كتبت" البناء": رئيس الحكومة نواف سلام مع الأسف الشديد لا يرى من الملفات الشائكة إلا صخرة الروشة، وهذا يستدعي الاستغراب لأنّه كشخص مسؤول يُفترض أن يكون واعياً ومدركاً لما قد يترتّب على مثل هذه التصرفات الكيدية التي لا تدلّ على أنّ صاحبها مؤهّل لأن يتبوّأ هذا المنصب الرفيع في
الدولة اللبنانية .
يحاول رئيس الحكومة تبرير ما يفعله بأنه يحافظ على “هيبة الدولة”! لكن السؤال هو عن أيّ دولة يتحدث؟ وهل هو وحده الدولة؟ الأكيد أنّ رئيس الجمهورية هو رمز الدولة، ومعه رئيس مجلس النواب وقائد الجيش وقادة
الأجهزة الأمنية والقضائية، وبناء عليه لا يستطيع رئيس الحكومة القول إنّ ما حصل في الروشة قبل عشرة أيام يشكّل مسّاً بـ “هيبة الدولة”، لأنّ كلّ أركان الدولة لهم رأي مخالف لرأيه هو ومَن معه من وزراء ونواب.
وإضافة إلى ذلك فإنّ التعميم الصادر عنه هو تعميم إداري وليس قراراً صادراً عن
مجلس الوزراء مجتمعاً، وبالتالي لا يمكنه مطالبة الجيش والقوى الأمنية بعدم تنفيذ ما يريده هو، خاصة أنّ هذه الأجهزة تلتزم بقرار من مجلس الوزراء وليس بتعميم إداري صادر عن رئيس الحكومة!
لذلك يكون السؤال الصحيح عكسياً… لماذا يمسّ رئيس الحكومة بـ “هيبة الدولة”؟
هنا لا بدّ من التنويه بما قام به الجيش ومعه القوى الأمنية خلال التحرك الشعبي الحاشد أمام صخرة الروشة وفعالية إضاءتها، حيث جرى التعاون مع المنظمين بشكل تامّ، الأمر الذي جعل المناسبة تمرّ بطريقة سلسة ومن دون حصول أيّ خلل.
وهذا ما كان محلّ تقدير وتنويه من قبل رئيس الجمهورية
العماد جوزاف عون الذي عبّر عن ذلك بكلّ صراحة ووضوح، وذلك مباشرة بعد عودته من
نيويورك ، حيث قلّد
قائد الجيش العماد رودولف هيكل وسام
الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.