آخر الأخبار

أزمة سياسية في الافق عقب احتفال صخرة الروشة وسلام يُلغي مواعيده في السرايا

شارك
تحوّل الاحتفال بذكرى استشهاد الامينين العامين لحزب الله السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، واضاءة صخرة الروشة بصورتهما الى بداية أزمة سياسية مع اعلان رئيس الحكومة نواف سلام الغاء كل مواعيده في السراي الحكومي، وهو اجراء له مفاعيله ودلالاته .

ووصف الرئيس سلام ما حصل مساء امس في الروشة بأنه مخالفة صريحة لمضمون الموافقة التي اعطاها محافظ مدينة بيروت لمنظمي التحرك.

وبعد اسبوع من السجال والتوتر والترقب حول «شرعية» استعمال صخرة الروشة لمناسبة حزبية، انتهت الفعاليات على خير بعدما تمت اضاءتها بصورتي الشهيدين وبعدما أصرّ الحزب بعد الظهر على اضاءة الصخرة برغم تعميم رئيس الحكومة وما تردد عن اتفاق رعاه الرئيس نبيه بري مع الرئيس نواف سلام لإحياء الذكرى لكن من دون اضاءة الصخرة.

وكتبت" الشرق الاوسط": تحدى «حزب الله» قرار الدولة اللبنانية بمنع استخدام الأملاك العامة، عبر رفع صورة الأمينين العامين السابقين لـ«حزب الله» حسن نصر الله وهاشم صفي الدين على صخرة الروشة، وبعدما انقلب على التسوية التي كان قد تم التوصل إليها يوم الأربعاء وقضت باقتصار الاحتفالية على التجمع.

وكتبت" النهار": لعل المشهد "الإغراقي" بالمواطنين والعائلات والحشد الكثيف الذي زجّ به " حزب الله " في الروشة التي بدت كأنها أغرقت تماماً براً وبحراً، بالعناصر الحزبية والمواطنين، وبغابات الأعلام الصفراء وصور الأمينين العامين الراحلين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، هو المبرر الأساسي الذي يقف وراء تمرير السلطات السياسية والأمنية الرسمية للتحدي العصياني السافر للدولة الذي اختار الحزب عبره افتتاح فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال زعيمه وأمينه العام السابق حسن نصرالله.

تبرير عدم قدرة السلطة السياسية والأمنية أن تحدث مواجهة مع جمهور مدني بهذا الحجم، لا يعني بطبيعة الحال التقليل من الدلالات السلبية لما رسمه المشهد الذي بدأ معه "حزب الله" بمظهر اجتياح صخرة الروشة بحراً وحشد أنصاره وبيئته براً من جهة، وتراجع السلطة أمام فرض ما سبق أن تضمنه تعميم رئيس الحكومة، الأمر الذي ستضيع معه أي مبررات للسلطة، إذ سيقال حتماً إذا كان فرض النظام في مسالة تفصيلية كهذه عجزت عنه السلطة، فكيف سيمكنها تنفيذ خطة حصرية السلاح على الحزب المتمرّد والمستفزّ والمعاند بعدما تحول المشهد أمس إلى مكاسرة قاسية برمزيّته؟ ولعل الحزب أراد أمس في أي حال أن يقدّم عينة حيّة مبكرة عن زجه بالمواطنين وبيئته المدنية في وجه أي محاولات محتملة لنزع سلاحه، خصوصاً وأن التجمع الضخم تحوّل إلى منبرية لإطلاق فوهات التخوين والاتهامات المقذعة في حق رئيس الحكومة، كما لم توفر رئيس الجمهورية.

وكتبت" الديار": دون اسباب موجبة او مفهومة يتولى رئيس الحكومة نواف سلام قلب الاولويات والهاء الناس بقضايا تبعدهم عن همومهم اليومية التي تتحمل مسؤوليتها حكومة لم تنتج شيئا تخفف عنهم الاعباء الاقتصادية او اقله تعيد لهم اموالهم المسروقة في المصارف، اما الاخطار الاستراتيجية فهي تتهدد البلد والمنطقة.

فقد نجح رئيس الحكومة، في تحويل الوقفة الرمزية في سياق احياء ذكرى استشهاد الامينين العامين لحزب الله السيدين حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين، قبالة «ًصخرة الروشة» في بيروت، الى «كباش» سياسي منح حزب الله منصة لاطلاق العديد من الرسائل الداخلية والخارجية، لتسجيل انتصار معنوي لم يكن في الحسبان. فرئيس الحكومة احرج نفسه بعدما فشل في منع اضاءة «الصخرة» بصورة الشهيدين نصرالله وصفي الدين، وهي «معركة طواحين هواء» لم تكن في مكانها بحسب اقرب الوزراء المقربين منه والذين عاتبوه على ما اعتبروه «دعسة ناقصة». وهو توصيف يتبناه ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يتفهم كل الدوافع التبريرية التي حاول سلام سوقها خلال الاتصال الهاتفي امس الاول، حيث انتهت المكالمة بتعبير «انشالله خير».

اما «الرسالة» الاكثر اهمية فهي امنية حيث مر الاحتفال دون اي اشكال يذكر على الرغم من الحشود الغفيرة الحاضرة والتي سبقها حملة تحريض كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وما حصل يعد اختبارا ناجحا لعلاقة حزب الله مع القوى الامنية وخصوصا قيادة الجيش التي اثبتت انها معنية بالحفاظ على السلم الاهلي، بعدما بلغ التنسيق مستوى عال قبل وخلال الوقفة الرمزية. كما ان المؤسسة العسكرية ومعها القوى الامنية اظهرت حكمة كبيرة في تعاملها مع الحدث وظهر انها في «واد» وبعض السلطة السياسية في «واد» آخر، ولم تكن في وارد منع اضاءة «الصخرة» تحت اي ظرف في ظل مخاطر حصول تصادم مع الناس.

وكان مناصرو "حزب الله" بدأوا التوافد بكثافة منذ ساعات بعد الظهر حاملين الأعلام والصور ومكبرات الصوت، وسط انتشار أمني كثيف في المنطقة. وفي وقت أفادت فيه معلومات أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام عملا على مخرج مِن شأنه تفادي أي استفزازات لهذه الفئة أو تلك، وتفادي تعريض السلم الاهلي لأي خضّات، بدا واضحاً أن الاتفاق لم يصمد أمام تعنّت "حزبَ الله" وإمعانه في الاستفزاز. وعكس هذا الاتجاه علناً وفيق صفا المسؤول الأمني في الحزب، إذ قال من أمام صخرة الروشة: "جايين نضويها... من دون استفزاز أحد". وتحوّل أوتوستراد الروشة المقابل للصخرة والمباني المطلة على الشاطئ مسرحاً ضخماً لأوسع اعتصام شعبي ملأه أنصار الحزب ورفعت الشاشات الضخمة التي راحت تبث عبرها صور نصرالله وصفي الدين والأناشيد والأقوال، فيما راحت في الوقت نفسه عشرات القوارب التابعة للحزب وأنصاره تجوب مياه المنطقة حول صخرة الروشة التي تسلّقها عدد من الشبان ونصبوا صور نصرالله وأعلام الحزب فوقها تمهيداً لإضاءتها مساء بصور نصرالله وصفي الدين. وقرابة السابعة إلا ربعا بدأ من قوارب بث صورة نصرالله بالليزر على صخرة الروشة ثم صور صفي الدين واستمر عرض الصور لنحو عشر دقائق. ثم أضيئت الصخرة بالعلم اللبناني لبعض الوقت. أما المفارقة الساخرة، فتمثلت في عرض صورة لنصرالله يتوسط الرئيس الراحل رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري بعض الوقت قبل أن يعاد عرض صورة نصرالله وصفي الدين على امتداد الصخرة.
وكتبت" اللواء": كأن لبنان لا تكفيه المشكلات الناجمة عن الاعتداءات الاسرائيلية المفتوحة، ولا الضغوطات الجارية على غير صعيد، لا سيما لجهة المساعدات، وما يمكن أن يقدمه صندوق النقد الدولي، والضغوطات المالية والاجتماعية والاقتصادية حتى جاءت احتفالية حزب الله بإضاءة صخرة الروشة بصورتين لأميني عام الحزب الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين لتشكل مشكلة، تطرح ازمة ثقة بين الحكومة، ورئيسها وأحد أطراف الحكومة حزب الله الذي انتهك اتفاقاً يتعلق بمضمون الموافقة التي حصل عليها من محافظ بيروت لإقامة فعالية الاحتفال بذكرى مرور عام على استشهاد السيد نصراالله، وبعده بأسبوعين أو أكثر خلفه السيد صفي الدين.
وطرح هذا الانتهاك للاتفاق اشكالية الثقة، وبالتالي طبيعة التعامل، سواءٌ من قبل الدولة التي أصر الرئيس نواف سلام على اعتبار اعادة بنائها هدفاً وطنياً لا يمكن التخلي عنه.

وكتبت" نداء الوطن": على غرار السابع من أيار، انقلب «حزب الله» من جديد على الدولة اللبنانية وقراراتها، وانقلب جزء من الدولة على الدولة. انقلابان لا بل انتحاران من على صخرة الروشة أمام أنظار المجتمعين الدولي والعربي في وقت واحد، كفيلان بإفقاد الدولة الثقة الدولية، التي باتت تحتاج إلى ترميم بسبب ما حصل أمس، وبسبب المنحى الذي تتخذه مسألة حصر السلاح خصوصًا في الأسابيع المنصرمة.

مشهد صخرة الروشة خطير للغاية، ويستدعي فورًا مساءلة وزيري الداخلية والدفاع إضافة إلى مؤسستي الجيش وقوى الأمن الداخلي، لقد حصل إخفاق بعدم تنفيذ قرار صادر عن رئيس مجلس الوزراء . المشهد الاستفزازي توزع بين أعلام إيرانية وهتافات تخوين بحق رئيس الحكومة نواف سلام و«شيعة شيعة شيعة»، واستفزاز الشارع السني بـتوجيه صورة السيد حسن نصرالله على الأبنية السكنية.
الحالة الميليشياوية التي احتلت ساحل بيروت دفعت رئيس الحكومة نواف سلام، إلى التقدم خطوة نحو الاعتكاف الذي ترجم بإلغاء المواعيد المقررة في السراي الحكومي اليوم، وذلك بانتظار ما سيتخذه المعنيون من إجراءات.
وفي السياق أشارت مصادر، إلى أن النيابة العامة التمييزية طلبت من الأجهزة الأمنية استدعاء الأشخاص الذين ارتكبوا المخالفات وأضاؤوا صخرة الروشة في بيروت.
وترى مصادر مطلعة أن ما حصل في الأمس أمام صخرة الروشة، أظهر وبكل وضوح تقاعس الأجهزة الأمنية في امتحان الدخول إلى السيادة. وسألت «كيف يمكن الوثوق بعد اليوم بالقدرة على تطبيق خطة حصر السلاح، بعد هذا الفشل في الاختبار؟

وكتبت" الاخبار": كل الحملة الاستباقية ضدّ الفاعلية «طلعت على فاشوش». أُضيأت الصخرة كما كان مقرّراً رغمَ أنف نواف سلام، وأنوف من معه من الطارئين على بيروت، إذ لم يكُن بالإمكان التراجع عن هذه الخطوة. بعدما أقرّ المنظّمون أنّ الفاعلية سبقت الاتصالات السياسية، وأصبح مستحيلاً تجاوز الناس وتجاهل مشاعرهم. فهم في كل مرة يؤكّدون أنهم يتقدّمون على القيادة، تماماً كما حصل حين دخلوا الجنوب بعد انتهاء الحرب ومن ثم في تشييع القادة، وأمس، حينما احتشدوا بأعداد لم تكن متوقّعة.
والأهمّ هو المستوى العالي من الانضباط الذي سجّله هذا الجمهور، رغمَ شعوره بالحنق نتيجة الاستفزاز والتحريض الذي لا يتوقّف ضدّه. وكانت نتيجة إنجاز الفاعلية من دون «ضربة كف»، أشبه بصفعة على وجه نواف سلام ومن معه، وإنّ ما كان يلوح به، ليس سوى تهويل، لا علاقة له أبداً بالمناخ الحقيقي الموجود على الأرض.

سلام، الذي طلب اعتقال آلاف الناس الذين شاركوا في الفاعلية، لا يبدو مهتمّاً لانعكاس قراراته. وكأنّ تعطيل مشروع الفتنة الداخلية الذي أقرُّ في جلستَي 5 و7 آب الفائت، يوجب عليه البحث عن وسائل أخرى هدفها الوحيد: حصول صدام بين القوى العسكرية والأمنيّة والناس.

