كتب محمد بلوط في" الديار": قبل ان يوضع اتفاق غزة على سكة التنفيذ، طرحت اسئلة عديدة حول تداعياته ونتائجه على المنطقة ومنها
لبنان ، كونه النقطة الساخنة المفتوحة على كل الاحتمالات، بسبب الانقلاب الاسرائيلي المستمر على اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701، ومحاولة العدو تجاوزهما لفرض اتفاق اذعان جديد يخدم مشروع "اسرائيل الكبرى".
ويبدو ان الرئيس
الاميركي ترامب متحمس، ويبدي تفاؤلا اكثر من اي اي وقت مضى بترجمة هذا الاتفاق، الذي يعتبره ورقة مهمة تلبي طموحه الشخصي في الفوز بجائزة نوبل للسلام، ومحطة ضرورية واساسية لرعاية الحل السلمي في الشرق الاوسط، وفق الرؤية والمشروع الاميركيين .
لذلك، يسود الاعتقاد لدى الاوساط المراقبة ان ترامب عازم على ممارسة واستثمار النفوذ الاميركي الدولي والاقليمي، لفرض هذا الاتفاق وعدم العودة عنه، وانه مستعد لممارسة كل اشكال الضغط العسكري والسياسي، لانهاء حرب غزة واستثمار نجاحه هذا على الصعد كافة .
ورغم الترحيب "العربي الرسمي" بالاتفاق المذكور، فان ما تضمنه من بنود يؤكد التزام الادارة الاميركية بتغليب مصلحة "اسرائيل" وحمايتها ورعايتها، ويؤكد في توقيته ايضا رغبة الرئيس الاميركي في فك او تخفيف العزلة الدولية عنها، والتي تجلت مؤخرا باعتراف العديد من الدول الاوروبية والغربية بفلسطين، وموجة التظاهرات التي تجتاح العالم نصرة لغزة وفلسطين، وتنديدا بحرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة .
في شأن المعطيات المتوافرة، يقول مصدر مطلع ان المراجع
اللبنانية المسؤولة لم تتلق تطمينات او ضمانات، بعدم حصول عدوان اسرائيلي على لبنان بعد اتفاق غزة، لكنه يكشف عن ان هذه المراجع تلقت اشارات من مصادر ديبلوماسية انها لا تميل الى التشاؤم بشأن نتائج هذا الاتفاق سلبا على لبنان، بل ربما يفتح الباب اكثر امام تزخيم الجهود الاميركية والفرنسية لاحقا، لاستئناف محاولة معالجة الوضع المتأزم والمتوتر على الجبهة اللبنانية- الاسرائيلية، والضغط بوتيرة اقوى، من اجل نزع فتائل تفجير هذه الجبهة، وتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 .
ويقول المصدر ان هذه الاجواء غير التشاؤمية لا تعني استبعاد ازدياد التصعيد، وارتفاع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية كما حصل ويحصل مؤخرا، وآخرها الغارات على مناطق بقاعية، بالاضافة الى الاستهدافات اليومية لمناطق الجنوب جنوبي وشمالي الليطاني .
وينسب المصدر الى مسؤول لبناني رفيع قوله ان الادارة الاميركية ربما ترغب في ان تمارس "اسرائيل" مزيدا من الاعتداءات، للضغط على لبنان والسعي الى نزع سلاح
حزب الله والمقاومة، لكنها لا تريد ان يتحول هذا الضغط الميداني الى حرب واسعة، على غرار ما حصل في السابق، لانها قد تخربط خطة ترامب في المنطقة.
ويرى المصدر ان الكلام عن عدوان اسرائيلي واسع مرتقب على لبنان، لا يستند الى معلومات او اجواء الادارة الاميركية، بقدر ما هو جزء من قراءات وتحليلات للبعض في لبنان، اما من باب التكهن او من باب التهويل، في اطار اللعبة السياسية المحلية للضغط على حزب الله. لكن المصدر يشير في الوقت نفسه الى ان التصعيد الاسرائيلي قائم ومستمر منذ اعلان وقف اطلاق النار، وقد طاول
بيروت والضاحية في اوقات سابقة. وان العدو الاسرائيلي لا ينتظر وقف الحرب في غزة لينفذ حربا جديدة على لبنان، فقد سبق ونفذ الحربين معا. لذلك فان الربط بين انهاء حرب غزة وقيام عدوان اسرائيلي واسع على لبنان ليس حتميا .
ويعتقد المصدر ان العدوان الاسرائيلي الواسع على لبنان، يهدد باعادة خلط الاوراق في المنطقة، ولا يضمن نتائج محسومة لصالح "اسرائيل"، وربما يؤثر سلبا على خطة ترامب.
مفاعيل تفكيك "حماس"
وأبلغت مصادر واسعة الاطلاع "نداء الوطن" أن التركيز الأساسي هو على ما يحصل بين حركة "حماس" والإسرائيليين. وعندما ينهي الذراع "الحمساوي" المتحالف مع
إيران مشروعه المسلح فلا يوجد عندئذ أي مبرر كي يواصل "حزب الله" عمله المسلح. وقالت "على "الحزب" بعد الذي حصل مع "حماس" أن يبادر من تلقاء نفسه إلى تسريع مسألة سحب سلاحه لا أن ينتظر ليخرج الرئيس ترامب ليضعه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتم تنفيذ اتفاقية 27 تشرين الثاني 2024 ضمن مهلة قصيرة لتفكيك بنيته العسكرية في كل لبنان، وإما أن يتم التنفيذ بالقوة".
وكان
مجلس الوزراء في جلسته أمس رحب بـ "مبادرة الرئيس الأميركي لوقف الحرب في غزة"، بعد ترحيب مكرر من الرئيسين عون وسلام.