آخر الأخبار

إعادة الاعمار رهننزع السلاح والتوصل إلى تفاهمات أمنية

شارك
اعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية مسألة باتت مرتبطة بالشروط الدولية لمساعدة لبنان وعنوانها انجاز "نزع السلاح" أو خطة حصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى الإصلاحات المطلوبة، ثم الطلب الأميركي بالذهاب إلى التفاوض مع إسرائيل للتوصل إلى تفاهمات أمنية قبل انسحابها من النقاط المحتلة.
وكتب ابراهيم حيدر في" النهار": "إعادة الإعمار" صبح ملفاً قائماً بذاته، إذ أن الإفراج عن المساعدات الدولية، بما فيها التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ، قد لا يتم من دون إشراف دولي يحقق أمن إسرائيل، على ما طرح أميركياً من منطقة اقتصادية، أو ما يسعى إليه الاحتلال لمنطقة أمنية عازلة، إذ حينها سيكون الإعمار على قياس المصالح الأمنية الإسرائيلية، إن كان في طريقة إعمار المنازل المهدمة أو تصميمها. وحتى الآن يمنع الاحتلال إعادة بناء المنازل في المنطقة المتاخمة للشريط ومحيطها امتداداً إلى شمالها بين 3 و5 كيلومترات، ويستهدف حتى البيوت الجاهزة، وتنفذ مسيّراته عمليات ضد كوادر وعناصر من " حزب الله "، وتقصف طائراته معدات وجرافات وحفارات مخصصة للاستخدام في البناء خارج جنوب الليطاني كرسالة بالنار لمنع إعادة الإعمار.
تبدو ساذجة أيضاً المقارنة بين عملية إعادة الإعمار بعد حرب تموز 2006، وحرب 2024، ففي الأولى ساهمت الدول العربية خصوصاً الخليجية في إعمار القرى الجنوبية مع عودة الأهالي إليها، وذلك على الرغم من كل الجدل الذي أحاط بتلك الحرب والمسؤولية عنها، فيما اتهام "حزب الله" الحكومة بعدم السير بإعادة الإعمار هو محاولة لرفع مسؤوليته عن الكارثة التي سببتها معركة إسناد غزة، نتيجة جرّ لبنان إلى الحرب، ثم معاندته مسار الدولة في مسألة السلاح واستمراره في تقديم الذرائع للاحتلال، واحتفاله بـ"الانتصار" من دون أن يقدم على تقييم واقعه وما أدت إليه رهاناته من خسائر على بنيته وعلى البلد.
بعد اتفاق غزة الذي يواجه فيه الفلسطينيون تعقيدات كبيرة للانطلاق في إعادة الإعمار، إذا انسحبت إسرائيل نهائياً، فإن لبنان سيبقى في دائرة العجز عن تمويل أي خطة إعمار، طالما استمرت الضغوط الدولية لإنهاء السلاح، واستمر "حزب الله" في رهاناته وتجاوز الدولة وعدم مساعدتها ورفض خطتها بتحويل معركته ضدها. وما لم تتغير المقاربة ومعها الجدل حول سلاحه الذي لم يعد له وظيفة للتجرير بعد إخراجه من مقاومة الاحتلال، سيدفع البلد إلى مزيد من الضعف والعجز، ومعهما عدم القدرة على التحصن في مواجهة ما يفرض على لبنان بما يشبه غزة، أو أن يبقى مسرحاً لحرب إسرائيلية تزيد من استنزافه ومعاناته المديدة.
لن يكون في وسع الدولة أن تواجه الضغوط في المرحلة المقبلة، ما لم يسلم "حزب الله" للدولة أمورها، قبل أن يصل البلد إلى مرحلة يدفع فيها الثمن الأكبر ويفرض عليه تحت النار ما كان مرفوضاً أمام المسار الجديد في المنطقة. لبنان يمكنه مجابهة الشروط الإسرائيلية، إذا كانت الدولة قوية ومحصنة، وغير ذلك لا تنفع ادّعاءات الانتصارات في قلب الموازين وتحرير الأرض؟
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا