نظمت "الهيئة
اللبنانية للتاريخ" و"مجموعة أكاديميات وأكاديميون من أجل
لبنان "، بدعم من سفارة سويسرا في لبنان وسوريا، المؤتمر الأول بعنوان "جدلية العيش المشترك والسلام في لبنان: مقاربات في السياسة والاقتصاد والتربية والثقافة والإعلام". حضره ممثلون عن القطاعين العام والخاص في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والإعلام، إلى جانب الباحثين والناشطين والهيئات الأكاديمية.
شهدت جلسة الافتتاح مشاركة وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي وسفيرة سويسرا في لبنان وسوريا ماريون وشليت، حيث ركّزت كرامي على أهمية أن ترتكز السياسات التربوية على القيم المهنية، والاعتماد على
العلم والبيانات الموثوقة والبحث الإجرائي، مؤكدة أن التربية مسؤولية مشتركة، والمدرسة الوطنية ركيزة لعقد اجتماعي جديد.
من جهتها، أكدت السفيرة وشليت أن بناء السلام يتطلب الاعتراف بالطبيعة المزدوجة للبنان، والاستثمار المدروس في كل المجالات من السياسة والاقتصاد إلى الثقافة والإعلام، مستشهدة بتجربة سويسرا في إدارة التعددية اللغوية والدينية كمثال على ممارسة السلام اليومي لتحقيق التعايش المستدام.
أما الدكتور سيمون عبد المسيح، ممثلاً "لمجموعة أكاديميات وأكاديميون من أجل لبنان"، فقد شدّد على أن المؤتمر يتيح للمشاركين الانزياح عن معتقداتهم لفهم الآخر وممارسة المواطنية المتنورة والفاعلة، من خلال
النقاش وتبادل وجهات النظر المتعددة.
أبرز توصيات المؤتمر:
1. تعزيز الأبحاث التربوية ودمجها مع السياسة.
2. الاعتراف بجميع السرديات، مع التركيز على سرديات الفئات المهمشة.
3. التمسك بالتعددية كثابت لبناني.
4. الاعتماد على البيانات والإحصاءات والتشريعات كأساس للسياسات.
5. فهم الهوية اللبنانية كمركب تعددي.
6. تأسيس أحزاب ديمقراطية جامعة لكل أطياف الشعب.
7. تحرير الاقتصاد من النفوذ السياسي والأعمال.
8. إنشاء متحف افتراضي لتسليط الضوء على أحداث تاريخية محلية.
9. اعتماد قانون مدني موحد للأحوال الشخصية يساوي بين الرجل والمرأة.
10. تعزيز التأثير الإيجابي على الرأي العام عبر الإعلام.
يجسد المؤتمر خطوة مهمة نحو حوار معمق حول بناء
الدولة اللبنانية وتعزيز التعايش المشترك والسلام المستدام، مع التركيز على التكامل بين التربية والسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام.