آخر الأخبار

23 أيلول.. يوم مأسوي محفور في ذاكرة الجنوب

شارك
في 23 من أيلول 2024، عاش الجنوب واحدًا من أكثر أيامه قسوة منذ بداية التصعيد العسكري، إذ شنت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية العشوائية التي حوّلت قرى وبلدات بأكملها إلى ساحات دمار.

في ذلك اليوم وحده، سقط ما يقارب 492 شهيدًا بينهم نساء وأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 1600 مصاب، في حصيلة وُصفت بأنها من الأعلى منذ اندلاع الحرب. لم يكن الناس يتوقعون حجم العنف، فالكثيرون استيقظوا على أصوات الانفجارات، وركضوا بين الركام والدخان في محاولات يائسة للنجاة، تاركين وراءهم منازلهم وأرزاقهم.
الموجة الجديدة من النزوح كانت مضاعفة القسوة، إذ إن كثيرًا من العائلات كانت قد هجّرت سابقًا من بيوتها، لتجد نفسها مرة أخرى على الطرقات تبحث عن ملجأ. المدارس في صيدا وبيروت وسواهما تحولت في غضون ساعات إلى مراكز إيواء، تجمع فيها النازحون فرادى وعائلات كاملة، حيث افترشوا أرضيات الصفوف وقاعات الأنشطة، في مشهد يختلط فيه صخب الحرب ببرودة النزوح الجماعي.

كتب كثيرون أمس على فيسبوك عن ذكرياتهم في ذلك اليوم، عن الخوف الذي شلّ حركتهم، وعن نظرات الأطفال التي اختزنت الرعب، وعن شعور الفقدان المتكرر الذي لا ينتهي. بعضهم استعاد لحظة الهروب الثانية أو الثالثة من البيت، وآخرون وصفوا كيف بدا مأوى المدرسة كأنه عالم غريب، يفتقد كل مقومات البيت لكنه يمنح في الوقت نفسه ملاذًا من الموت.


في ذلك اليوم فقدت تيا والدتها إثر غارة إسرائيلية استهدفت محيط بيت العائلة في الجنوب. تروي تيا أن صباح ذلك اليوم بدأ بقلقها على والدتها، فاتصلت بها لتطلب منها الخروج من البيت، لكن والدتها طمأنتها قائلة إن "الضربة" بعيدة. لاحقًا، وبينما كانت تيا تجهّز ابنها للمدرسة، انقطع الاتصال بوالدتها بعد أن كانت تتابع مقطع فيديو لحفيدها. وبعد دقائق قليلة وصلها خبر مفجع بأن القصف أصاب منزلهم.

وبدأت رحلة البحث القاسية: محاولات للاطمئنان من الأصدقاء، وتعلّق بأي أمل بأن تكون والدتها فاقدة للوعي أو في مكان لم يتعرف إليها أحد. لكن في المساء جاء الخبر اليقين من شقيقها: والدتها استشهدت متأثرة بإصابتها المباشرة، ولم يبق منها سوى أشلاء.

تحكي تيا بمرارة عن صدمتها حين علمت أن والدتها كانت واقفة على الشرفة لحظة سقوط الصاروخ، وعن ألمها لفكرة أن والدتها رأت الموت قادمًا نحوها. كما تتحدث عن عجزها عن وداعها أو تكفينها، إذ دُفنت في "كيس"، وعن إحساسها بالحرمان من رؤية وجهها للمرة الأخيرة.


ورغم من مرور عام على تلك الفاجعة، ما زالت تيا تشعر أن والدتها حاضرة بقربها، ترافقها في كل لحظة، وتبقى صورتها وصوتها حاضرين في وجدانها، لتؤكد أن الفقد لم يطفئ الحب ولا الحضور الروحي للأم الشهيدة.

يوم ٢٣ أيلول حُفر في ذاكرة الناس، ليس فقط كحدث عسكري دموي، بل كيوم حمل معه شعورًا مضاعفًا بالاقتلاع والخذلان، وترك ندبة لا تمحى في وجدان الجنوب وأهله.
لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا