نظّمت نقابة المهندسين في بيروت ، بالشراكة مع تجمع مهندسي الاغتراب ومجلس بعلبك الثقافي، لقاءً في قاعة تموز ببعلبك تحت عنوان "دعم المهندسين في محافظة بعلبك الهرمل"، بحضور النائب جبران باسيل ، الوزيرين السابقين حمد حسن وحسن اللقيس، نقيب المهندسين فادي حنا، مسؤولين رسميين وبلديين وحشد من المهندسين.
شدّد المتحدثون على أهمية رفع التهميش عن بعلبك الهرمل وتحقيق العدالة في توزيع المشاريع والفرص، وتفعيل اللامركزية الإدارية ودعم المكاتب الهندسية المحلية، إضافة إلى تعزيز تمثيل مهندسي المنطقة في مجلس النقابة، وإنشاء صندوق دعم للمهندسين الشباب، وتحسين شروط العمل والحقوق النقابية.
وعرض ممثلو مهندسي الاغتراب برامج لدعم المهندسين في
لبنان من خلال المنح الدراسية والتسجيل النقابي، والعمل عن بعد، ومشروع توأمة بين بلدية بعلبك ومدينة ديربورن الأميركية لتعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي.
وأكّد الوزير السابق حسن اللقيس على منح جامعية خاصة بعوائل المهندسين، فيما أشاد الوزير السابق حمد حسن بالمبادرة وبدور المهندسين في مواجهة التحديات.
من جهته ، أعلن نقيب المهندسين فادي حنا عن خطط لافتتاح مكتب للنقابة في بعلبك قبل نيسان المقبل، مؤكداً أن النقابة هي لكل لبنان وأنها تعمل
على استعادة أموالها المحتجزة في المصارف، وداعياً إلى إنماء متوازن لكل المناطق.
وفي كلمته، ثمّن النائب جبران
باسيل مبادرة النقابة والمهندسين المنتشرين، مؤكداً أهمية الوصل بين لبنان المقيم والمغترب، وإعطاء حقوق اللبنانيين المنتشرين في التمثيل والانتخاب، مشيداً بدور المهندسين اللبنانيين في العالم وقدرتهم على بناء الفرص محلياً ودولياً.
وأضاف: "في البداية أنتم تعلمون أنني مهندس مثلكم وأنا يهمني موضوع الإنتشار اللبناني، أراه شيئا أساسيا واشتغلت به في مؤتمر الطاقة الأغترابية. وتحديدا اشتغلنا قليلا في مجال الهندسة، فبعد اطلاعي على البرنامج الذي عملتم عليه، أعلم كم هي مهمة هذه الورش التي أطلقتموها أو المبادرات أو المنح لأميركا أو حتى التوأمة بين بعلبك وديربورن في المجال الهندسي أو غيره. أنا من الذين زاروا ديربورن أكثر من مرة في حياتي، وأكلت فيها المأكولات
اللبنانية ، وفرحنا مع أهلها الفرحة اللبنانية، ورأينا في ديربورن، كما في كل المناطق التي زرناها في العالم، كيف يتمسك اللبناني بعاداته وبأرضه، والوصل بين لبنان المقيم والمغترب أو المنتشر هو أساسه، ومَنْ أشطر من المهندس الذي هو عمله الوصل، الوصل في الطرقات والجسور ويوصل بين اللبناني بالإنتشار والمقيمين، يوصل بين الماضي والحاضر، ويوصل بين التعب والأمل. وهنا في بعلبك الوصل بين تاريخ بعلبك والحضارة التي تمثلها قلعة بعلبك، والوصل بين حضارتنا وماضينا وحاضرنا، وهكذا نربط بمستقبلنا الذي من المؤكد أن بعلبك فيه هي رمز الصمود. وبالرغم من الأيام الصعبة نفكر في
المستقبل الجيد الذي يجب أن نعيشه ونعمل لأجله، ونقاتل لأجله، ونواجه لأجله، ونقاوم لأجله، ونستشهد لأجله".
ورأى أنه "في موضوع الهندسة أنا أعلم أنه يوجد مجالات كبيرة جدا للبنان المقيم ليستفيد من لبنان المنتشر، لأن المجالات التي توفرها التكنولوجيا قبل أو بعد الذكاء الإصطناعي هي كثيرة. كما يستطيع المهندس اللبناني أن يقدم هذه الخدمات والاستشارات الهندسية من هنا للخارج".
واردف: "نفكر كيف بنى اللبناني قلعة بعلبك، هذه الأسطورة المعمارية، والحجر ليس اهم من الإنسان، الإنسان هو الذي يبني الحجر، ولكن أيضا الحجر في بعض الأحيان يبقى ويحمل اسم الإنسان الذي بناه. فاللبناني الذي بنى قلعة بعلبك بالتأكيد في المجال المعماري والهندسي والبنائي يستطيع أن يبني، وهو يبني، في كل دول العالم بمجالات كثيرة، والشركات الهندسية اللبنانية وكذلك المهندسين اللبنانيين الذين التقينا بهم في كل دول العالم هم مبدعون، وهم بحاجة دائما إلى عقل يفكر مثلهم ويفهم عليهم، وعندما تسنح لهم الفرص الاستثنائية، الخدماتية، الاستشارية يستطيعون أن يفعلوا الكثير. وأنا أعلم عدد الشباب والمهندسين اللبنانيين الذين يعملون مع الخارج من لبنان، واليوم بالتكنولوجيا المتوفرة كل شيء ممكن".
واعتبر أن "هذا المؤتمر يستطيع أن يقدم الفرص في هذا المجال، وأن يفتح أبواب التعارف، لأنه بمجرد أن تتعرف الناس على بعضها ونربط بينها نخلق الكثير من الفرص من هنا، في المجال الإستشاري، والمجال الهندسي، وفي مجال البناء نتحدث عن الحجر اللبناني والصخر اللبناني المرغوب في
الولايات المتحدة وأستراليا، أنا زرت في الأرجنتين كنيسة بنيت من الحجر اللبناني وهي كنيسة كبيرة جدا. وأعلم كم يعتمدون على الصخر اللبناني في أميركا، وهذا مورد أساسي نستطيع أن نصدره للخارج".
واكد
باسيل ان "انتشارنا هو أساسي في حياتنا الإقتصادية. ونحن اليوم مصرون بأن ندافع عن الحق اللبناني المنتشر، إن بكون لديه صوته ويكون لديه الحق في التصويت إن كان في لبنان أو في الخارج. أن يكون لديه تمثيله في الخارج، وهذا يكون الحافز له للتواصل مع لبنان. لا نستطيع أن نقول للمنتشر اللبناني أنت فقط أمن لنا العمل والفرص وحول لنا المال، ونحن لن نعطيك أي شيء من حقوقك. يجب أن نعطيه حقوقه ويشعر أنه مواطن بدرجة كاملة، وحقوقه كثيرة تتخطى الإنتخاب والجنسية وتصل إلى كل الحقوق التي يتمتع بها اللبناني الذي هو مقيم، بل يجب أن يُعطى حوافز ومنافع أكثر".