آخر الأخبار

هل يستمر التصعيد في المنطقة؟

شارك
تتجه المنطقة في الأسابيع والأشهر المقبلة نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث يبدو أن التصعيد سيبقى سيد الموقف في مختلف الجبهات. فالمؤشرات الحالية تؤكد أن إســرائيل ستواصل حربها المفتوحة على قطاع غزة ، الذي سيبقى الجبهة الأساسية والأكثر اشتعالًا، خصوصًا مع محاولتها تحقيق إنجاز ميداني يغيّر من مسار المواجهة. لكن احتمالية توسع الصراع تبقى قائمة، لا سيما إذا ما اندلعت مواجهة مباشرة بين إســرائيل وإيران، الأمر الذي سيحوّل الأنظار إلى مواجهة إقليمية شاملة تتجاوز حدود غزة.

في المقابل، وعلى الساحة اللبنانية ، قد تلجأ إسـرائيل إلى تكثيف ضرباتها الجوية، من دون الذهاب نحو حرب شاملة، وذلك في محاولة لفرض ضغط سياسي وأمني إضافي. هذا السيناريو يأتي في ظل استقرار نسبي على الجبهة اليمنية، ما يتيح للجانب الإسرائيلي تركيز جهوده على مسرحين رئيسيين: غزة أولًا، وسوريا ثانيًا، حيث تتزايد التوقعات بتصعيد عسكري ملحوظ.

ومن الملفت أن التطورات الإقليمية قد تدفع بالعلاقة بين تركيا وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر، خصوصًا إذا استمرت أنقرة في تبني خطاب تصعيدي موجه ضد العمليات العسكرية في غزة. هذا المسار قد يفتح الباب أمام اشتباك عسكري مباشر، وهو سيناريو لم يعد مستبعدًا في ظل تراكم العوامل السياسية والعسكرية التي تهيئ الأرضية لانفجار أوسع.

وعليه، فإن المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالاختبارات، إذ قد تتوزع التوترات على ساحات متعددة، بعضها بعيد نسبيًا عن لبنان ، لكنها حتمًا ستترك بصماتها على الداخل اللبناني سياسيًا وأمنيًا. ومع استمرار هذا المشهد، ستزداد الضغوط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، الذي يواجه أزمة سياسية داخلية مرشحة للتفاقم. فإلى جانب الانتقادات الشعبية والدولية، قد يجد نفسه في مرحلة لاحقة أمام أزمة عسكرية، إذا ما اتسعت رقعة الصراع وتجاوزت قدرته على التحكم بالمشهد.

يبدو أن المنطقة أمام مرحلة طويلة من التوترات، حيث تتداخل الجبهات وتتشابك الملفات، في ظل غياب أي مؤشرات على تسوية قريبة. هذا الواقع يعكس صورة قاتمة لمستقبل الصراع، ويضع كل الأطراف أمام استحقاقات كبرى، قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في الشرق الأوسط .
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا