بدأ " تيار المستقبل " التحضير للانتخابات النيابية عام 2026، والمشاركة باتت محسومة، وفق ما تكشف مصادر " التيار الأزرق" لـ" لبنان24 ".
الحراك الذي يخوضهُ "المستقبل" حالياً على صعيد قاعدته الشعبية يتبلور على أكثر من جانب، فهو يستند إلى استطلاعاتٍ أجراها "التيار" قبل أشهر قليلة لمعرفة مدى إقبال الناس تجاهه، وقد جاءت النتائج إيجابية جداً، إذ أن هناك "لهفة شعبية" لعودة "المستقبل" من بوابة الإنتخابات النيابية.
ما سيقلبُ المعادلة رأساً على عقب هو إعلان
الرئيس سعد الحريري أي نبأ انتخابي، لكنّ المؤشرات تُظهر أن هذا الأمر "ما زال بعيداً"، في حين أن نوع "المشاركة" ما زال ضبابياً حتى وإن كان يميل لأن يكونُ مباشراً.
وفعلياً، فإن مشاركة "التيار" في الانتخابات ستؤدي إلى تآكل كبير في أصوات أطرافٍ أخرى كانت "تائهة" من دون "المستقبل" بين اللوائح. وعملياً، فإنّ ذهاب "المستقبل" نحو عناوين انتخابية واضحة سيساهم إلى حد كبيرٍ في تعزيز أي لائحة ينتمي إليها "التيار" إنتخابياً، ما يُعزز من فرص الكثير من المرشحين الذين يتوقون للاستفادة من قاعدة "المستقبل" الشعبية لتحقيق خروقاتٍ فعلية.
وحدها قوى "التغيير" ستكون المُتضررة من مشاركة "المستقبل"، وتقولُ مصادر سياسية لـ
"لبنان24" إنَّ تلك القوى تحاول تعزيز رصيدها بأي شكلٍ من الأشكال، ورهانها الأول والأخير هو إعادة تثبيت وضعها بعد الكثير من التساؤلات والانتقادات إزاء أدائها.
وإذا كان "المستقبل" سيكون من أبرز الأطراف التي "ستأكل من صحن التغيير"، فإنّ المسألة الأهم تكمنُ في مدى قدرة "التيار" على انتزاع المقاعد السنيّة التي جنحت بعيداً عنه، ما يعطيه إمكانية لإعادة تشكيل كتلته النيابية داخل
البرلمان .
ومع كل ذلك، يبرزُ أمر مهم أيضاً يُحدّد وجهة مشاركة "التيار" في الانتخابات، ويتصلُ ذلك بالوجوه التي سيتم اللجوء إليها لتحقيق وصولٍ مضمون إلى البرلمان. وهنا، تقول المعلومات إن السيدة
بهية الحريري قد تشارك فعلياً في انتخابات الـ2026، بينما من غير المحسوم حتى الآن مشاركة نجلها،
الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد
الحريري في الاستحقاق لاسيما في
بيروت .
وفي الواقع، فإنه يكفي مشاركة أحد الأطراف من آل الحريري في الانتخابات، ما سيفتح المجال لآخرين بحرية التحرُّك، لاسيما أنّ غياب "الحريرية" عن الساحة الإنتخابية هو الذي قطع الطريق أمام الكثيرين للوصول.
ولذلك، تُعتبر مشاركة "المستقبل" وازنة جداً ومطلوبة، لكن العبرة في ما سيُعلنه الحريري.. فهل سيفعلها "الشيخ سعد" ويؤيد المشاركة العلنية أم أنّ المشاركة المُقنّعة ستكون سيدة الموقف مُجدداً، كما يراهن البعض؟