آخر الأخبار

اسرائيل تسعى لفرض تقسيم الجنوب إلى 3 مناطق أمنية

شارك
كتب طوني عيسى في" الجمهورية: يخشى العارفون أن تفاوض إسرائيل على ترتيبات أمنية مع لبنان ، تنتهي بتقسيم الجنوب إلى 3 مناطق أمنية، وفقاً لمصالحها:- المنطقة (أ) تمتد بضعة كيلومترات من الحدود، وتكون بمثابة منطقة عازلة، لا سكان فيها عملياً ولا إعمار للقرى. ويطرح الأميركيون بناء "منطقة ترامب الاقتصادية" هناك. وهذه المنطقة لا يكون فيها حضور فعلي للسلطة اللبنانية ، بل سيطرة كاملة للقوة المتعددة الجنسيات الأوروبية والأميركية الآتية بعد رحيل قوات "اليونيفيل"في غضون عام. وقبل يومين، مهّد كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الاوسط إدوارد الغرين لهذا الطرح، عارضاً نشر أبراج المراقبة البريطانية على حدود الجنوب كما هي منشورة على الحدود الشرقية مع سوريا .
- المنطقة (ب) تمتد من حدود المنطقة العازلة إلى مجرى نهر الليطاني، وفيها يعود الأهالي إلى قراهم، لكن حدود السلطة اللبنانية هناك تبقى ضيّقة، لأن النفوذ الحقيقي يكون للقوة المتعددة الجنسيات.
- المنطقة (ج) تقع بين الليطاني ومجرى نهر الأولي، وفيها تمارس السلطة اللبنانية مقداراً واسعاً من النفوذ والتحكّم. ولكن، على الأرجح، سيكون محظوراً وجود سلاح ثقيل فيها، أو تحليق مقاتلات من سلاح الجو اللبناني (إذا وُجد) فوقها. هذه القراءة قد تكون صادمة للبعض، لكنها كانت متداولة بقوة في أوساط عدد من الخبراء والعارفين منذ سنوات طويلة، وقد عاد تداولها بعد الحرب الأخيرة. فمسار التطورات الحالي قد يتيح لإسرائيل فرصة فرضها بالقوة. وهذا السيناريو لا يعني احتلالاً إسرائيلياً شاملاً للجنوب او لجزء منه، لكنه في الواقع يجرّد الدولة اللبنانية هناك من وظائفها السيادية في شكل متدرّج. والهدف هو إزاحة " حزب الله "عن الحدود في شكل نهائي ومضمون، وإبعاد صواريخه أو أي سلاح ثقيل يمكن أن يقع في يديه، أقصى ما يمكن. وقد قامت إسرائيل بتدمير كل القرى المتاخمة للحدود، وهي تصرّ بشكل متزايد على إحباط أي استعدادات لبنانية لإعادة الإعمار (الضربات العنيفة في المصيلح وأنصار في غضون بضعة أيام). ويبدو أنّها تحظى بتواطؤ ضمني أو صمت من جانب القوى الدولية التي قرّرت إزالة مظلة "اليونيفيل"، فمدّدت ولايتها للمرّة الأخيرة حتى نهاية 2026 ضمن خطة انسحاب تدريجي، ما يعني نهاية القرار 1701 الذي يشكّل ورقة قوة في يد لبنان، ولو أنّه لم يُنفّذ منه الشق المتعلق بسلاح "حزب الله". وستخلف "اليونيفيل"قوة متعددة الجنسيات، بتفويض صارم ومهمّات مراقبة مباشرة، ما يضمن نزع السلاح وإخلاء المنطقة الحدودية المدعومة بأبراج مراقبة بريطانية. وهذا ما يترجم تنازلاً إضافياً عن السيادة اللبنانية.
اليوم، يحاول رئيس الجمهورية تجنّب انزلاق لبنان إلى هذه الخسارة المريعة، من خلال إعلان التزام الدولة خطة نزع السلاح والتفاوض. لكن إسرائيل ليست مقتنعة لا بهذه ولا بتلك. وهي عبّرت عن عدم اقتناعها، بعد اجتماع "اليونيفيل"، عندما قامت بتصعيدها العسكري في شكل لافت.
وفي النهاية، هي تعرف أنّ لبنان الرسمي لا يستطيع الخروج عن خيارات "حزب الله" إلّا في شكل طفيف. ولذلك، هو يغطي ضعفه بالمناورات السياسية. فرئيس الجمهورية يوحي ب "الاستعداد للتفاوض"، لكن "حزب الله" يرفض أي مفاوضات سياسية مباشرة أو رفيعة المستوى مع إسرائيل. وبالنسبة إليه، أي مفاوضات سياسية مباشرة حالياً تعني الاعتراف بالهزيمة أو التنازل عن السلاح تحت الضغط. وهذا الرفض يُبقي على الخيار العسكري قائماً، ويفتح الباب أمام استمرار إسرائيل في تنفيذ الضربات وتوسيعها.
وإذا بقي "حزب الله" رافضاً تسليم السلاح، فالمسار الذي سيتّجه إليه الجنوب هو الالتحاق بنماذج أخرى أمنية، لجهة قيام منطقة عازلة وحظر السلاح الثقيل والطيران الحربي في الأجواء، وإبقاء الهيمنة الإسرائيلية قائمة، ولو مِن بُعد، وبنسب متفاوتة. يعني هذا الكلام، أنّ الجنوب كله سيكون تحت السيادة اللبنانية نظرياً، ولكنه منزوع السلاح بنسب معينة، ومُراقب ليلَ نهار إسرائيلياً، بدعم أطلسي، ما يعني فعلياً خسارة الدولة اللبنانية جزءاً كبيراً من وظيفتها السيادية هناك. وللتذكير، هذا السيناريو هو الذي تفضّله إسرائيل، وهي تعتمده أو تضغط لاعتماده أيضاً في الضفةالغربية وغزة كما في جنوب سوريا.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا