة، وَجَمْعِيَّة "أَجْمَل بَلْدات لُبنان" عَلى الجُهْدِ المُسْتَمِرّ في إِبْرازِ هَوِيَّةِ القُرى اللُّبْنانِيَّة.
يُذَكِّرُنا هذا اللِّقاء أَنَّ الجَنوب جَبْهَةٌ لِلصُّمود مِنْ خِلالِ الثَّقافَة وَالأَصالَةِ وَالإِبْداع.
صَرْبا اليَوْم تَرْفَعُ اسْمَها،
وَتُسْهِمُ مَنْ خِلال هذا التَّكْريم في تَحْقيقِ حُلْمِنا بِبَلَدٍ جَميل، مُزْدَهِر...
وَسَيِّدٌ عَلى كُلِّ أَراضيه".
بعد ذلك ازاحت لحود وحايك الستارة عن لوحة تؤرخ لاعلان " صربا من اجمل بلدات لبنان"، وكانت جولة في الاحياء القديمة والمنازل التراثية فيها وفي كنيستها التاريخية.