آخر الأخبار

حزب الله يراكم المزيد من الأوهام فهل يستوعب لبنان حرباً إسرائيلية مفتوحة؟

شارك
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": أمام الضغط الأميركي للتفاوض المباشر، لا يبدو أن إسرائيل منفتحة على ذلك إلا بشروطها، إذ إنها تلهب جبهة لبنان بالنار لتجريد "حزب الله" من سلاحه، ودفعه البلد إلى الفوضى، حتى لو كانت المنطقة تدخل في مرحلة جديدة بعد اتفاق غزة. والأمر مرتبط بتوجه الإدارة الأميركية حول التعامل مع لبنان، وهو ما عبّر عنه كلام المبعوث الأميركي توم برّاك الذي يطلب من السلطات اللبنانية الإسراع في نزع سلاح "حزب الله"، والذهاب إلى التفاوض المباشر، من دون ضمانات أو انتزاع موافقة إسرائيلية، ما يعني إبقاء لبنان مسرحاً لعملياتها.
تحذيرات برّاك موجهة ضد الدولة اللبنانية، بيد أنها تعني "حزب الله" مباشرة، الذي إما لا يقدّر خطورة المرحلة الجديدة، وإما أنه يدركها ويراهن على خرق ما في التفاوض الأميركي- الإيراني، من دون أن يعني ذلك أن لا رهانات لديه أو أوهام باستعادة توازن الردع. وليس أدلّ على ذلك من المواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حين رأى أن سلاح "حزب الله" جزءٌ من قوّة لبنان، مرفقاً كلامه أخيراً بأن "استقرار لبنان يتحقق عبر كف يد إسرائيل". والمسألة هنا هي الأساس، فكفّ يد إسرائيل يتم إما بالقوة، وهو ما لم يعد متاحا اليوم ما دام سلاحه الذي كان يعتبره رادعاً أُخرج من مقاومة الاحتلال ولم يمنعها من مواصلة الحرب، وإما عبر دعم الدولة في قراراتها وتسهيل إجراءاتها والتزام قراراتها.
المفارقة أنه في الحالتين، أمام الاعتداءات الإسرائيلية، لم يعد لدى الحزب القدرة على الرد، وفي الوقت نفسه يهدد الدولة بالصدام إذا أقدمت على تنفيذ خطة سحب السلاح، ثم يجاهر بأنه استعاد بناء قدراته القتالية، وبات جاهزا للمواجهة ورد أي عدوان. وبين تقديم الذرائع للاحتلال والاندفاعة الإسرائيلية والموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل، يستحضر "حزب الله" شعاراته السابقة التي لم تعد واقعية أمام الأخطار وفي ظل موازين قوى مختلة، فيعلّق البلد، ويعطي الأميركيين مبررات لممارسة مزيد من الضغوط وترك لبنان لمصيره المجهول.
لا يمكن لبنان أن يستمر على النحو الذي لا يستطيع فيه اتخاذ قرار، حتى في ملف التفاوض الذي يصبح قابلاً لتفجير البلد، وذلك على الرغم من أن لبنان فاوض سابقاً في محطات كثيرة، فهل يملك اليوم أوراقاً وأسلحة يمكن استخدامها في مواجهة إسرائيل، أو يبقى أسير معادلة "أن إسرائيل تريد أن تأخذ في التفاوض ما لم تأخذه في الحرب" أو انتظار أن تحقق أهدافها؟

ليس على لبنان تقديم تنازلات للاحتلال، لكنه لا يمكن أن يستمر عاجزاً عن تحديد وجهة واضحة، فكلما كانت الدولة محصنة استوعبت تداعيات تغييرات المنطقة، أما الاستمرار في إضعافها وتقديم الذرائع للاحتلال، فسيؤدي إلى ترهلها أمام الضغوط والحرب، فيما "حزب الله" يراكم المزيد من الأوهام!
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا