آخر الأخبار

حزب الله وارتفاع منسوب التهديدات بالحرب: جاهزون لكل الاحتمالات

شارك
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": كيف يقارب " حزب الله " ارتفاع منسوب الكلام على احتمال تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية واسعة لكي تكون الضربة القاصمة الأخيرة التي تجهز على ما تبقى لدى الحزب وترسانته من أوراق قوة، وتفرض عليه الجنوح نحو التسليم وإلقاء السلاح؟

لكن واقع الحال الحافل باحتمالات الخطر والتصعيد، ازدادت وتيرته في الأيام القليلة الماضية، سواء على مستوى سخونة الميدان أو على المستويين الإعلامي والسياسي، مقروناً بكلام أميركي ورد على لسان موفد واشنطن إلى بيروت توم براك، الذي وضع لبنان بين خيارين كلاهما صعب ومرّ، فإما نزع سلاح الحزب بأي وسيلة وإما أن يترك لإسرائيل حرية أن تتكفل بهذه المهمة.

وكانت ثالثة الأثافي إخفاق المبادرة الأميركية التي رمت إلى إقناع كل من بيروت وتل أبيب بأن ترسل كل منهما وفداً للجلوس إلى طاولة مفاوضات للتفاهم على كل المواضيع والملفات الخلافية العالقة بينهما، فانبرى رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقول: "لم يعد أمامنا إلا العودة إلى الميكانزم"، ما يعني استمرار القديم على قدمه.

وفي معرض قراءة الحزب لهذا الوضع، يقول النائب حسن عزالدين ل"النهار": "لا ننكر أننا رصدنا أخيراً أشكالاً غير مسبوقة من التهديد والوعيد الأميركي والإسرائيلي، وهي بطبيعة الحال تندرج في سياق متصل مقرون بارتفاع وتيرة الاعتداءات اليومية. نحن نرصد عن كثب هذا المسار المعتمد على الترهيب وبث موجات من الرعب، ولدينا حياله قراءة معمقة مؤداها أن الأميركي الذي ادّعى أنه بات قابضاً على كل أوراق اللعبة في الإقليم، يبدو مربكاً، وعلى رغم كل جهود رئيس إدارته وادعاءاته، لا يملك الجرأة ليقول إن مشيئته وإرادته هي التي انتصرت وحسمت، سواء عندنا أو في غزة التي يخشى الإخوة الفلسطينيون أن الوضع فيها بعد الاتفاق يشبه وضعنا في الجنوب، فلا المواجهات توقفت ولا الاتفاق نفذ".

ويضيف: "نعتقد أن الأميركي يلعب لعبته الخبيثة في الوقت الضائع، فهو على سبيل المثال قدم للجانب اللبناني أخيراً عرضاً يقوم على التفاوض، فسارعت تل أبيب إلى رفضه، فيما قبله لبنان. وعليه، كان من البديهي على أن يزداد منسوب التهويل والتهديد بمزيد من الحروب الاقتصادية والمالية، إضافة إلى العسكرية على المقاومة في لبنان وغزة، وهي في قاموسنا حروب غير أخلاقية، والمشكلة أن ثمة في الداخل اللبناني من يتبنى هذه الحروب ويتبرع ليكون جزءاً منها من خلال مشاركته المباشرة في لعبة التهويل والترهيب".

حيال ذلك كله، يخلص عزالدين إلى القول: "لا يمكننا أن نسقط من حساباتنا احتمال أن تكون إسرائيل تعدّ العدة لعمل عدواني واسع، وإن كنا ما زلنا نستبعد هذا الاحتمال في الوقت الحاضر على الأقل، وما نراه متحققاً هو أن يرتفع في قابل الأيام منسوب الضغط على بيئتنا الحاضنة من خلال ترهيبها وبث موجات الرعب في نفوسها، على أمل أن تنفضّ تلك البيئة عن الحزب وتتفكك من حولنا، ونحن وإن كنا واثقين إلى حدود الاطمئنان من صلابة تلك البيئة وثباتها، نقول مجدداً إننا رغم التزامنا اتفاق وقف النار، نحن جاهزون لمواجهة كل الاحتمالات".
وكتبت نادين سلام في" اللواء": على الرغم من تمسُّك الحزب بخطاب تصعيدي مرتفع النبرة، إلا أن أصواتاً داخلية بدأت ترتفع مطالبةً بإعادة تقييم واقعية، تمهّد لظهور وجوه جديدة تعبّر عن تطلعات شريحة واسعة من جمهوره المنهك، وتكون أكثر قبولاً لدى المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بإدارة المرحلة المقبلة.
ورغم بعض الشوائب في الأداء، إلا أن وزراء «الثنائي الشيعي» في الحكومة الحالية أثبتوا كفاءة وانفتاحاً في التواصل مع مختلف الأطراف، ما يجعل تجربتهم قاعدة يمكن البناء عليها لانتقال تدريجي من العسكر إلى السياسة، بما يتماهى مع التحولات الإقليمية من سوريا مروراً بغزة وصولاً إلى لبنان.

ويبقى السؤال: هل يُقدم حزب الله على هذه المراجعة الإصلاحية في رؤيته ودوره، أم أن قرار التحوّل لا يزال رهن كلمة السر الخارجية؟ وهل يتحمّل الحزب مسؤولية ما آلت إليه البلاد، في ظل التحذيرات الأميركية من استمرار احتكار قرار السلم والحرب؟ إن الجروح بدأت تبرد، والواقع بات أكثر وضوحاً، ما يستدعي خطوات حكيمة تعيد التوازن وتحمي لبنان من فتنة الداخل وعدوان الخارج.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا