رأت رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي في
لبنان (CTLP) في بيان ان "خطة التدخل لتعويض الفاقد التعليمي التي باشرت بتطبيقها وزارة التربية في المدارس الرسمية على تجميد اعطاء الدروس في بداية العام الدراسي لكل المواد التعليمية من الصف الاول الى الصف السادس الاساسي لمدة شهرين، ثم تمديدها لاحقاً لأسبوع اضافي، أي ان مدة تنفيذها أصبحت تسعة أسابيع، للقيام بأنشطة واختبارات لتعويض فاقد تعليمي تبين وجوده بناء على نتائج التقييم الوطني الذي أجري نهاية العام الماضي".
واشارت الى انه "بغض النظر عن الملاحظات الكثيرة على هذا التقييم بمضمونه وطريقة تنفيذه ونتائجه التي أقل ما يقال عنها انها غير متوافقة مع الواقع، فإن خطة التدخل التي فرضتها وزارة التربية للتصحيح بناء على نتائج التقييم أقل ما يقال عنها ايضًا انها غير مدروسة وصعبة، ان لم نقل مستحيل اعطاء النتيجة المرجوة منها نظرا لعدم التحضيرات اللازمة لها لاسيما اللوجستية"، لافتة الى ان هذه "الخطة المحتاجة طبعا الى تحضير وتخطيط مسبقًا، نزلت فجأة على الأساتذة (بالباراشوت) في اللحظة الأخيرة، من دون أخذ رأيهم بما يجب ان يحتوي مضمونها وهم الأدرى بمشاكل التلاميذ وفاقدهم التعليمي، وطلب منهم المضي بتنفيذها مباشرة فلم يعطوا الوقت اللازم للاطلاع على مضمونها، ودراستها، وفهمها، وقد بدأ تنفيذها قبل تزويد الاساتذة بأدوات التنفيذ".
وتابعت:"وُعد الاساتذة بأن الخطة ستتضمن تقسيم الصفوف لمستويات بناء على نتائج التقييم الوطني وبأنه سيكون لديهم امكانية الوصول الى موادها وأنشطتها بسهولة، باختصار بأنها ستكون متاحة للأستاذ والتلميذ معا فما الذي يحصل على ارض الواقع؟ يواجه الاساتذة صعوبة في الوصول الى شرح الخطة وموادها وانشطتها خصوصا وان
الانترنت غير متوفر في المدارس كذلك وسائل عرض السلايد، وكل الامور اللوجيستية المطلوبة غير متوفرة. على سبيل المثال لا الحصر خطة تدخل
اللغة العربية ، فجميع صفوف الحلقة التانية ذات البرنامج (رابع خامس سادس) لم يكلفوا انفسهم عناء التمييز في الخطة بين صف وصف".
اضافت:"محتوى الخطة غير واضح وغير منظم لتمكين الاساتذة من العمل عليها، مثلا يوجد في الصف 35 تلميذًا، فكيف يقسم الى مجموعات حسب المستويات؟ واذا قسم الى 5 مجموعات مثلا هل سيتمكن الاستاذ من الشرح 5 مرات بـ5 مستويات مختلفة في 50 أو 45 دقيقة؟، عدم الوضوح في خطة تنظيم الصفوف وتحديد المستويات يضطر الاساتذة للعمل على مستوى واحد متوفر وهو عادة مستوى ضعيف اي ان الطالب المتفوق يدرس درسا على مستوى الطالب المتعثر. لم يجر تأمين المتطلبات اللوجيستية لتنفيذ الخطة التي تعتمد بشكل اساسي على شاشة
العرض داخل الصفوف (لبروجكتير واللابتوب،...) والجميع يعلم حال المدارس الرسمية، نسبة قليلة منها لديها هذه التجهيزات في حين معظمها ان وجدت بها هذه الشاشة فهي معطلة وادارات المدارس لا تستطيع اصلاحها".
واضافت:"يقولون بان الخطة لا تستلزم تصوير اوراق، وان الاعمال كلها على اللابتوب، وماذا عن التلاميذ؟ اين يعملون؟، كان يقال للأساتذة في الدورات بأن عملية سحب الأنشطة هي من مهام عامل المكننة وبأن الاساتذة عليهم تطبيقها فقط لكنهم فوجئوا بما يتعلق بخطة التدخل بأن كل المهام ملقاة على عاتقهم حيث ان عليهم الدخول بأنفسهم الى الرابط والمنصة لاختيار الاختبارات والأنشطة وتوزيعها حسب المستوى وبأن الناظر يقوم بالتصوير فقط. يتنصل عمال المكننة والنظار من أي دور لهم فيها مما يضع الأساتذة في مواجهة معهم، يستدعي تنفيذ الخطة ادخال معلمي مواد لدعم مواد أخرى، لغاية الآن لم تأت الموافقة من الوزارة الى ادارات المدارس على التشعيب، وهناك صفوف فيها 55 تلميذًا ، كيف نطبق خطة تدخل مع هذا العدد في صف واحد؟".
وتابعت:"معظم المدارس لا تتوافر الكهرباء فيها كل الوقت، لا يتوافر فيها شاشة عرض lcd ، لا يتوافر فيها انترنت لسحب الانشطة، لا يتاوفر فيها لابتوبات والأستاذ ممنوع يستخدم هاتفه في الصف لعرض الانشطة على ال lcd. خطة التدخل تستند بالدرجة الأولى على مشروع كتابي التي جهزت للمدرسة الصيفية عام 2020/2021، اي ان هذه الخطة بالأساس موضوعة للصيف، ولكن بما انهم لا يريدون اعطاء بدل اتعاب للاساتذة في الصيف اخذوا الاموال وعملوا (هالديباجة). الكثير من المدارس الرسمية مستوى الطلاب فيها أعلى من مستوى هذه الخطة وكأنها معدة للتلاميذ الذين يحتاجون الى الكثير من الدعم، الامر الذي استدعى الى سخرية الطلاب منها، مثال على ذلك، طلب من تلاميذ الصف الخامس الأساسي حفظ الاعداد من واحد الى خمسين، فرد تلميذ على المعلم: الا تريدوننا ان نقف جنب الحائط ونبكي رغبة لرؤية الماما، معتبرا انه يعامل كاطفال الروضات".
واضافت:"بحسب الخطة يتوجب على اساتذة العلوم مساعدة اساتذة الرياضيات مع ان الخطة بالأساس متعلقة بمواد الرياضيات واللغات، وهنا الطامة الكبرى، بتضارب التوقيت والاهداف للمعلم ما بين رياضيات وعلوم. وما ترتب عنه من اشكاليات لا تحصى، المعلومات المرسلة من الوزارة نفسها فيها الكثير من الاخطاء، اذا اتصل الاساتذة بالأرقام التي اعطيت لهم للاستفسار عن الخطة كل جهة تحيلهم الى جهة اخرى، اما الطامة الكبرى، فهي لدى المدارس التي تعتمد نظام IB، فهذه المدارس طلب من اساتذتها اجراء تحضيرين ، تحضير بحسب IB وتحضير بحسب خطة التدخل، وبالطبع مع ساعات عمل اضافية لانجاز كل ذلك، وبالطبع بالمجان".
وسألت وزارة التربية:"ما نفع هذه الخطة الجديدة في منهج بالٍ ناقص وهو السبب الاول في الفاقد التعليمي والسبب الاهم هو الترفع بشكل آلي غير مراعين ضعف التلميذ فيثقل حمله سنة بعد سنة ويقع في الفشل؟ والضحية هي دائما الاساتذة. ألم يكن من المفترض بالوزارة عقد اجتماع مع المدراء والنظار وعمال المكننة والاساتذة توزع فيه الأدوار على الجميع وان تصدر تعاميم تحدد مسؤولية كل جهة عند التنفيذ؟، هل ان كل ما تقوم به الوزارة حاليا من خطط هو فقط لعدم توفر الكتب المدرسية يعني (لهو بلهو) و تضييع وقت؟، مدى جدوى تركنا مناهجنا في الأدراج لتعليم صفوف متل السادس مثلا :ألف فتحة أَ ، ب ضمة بُ؟، هل تغفل الوزارة او تتغافل عن واقع ان خسارة شهرين وأسبوع من الوقت الذي كنا نخصصه للبرامج التعليمية المعتادة سيدخلنا في فاقد تعليمي جديد وكبير؟، ألا تطبق هذه الخطة بما يجعل الصفوف جميعها صفوفًا دامجة، تظلم التلاميذ الموهوبين او الذين ليس لديهم صعوبات لتطبيقها من دون استاذ مساعد في الصف؟".
وقالت:"نعم، انها تطبق بما جعل كل الصفوف، صفوفًا دامجة (عالطحشة)، هل تدركون ان 7 حصص في اليوم تنهك التلميذ؟ وان من الضروري اعادة النظر بنهاية الدوام، الساعة 3 ، اي ساعة يصل التلميذ الى البيت و يتناول الغداء ويتمكن من الدرس؟ خاصة وان بعض المدارس بسبب اشكالية وسائل النقل مددت دوام الروضات الى الساعة 3، وتركهم ينامون بانتظار اخواتهم. لماذا خفضت مدة الحصة في التعليم المهني الى 45 دقيقة على الرغم من قرار وزيرة التربية، ولم تخفض في التعليم الاكاديمي، ام ان
الوزيرة تضطر بقبول كسر قرارها ولا ترضى بالاستماع لمن يطبق تعاميمها. تتوجه الخطة للصفوف من الثاني الى السادس، ماذا بشأن صفوف الروضات والأول؟"
واشارت الى انه على "الرغم من ان الخطة كانت تشمل الصف الاول، ولكن عادوا واستثنوه منها لانهم لم يجروا التقييم العام الماضي، ما هو دور الإرشاد في تنفيذ الخطة؟، يحق لنا ان نقول: اليست خطة النسخ واللصق والترقيع من هنا وهناك هذه خطة إرجاع تلميذ المدرسة الرسمية إلى الوراء، خطة تؤدي الى تفوق المدارس الخاصة على المدارس الرسمية؟ الكثير من العمل الإضافي والاعباء على الاساتذة كما فندنا أعلاه من دون أجر مقابل لهم لا يتناسب مع قاعدة تتحفنا بها وزارة التربية نفسها : "لا عمل من دون أجر" كما طالبناها بمساعدة اجتماعية للمتعاقد في فصل الصيف (الاستاذ المتعاقد الذي يمتهن التعليم كمصدر رزق ووسيلة عيش كيف يعيش؟)".
ختمت:"هذه ليست خطة لمعالجة تقييم ، مشكوك بنتائجه وبالادلة، هذا تخبط واستمرار بشرخ ما بين النظريات والتطبيق العملي. ومن يدري او لا يدري فليعد الى ما قدمناه أعلاه ليقدم رأيا تربويا وحلولا تنقذ السبعة اسابيع المتبقية كي لا نكون شركاء في هدر تسعة اسابيع من التعليم يحتاجها تلاميذ المدارس الرسمية، او فلتؤمن وزارة التربية بسرعة قصوى فريق عمل تربويا في المدارس مع كل المتطلبات اللوجستية لنكون فعلا امام خطة تدخل تفيد المتعلم بدلًا من جعله اداة لتصفيق حار على برنامج فشل فشلا ذريعا في اول اسبوعين من العام الدراسي".