وكتبت" البناء": حوّل رئيس الحكومة نواف سلام خطأه إلى خطيئة، حيث كنّا مع خطأ تمثل بإصدار تعميم لاحق للإعلان عن تحركات يوم الإحياء وفق الإجراءات المعمول بها حين الإعلان عن التحرك، وإصراره على إعادة إخضاع التحرك بالمناسبة لتعميمه الجديد، وصرنا بعد الإحياء مع تحميل الجيش مسؤولية عدم تنفيذ قرار المنع وما يعنيه من تصادم مع عشرات آلاف المشاركين، بعكس ما كان عليه موقف سلام ومؤيديه من الإشادة بالجيش لرفضه تنفيذ أوامر الصدام مع الفئات الشعبية أيام 17 تشرين 2019، وقبلها في 14 آذار 2005.
ووفق المعلومات فإنّ فريق رئيس الحكومة والقوى السياسية والإعلام المناهض للمقاومة توقعوا أن يقيم الجيش والقوى الأمنية حواجز تمنع مرور المواطنين ما يؤدّي الى وقوع اشتباكات ويجري تصوير الأمر بأنّ حزب الله يعتدي على الجيش والأجهزة الأمنية، ولذلك أثار إضاءة الصخرة كما أراد حزب الله غضب وامتعاض نواف سلام الذي طلب إجراء تحقيقات وتوقيف المسؤولين عن إضاءة الصخرة، كما أفيد أنه سيعتكف في مكتبه في السراي حتى معالجة الأمر.
ووفق ما تشير مصادر سياسية فإنّ حزب الله أراد من خلف تنظيم هذه الفعالية الضخمة، إيصال أكثر من رسالة للداخل والخارج، أبرزها أنّ حزب الله لم يضعف أو يتراجع كما يُشيع الإعلام والسياسيون الذين يدورون في فلك السفارة الأميركية في عوكر، بل لا يزال حاضراً على كافة المستويات الإعلامية والسياسية والشعبية والتنظيمية كما العسكرية والجهادية، والرسالة الثانية هي أنّ الإرادة الشعبية وروح وعقيدة المقاومة لن تهزمها حرب ولا عدوان ولا حصار مالي أو تهديد أمني، فكيف تهزمها قرارات أو تعاميم غبّ الطلب لا تساوي الحبر الذي كتبت به وبالتالي كل مَن يحاول استضعاف المقاومة وحصارها بقرارات ستخيب آماله. أما الرسالة الأهمّ فهي للأميركيين والإسرائيليين بأنّ المقاومة باقية ولن تنفع قرارات حكومية بإملاءات خارجية بسحب سلاح حزب الله، وأنّ أيّ مغامرة بزجّ الدولة بمقامرة كهذه فإنّ الإرادة الشعبية ستكون حاضرة في الشارع للدفاع عن السلم الأهلي والوحدة الوطنية وسلاح المقاومة الذي لا يزال الدرع الحصينة والوحيدة للدفاع عن لبنان ومواجهة الإعتداءات الإسرائيلية والمشاريع الأميركية الصهيونية في المنطقة.

وكان الرئيس سلام قد رفع السقف عاليًا بتشديده على أن ما حصل «يشكّل انقلابًا على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلبًا على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها». وكتب عبر منصة «إكس»، أن ما جرى في منطقة الروشة يشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة الممنوحة من محافظ بيروت لمنظّمي التحرك، والتي نصّت بوضوح على «عدم إنارة صخرة الروشة مطلقًا، لا من البر ولا من البحر أو من الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها». وأضاف سلام: «اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم إنفاذًا للقوانين المرعية الإجراء».
وردًا على الرئيس سلام، كتب عضو المجلس السياسي في «حزب الله» غالب أبو زينب عبر «إكس»: دولة الرئيس بدأت السقطة عندما غادرت موقعك الرئاسي وارتضيت إرضاء بعض من يزين لك الباطل حقًا للحصول على بطولات وهمية... هؤلاء لبنانيون مارسوا حقهم الذي تسلطت عليه دون وجه حق فلا تعاود التلطي خلف القانون لأنك لست دكتاتورًا والشعب ليس مستعبدًا». كما توجه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «الحزب» وفيق صفا بالشكر إلى قائد الجيش رودولف هيكل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله على إنجاح فعاليات إضاءة صخرة الروشة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا