آخر الأخبار

عون انهى زيارته الى نيويورك وواشنطن تؤكد ثوابتها تجاه لبنان بعد ضجة برّاك

شارك
أنهى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارته إلى نيويورك بلقاء قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر وعرض معه الأوضاع الأمنية في المنطقة والتطورات الأخيرة في الجنوب، وجدّد مطالبته بـ»دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة حتى الحدود المعترف بها دولياً». كما تطرق البحث الى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وعمل لجنة «mechanism» بهدف وقف الأعمال العدائية. وجدد الأميرال كوبر تأكيده «دعم الجيش وفق البرنامج المعد في هذا الصدد».
وكتب داوود رمال في" نداء الوطن": أثارت التصريحات التي أطلقها الموفد الأميركي توم برّاك عاصفة من ردود الفعل في لبنان ، بعدما بدت وكأنها تحمل تهديدات مباشرة وتفتح الباب أمام تغييرات جذرية في الموقف الأميركي من الملف اللبناني. غير أنّ قراءة متأنية لخلفيات ما صدر عنه، تكشف أن ما جرى لم يكن انعطافة في السياسة الأميركية، بقدر ما كان انعكاسًا لصراع داخلي في واشنطن ، وهو ما يفسّر سبب الضجة التي بدت أكبر من حجمها الحقيقي. فالتصريحات التي تلقفها اللبنانيون بقلق بالغ، جاءت نتيجة اعتبارات شخصية وسياسية محض أميركية، وإذا عُرف السبب بطل العجب.
ففي أعقاب موجة الاعتراضات والانتقادات التي اجتاحت الأوساط اللبنانية السياسية والإعلامية، بادر برّاك إلى التواصل مع عدد من أصدقائه في لبنان، كما تلقى اتصالات من شخصيات لبنانية سعت إلى الاستفسار منه عن الدوافع وراء المواقف التي أطلقها. وخلال هذه الأحاديث، قدّم برّاك شرحًا مطوّلًا أزال جانبًا كبيرًا من الغموض، مؤكدًا أن ما قاله لم يكن مقصودًا به الداخل اللبناني بقدر ما كان موجّهًا إلى معارضيه داخل الإدارة الأميركية نفسها. فالرجل، المعروف بعلاقاته المتشعبة مع لبنان وبانفتاحه على معظم أطيافه، شدد على أن هدفه لم يكن إدخال البلد في مرحلة جديدة من التوتر، بل حماية موقعه في واشنطن وسط صراع شرس على إدارة الملف اللبناني. وبحسب مرجع لبناني رفيع، أوضح برّاك لمحدثيه أنّ السبب المباشر لهذا التوتّر، هو الاتهامات التي وُجّهت إليه من قبل بعض الدوائر الأميركية، بأنه متساهل مع القيادات اللبنانية ولا يستخدم أسلوب الضغوط القصوى، أو سياسة "الإخضاع" التي كانت تتبعها الموفدة السابقة ومساعدته الحالية مورغان أورتاغوس. وأكثر من ذلك، كشف برّاك أن الأصوات الداعية إلى عودة أورتاغوس أو غيرها للإمساك بملف لبنان، باتت تشكّل قوة ضاغطة حقيقية داخل الإدارة، وأن هذه القوّة تهدد بإزاحته نهائيًا من مهمته. وإزاء هذا الواقع، وجد نفسه مضطرًا إلى رفع سقف خطاباته وإطلاق مواقف عالية النبرة، لا على سبيل تغيير المسار، بل لتوجيه رسائل إلى من يحاولون إضعافه أو تهميشه في العاصمة الأميركية. ونقل المرجع عن برّاك امتعاضه من القيادات اللبنانية، التي تقول شيئًا وتتصرف بآخر، إلا أن ما يلفت في كلام برّاك مع محدثيه اللبنانيين، تعمّده تمييز رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن القيادات الأخرى، بقوله "وحده برّي يقول لي الحقيقة ويتصرّف على أساس ما يقول، انطلاقًا من توازنات دقيقة للتركيبة اللبنانية".
هذا البعد الخفي في تصريحات برّاك، يضع حدًّا للكثير من التحليلات والسيناريوات التي راجت في لبنان فور صدور كلامه، والتي ذهبت في اتجاهات شتى وصولًا إلى اعتبار كلامه بمثابة ضوء أخضر أميركي لحرب إسرائيلية تدميرية جديدة. الواقع أن هذه التفسيرات، لم تكن سوى إسقاطات لبنانية على صراع أميركي داخلي لا علاقة مباشرة له بالخيارات الاستراتيجية لواشنطن في المنطقة. وقد أعادت الإدارة الأميركية تأكيد ثوابتها تجاه لبنان من خلال ما نُقل إلى القيادات الرسمية اللبنانية، ولا سيما في اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.ففي هذا اللقاء، جددت واشنطن التزامها الواضح بدعم لبنان، وبالأخص الجيش اللبناني الذي يشكّل العمود الفقري للأمن الداخلي والاستقرار الوطني. كما شددت على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والابتعاد عن أي خطوات قد تهدد التوازن الدقيق الذي يحكم الحياة السياسية والاجتماعية اللبنانية. والأهم أن الموقف الأميركي أعاد التذكير بضرورة المضي قدمًا في تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، باعتباره المرجعية الدولية الأساسية التي تضمن استمرار الهدوء على الجبهة الجنوبية وتمنع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل . انطلاقًا من ذلك، يمكن القول إن تصريحات برّاك لم تكن إعلانًا عن سياسة جديدة، بل مجرّد انعكاس لصراع على النفوذ داخل أروقة الإدارة الأميركية
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا