في خطبة الجمعة، أكد المفتي الشيخ حسن شريفة من على منبر
مسجد الصفا في
بيروت ، أن "الدولة الفاشلة هي تلك التي تصنع العناوين الخلافية، وتذكي الانقسام الداخلي، لحرف الأنظار عن
القضايا الأساسية والمحقّة التي تمسّ حياة الناس ومعاناتهم".
وقال: "النتيجة كانت تغييب موضوع جوهري، وهو رفض رئيس الحكومة لمقترح موازنة إعادة الإعمار، فيما تحوّل
النقاش العام إلى قضية رفع صورة السيد الشهيد
حسن نصرالله وتحويلها إلى مادة خلاف وانقسام وطني، مع أن الجميع يدرك أن
إسرائيل اغتالته لأنه كان يؤلمها بمواقفه ومقاومته، دفاعًا عن
لبنان وفلسطين".
كما هنأ المفتي شريفة
قيادة الجيش والقوى الأمنية بحكمتهم العالية التي جنبت لبنان الفتنة التي حرض عليها البعض، وتابع مستنكرًا: "أيُعقل أن تُدار مؤسسات الدولة بعقلية "ابن ست وابن جارية"؟ في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تظهر فجوات صارخة في الرواتب والتقديمات، وكأننا نعيش في نظام طبقي، لا في دولة يفترض أن تقوم على العدالة والمساواة، لقد كان حلم المواطن اللبناني يومًا أن يحصل على وظيفة محترمة براتب ثابت يحفظ كرامته. أما اليوم، فقد أصبح التمنّي أن يكون من "العائلات المحظيّة" في وطنٍ تُصادَر فيه الفرص، ويُهمَّش فيه الكفوء، ويُكرَّم فيه التابع والمقرّب".
وبالنسبة إلى الموقف الدولي، قال المفتي شريفة: "يا لسخرية القدر! دولة
فلسطين ، بتاريخها العريق وأصالتها الحضارية لا تزال تقف على أبواب العالم تطلب اعترافًا طال انتظاره، فيما الكيان الاحتلالي، المتغطرس والمترنّح، يُفرَض بالقوة والدعم الأميركي الأعمى. أيّ عدالةٍ تلك التي تجعل من الشرعية شيئًا يُستجدى، تفرض الباطل كأمرٍ واقع؟ أيّ ميزان هذا الذي يبرّر الجرائم في غزّة وبنت جبيل، ويُلبس
الاحتلال ثوب "الدفاع عن النفس؟".
ختم بالتعليق على تصريحات توم براك، قائلاً: "ما صدر عنه في حق لبنان وجيشه الوطني، لا يعبّر إلا عن خيبة فشلٍ ذريع في مهمّته، فانقلب إلى أفعى تبثّ سمومها حين أفلتت منها الضحية".