قال العلّامة السيد علي فضل الله إننا "نعيش في عصر يراد منه إثارة الفتن في مجتمعاتنا على المستويات الدينية والمذهبية والسياسية والعائلية، في حين أننا أحوج ما نكون إلى من يُطفئها لا من يُؤجّجها، وإلى من يُبرّد القلوب لا من يُثير أحقادها، وهذا لا يتحقّق إلا بالكلمة الطيبة التي تقرّب وتوحّد وتزرع المحبة".
وفي معرض ردّه على سؤال حول الجدل الدائر بشأن قضية تلوث المياه، قال
فضل الله في تصريح له: "مشكلتنا في هذا الوطن أننا نُسَيّس ونُطَيّف كلّ شيء، وندخله في البازار الطائفي والمذهبي من أجل شدّ العصب، ما يؤدي إلى زيادة الانقسام والخطاب المستفزّ. ومن المؤسف أن يتحول البلد إلى ساحة تنتج الأزمات بتطييف وتسييس أي ملف، كما شهدنا أخيرًا في قضية تلوث مياه إحدى الشركات التي أخذت بعدًا طائفيًا خطيرًا".
وأضاف: "إن هذا التلوث الذي نعيشه لا يقتصر على المياه، بل يشمل السياسة والإدارة والقضاء والمال، وكلها نارٌ تحرق هذا الوطن، ونخشى إن استمرت أن تودي به".
وختم فضل الله: "مشكلتنا أننا لم نبنِ وطنًا ولا دولة، بل ما زلنا تجمع عشائر تتناحر على الغنائم والمواقع، وكل طائفة تريد الهيمنة على الأخرى أو الاستقواء بالخارج. والواجب أن نلتفت جميعاً إلى ضرورة التكافل والتضامن لمواجهة التحديات والمشاريع التي تُرسم لهذا الوطن وللمنطقة بأسرها".