كتبت راغدة درغام في" النهار":
سوريا ستكون محطة مثيرة للاهتمام بامتياز أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن رئيسها اليوم أحمد الشرع كان قبل سنوات قليلة مصنّفاً إرهابياً. مجلس الأمن الدولي كان صنّف "جبهة النصرة" التي انتمى إليها بدعم من تنظيم "القاعدة" إرهابية، وها هي المنظمة الدولية تستعد الأسبوع المقبل للاحتفاء بأحمد الشرع كرئيس الاعتدال في سوريا. أنظار الإعلام الدولي ستنّصب على الشرع وخطابه ولقاءاته الثنائية ورسائله الإقليمية والدولية خصوصاً في ضوء الرعاية الأميركية العلنية له ولسوريا برئاسته. فهو سيكون النجم الجديد على الساحة.
رعاية الإدارة الأميركية على مستوى الرئيس ترامب للرئيس الشرع لا يُستهان بها، لأن مبعوث الرئيس الأميركي توم برّاك الى سوريا يمسك بيد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني لرسم الخريطة التالية: رفع عقوبات الكونغرس عن سوريا بموجب قانون قيصر، إبرام الاتفاق الأمني مع
إسرائيل مع التمهيد لمعاهدة سلام لاحقاً بين البلدين، تطبيع الحدود بين سوريا وجيرانها، ضمان استمرار التواجد الأميركي العسكري مع امتيازات مهمّة في اطار إعادة تأهيل الجيش السوري، الإصرار على الحكومة
السورية التعهد عدم التفريط بحقوق الأقليات كالكرد والدروز والمسيحيين والعلويين، كي يقبل أمثال السيناتور ليندسي غراهام إنهاء عقوبات قانون قيصر، تطوير العلاقات الطبيعية مع
لبنان ، منع عودة "
حزب الله " وإيران وكذلك
روسيا إلى سوريا.
البراغماتية السورية تجبرها على خفض نبرة الاحتجاج ولغته على التجاوزات
الإسرائيلية داخل سوريا ونحو
الفلسطينيين في القطاع والضفة. فسوريا اليوم ليست جاهزة لتكون رأس الحربة للدفاع عن فلسطين حتى وان قيل أن ما يجمع بين هوية الكثيرين في الحكومة السورية وبين قيادات "حماس" هو عقيدة "الإخوان المسلمين" التي تتبناها ضمناً تركيا. إنه تكتيك تعدّي المخاطر والقفز على الاشتباك، حتى اشعار آخر.
أولوية الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم تشمل إلغاء هوية الداعشي أبو محمد الجولاني التي كان سابقاً يفتخر بها. الأسبوع المقبل سيكون أسبوعاً مهمّاً في السباق بين العسكرة ميدانياً والديبلوماسية في المحافل الدولية. الرئيس الأميركي
دونالد ترامب الذي يكره
الأمم المتحدة برمتها سيستخدم منبر الجمعية العامة في خطاب تأديبي لمن ينتقده وتهديدي لمن يعارضه وانتقامي ممن يحرجه. فهو في رأيه النجم الساطع الوحيد لأن لا أحد غيره رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.