ولفت إلى أن "كثيرين لا يصوّتون خطأ، فهم يعرفون الصواب من الخطأ على المستوى العام، لكنّ المشكلة أنّ هناك أصواتًا تضيع في غير محلّها، إذ يصوّت البعض بطريقة غير فعالة أو مجدية على الصعيد العام، فتُهدر أصواتهم، بينما لو وُضعت في المكان الصحيح لأمكنَها أن تكون فعالة".
وشدد على أن "النيّات وحدها لا تكفي". وقال: "ليس بقدر ما يتكلّم الإنسان أو يصرّح يربح قضيته، بل بقدر ما يعمل فعلًا لتحقيقها. النيّة ضرورية، نعم، ولكن إلى جانبها يجب أن تكون هناك متابعة دقيقة وعمل
يومي ، بتفاصيل مملّة أحيانًا، لكنّها هي التي تُكسِب المعركة".
وطلب من القواتيين أن يستنفروا طاقاتهم كلها على مختلف المستويات تحضيرا للإنتخابات النيابيّة المقبلة.
كلام جعجع جاء خلال إطلاق تحضيرات الماكينة الإنتخابيّة في خلوة عقدتها الأمانة العامة للحزب في المقر العام في معراب، تحت عنوان: "الانتخابات النيابية 2026 "حاضرين وأكثر"، في حضور:
الأمين العام إميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون المناطق
جورج عيد، الأمين المساعد لشؤون الانتشار
عماد واكيم، الأمين المساعد لشؤون الادارة رفيق شاهين، معاون الأمين العام لشؤون الانتخابات جاد دميان، منسقي المناطق، رؤساء أجهزة: الانتخابات، الإدارة، المال، المعلوماتية، مساعدي المنسقين ورؤساء المكاتب الانتخابية في المناطق وفرق عملهم.
ولفت جعجع إلى أن "موضوع الانتخابات النيابية أساسي، لأن الكثير من الناس لا يعرفون بعدُ مدى أهمّية الانتخابات. لماذا أقول ذلك؟ لأنّهم لا يربطون بين الانتخابات النيابية والصوت الذي يسقطونه في الصندوق، وبين ما سيحصل في البلاد. أكثريّة الناس - وأنتم تعيشون بينهم وتعرفونهم أكثر منّي - ما زالوا يظنّون أنّ الأحداث العامة والاتجاه العام للأحداث في البلد تحددها الدول الكبرى. وهذا أمر غير صحيح إطلاقًا. في
لبنان ، أكثرية اللبنانيين هي التي تقرّر مصير البلاد، من خلال
مجلس النواب . فالحكومات التي ستتشكل مرتبطة بشكل وثيق بما يُقرَّر في المجلس النيابي، فهو الذي يحدد مسار الأمور". وشدد على وجوب "إدخال هذه الفكرة إلى عقول الناس لأننا بذلك نكون قد ربحنا سبعين بالمئة من معركتنا".
وتابع: "قولوا لي بضميركم: هل المواطن اللبناني العادي يعلم هذه الحقيقة؟ إذًا، المطلوب أن نُقنع الناس بأن مصيرهم بأيديهم، وأن التغيير يحصل بصوتهم. الشكاوى اليومية المختلفة عن الغلاء والطرقات والكهرباء والمياه والمال… حلّها كلّها بيدهم هم إذا أرادوا التخلّص منها. من هنا، علينا أن نُرسّخ هذا المفهوم: أنّ المسار العام للأحداث في لبنان يحدّده المجلس النيابي، وصوتك أنت هو الذي يصنع الفرق.
وأشار إلى أنه لا يقارب الموضوع من منطلق المنفعة الشخصيّة على الطريقة اللبنانيّة، الأمر الذي لا يحبّه ويرفض أصلاً هذا المفهوم من أساسه، وقال: "لو كان لـ"القوّات اللبنانيّة" تسعة عشر نائبًا أو تسعة نواب أو تسعةٌ وعشرون، فعدد نوابها لن يغيّر في واقعها الحسي البنيوي شيئاً. حين كان لدينا خمسة نواب، أو ثمانية، أو خمسة عشر، أو تسعة عشر كما
اليوم ، لم ينقص علينا شيء كحزب ولم يزد، سوى أنّ تأثيرنا في البلاد ازداد مع حجم الكتلة. كلّما كبُرت الكتلة النيابية كبر تأثيرنا في مسار الأمور، والجميع رأى الفرق على هذا الصعيد، وبالتالي الصوت الذي يضعه المواطن في صندوق الاقتراع هو الذي يحدد هذه المسألة". واعتبر أن "هذه هي النقطة الأساسية التي يجب أن تكون واضحة وأن تُشرح للناس مرارًا وتكرارًا". وتابع: "نحن كـ"قوّات" لا نخوض هذه المعركة لنزيد نائبًا أو خمسة أو سبعة عشر نائبًا بالمعنى الحسي الضيّق للمسألة، بل نخوضها لنوسّع كتلتنا النيابية كي نتمكّن من التأثير أكثر فأكثر في مسار الأمور في البلاد، والتي تحتاج إلى "فلاحة" وزرع وحصاد طويل الأمد".
وشدد
جعجع على "أنّ النيّات وحدها لا تكفي. هناك مثل فرنسي يقول: "الطريق إلى جهنّم مفروشة بالنوايا الحسنة". ليس بقدر ما يتكلّم الإنسان أو يصرّح يربح قضيته، بل بقدر ما يعمل فعلًا لتحقيقها.
وتابع متوجها إلى الحضور: "تعرفون أنّ سياستنا العامة فوق أي شبهات، ومواقفنا واضح. ما يبقى هو أن نقوم نحن، جميعًا، بعملنا كلٌّ من موقعه. فنحن على صعيد القيادة الحزبيّة من مهمّاتنا أن نُعدّ الأجواء العامة السياسيّة، ولكن مسؤولية التنفيذ في التفاصيل الميدانية للمعركة الإنتخابيّة تقع عليكم أنتم. كلّ واحد منكم مُكلَّف بمهمّة دقيقة، وعليه أن يتابعها بدقّة. ليس عيبًا إن لم يستطع أحدكم أن يُنجز كل ما طُلب منه، بل العيب أن يخفي عجزه ولا يطلب المساعدة".
وشدد جعجع على أن "المطلوب أن نستنفر طاقاتنا كلها على مختلف المستويات تحضيراً للإنتخابات النيابيّة المقبلة. وأنا سعيد بهذا اللقاء، ولكن سأكون أكثر سعادةً عندما يكون كل واحد منكم قد أدّى المطلوب منه على أكمل وجه. من يعجز عن مهمةٍ ما، فليُصارح ويطلب المساعدة، لأنّ العمل جماعي، وكل فرد يتحمّل مسؤوليته ضمن المهمات الموكلة إليه".