استكمل الجيش عملية تسلّم السلاح من المخيمات
الفلسطينية ، والتي شملت أمس حمولة 5 شاحنات أسلحة من مخيم عين الحلوة في صيدا و3 شاحنات من مخيم البداوي في
طرابلس ، تضمنت أنواعًا مختلفة من الأسلحة والقذائف والذخائر الحربية، وفقًا لبيان الجيش.
وكتبت"النهار": اكتسبت المرحلة الرابعة من تسليم السلاح في المخيمات الفلسطينية التي جرت امس مزيدا من الدلالات البارزة لجملة اعتبارات . فهي جرت أولا في مخيمي عين الحلوة جنوبا والبداوي شمالا بما عكس الطابع الشمولي للعملية الذي يتسع نحو كل المخيمات . وهي طاولت ثانيا السلاح الثقيل لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في عين الحلوة بما شكل الأثبات على جدية العملية . وهي شكلت ثالثا الرسالة الجازمة في اتجاه الفصائل الفلسطينية الأخرى التي فقدت أي مبرر للتذرع بعدم الانصياع لتسليم سلاحها ، ولعل ما ينطبق على هذه الفصائل "الممانعة" ينسحب أولا وأخيرا على "
حزب الله " الذي لا يزال يعاند في سياسات الرفض العقيمة لتسليم سلاحه للدولة .
وكتبت"الشرق الاوسط": خطت الدولة
اللبنانية والسلطة الفلسطينية خطوة كبيرة، بنجاحها في تأمين إخراج كميات من السلاح من مخيم «عين الحلوة» للاجئين
الفلسطينيين ، الواقع في صيدا بجنوب
لبنان ، الذي يُعتبر أكثر المخيمات تعقيداً من الناحية الأمنية والاجتماعية والسياسية، حيث تتقاسم الفصائل ومنها المتشددة السيطرة على شوارعه، ويلجأ إليه عدد من المطلوبين من جنسيات متعددة.
وقال مصدر فلسطيني داخل المخيم لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تجميع السلاح في منطقة «جبل الحليب» في المخيم قبل تسليمه، لافتاً إلى أن «العملية تمت بعيداً عن الأضواء، وبتكتم شديد، تحاشياً لأي إشكالات، بعدما كانت قد سادت في الساعات الماضية أجواء من التحريض والتخوين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بثّها محسوبون على قوى التحالف والقوى الإسلامية التي انتقدت بشدة العملية».
وأوضح المصدر أن «الناس في المخيم ينقسمون إلى قسمين؛ الأول يؤيد تسليم السلاح الثقيل وضبط الخفيف، وقسم يرفض التسليم بكل أشكاله في المرحلة الحساسة التي تمر فيها القضية الفلسطينية».
وكشفت مصادر «حماس» أن اجتماعاً سيُعقد خلال أيام مع لجنة الحوار للنقاش بملف تسليم السلاح وغيره من
القضايا ، لافتة إلى أن «الحركة مثل أي فلسطيني لديها رؤية وموقف. ولمعرفة الموقف والجواب على ذلك، يجب أن يكون من خلال اجتماع يُعقد مع الفصائل والقوى المتفاهمة على موقف موحد، وهذا ما سيحصل في الأيام المقبلة مع لجنة الحوار». وشدّدت المصادر على أن «السلاح الفلسطيني في لبنان يمتلك رمزية أكثر، كونه قوة فعل، ورمزيته مرتبطة بحق الفلسطينيين بحق العودة، وعدم إنهاء الصراع المسلح ضد العدو الصهيوني قبل الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية».
وبحسب المعلومات تعقد «حماس» لقاءات مع القوى الإسلامية في «عين الحلوة» في مسعى لتوحيد الموقف من القضايا المطروحة، ويبدو أن «المشكلة الأساسية التي لا تزال تعيق التوصل إلى تفاهم هي قضية المطلوبين وآلية التعامل معهم».
وافادت «الأنباء الكويتية » أن الاجتماعات بين رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني السفير رامز دمشقية وممثلين عن حركة «حماس» متواصلة وهي إيجابية. وقد اعتبرت الحركة خلالها أنها تحت القانون اللبناني وأنها لا تملك سلاحا ثقيلا. وفي المعلومات، أن هذا الشق من تسليم السلاح هو أكثر تعقيدا، وأن دمشقية أبلغ ممثلي «حماس» ان «مسار تسليم السلاح والنقاش بشأنه قد فتح وانتم (حماس) معنيون بالتعامل معنا في إطار بسط السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها المخيمات، انسجاما مع الدستور واتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الحكومية».
وقالت مصادر متابعة لـ«الأنباء» إن «الحوار مع حماس ليس حوارا فلسطينيا ـ فلسطينيا باعتبارها ليست جزءا من منظمة التحرير ولا تخضع لقراراتها. وأي محاولات جرت وتجري لخلق أحداث أمنية داخل المخيمات إنما هدفها التشويش على مسار تسليم السلاح، وهي لن تنجح».
وقالت المصادر إن «التسليم الذي حصل أمس في مخيم عين الحلوة له رمزيته وهو رد على من كان يعتبر أن عملية تسليم السلاح الفلسطيني ستنتهي في عين الحلوة، فإذا بها تسير بالتوازي في أكثر من مخيم، خصوصا أنه كلما تقدم مسار يؤثر إيجابا على المسار الآخر».
وأكد مدير العلاقات العامة في
قوات الأمن الوطني الفلسطيني، المقدّم عبد الهادي الأسدي ل"
لبنان 24 "، أن العملية تسير بشكل طبيعي ودون اعتراضات، مشيرًا إلى أن ما تم تسليمه يشمل قذائف كاتيوشا، وألغامًا، وقذائف B7 معدّلة، مع
التزام كامل بتسليم كل السلاح الثقيل والطلب العسكري اللبناني.
وأوضح أن هذه الخطوة هي استكمال لجهود مستمرة بهدف إنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي داخل المخيمات، وأن جميع الأطراف الفلسطينية ملتزمة بالقرار. كما دعا الأسدي الحكومة اللبنانية إلى مراعاة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والسياسية للشعب الفلسطيني، وضمان حقوقه وكرامته إلى حين عودته إلى وطنه.
وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان ان "استكمالًا لعملية تسلُّم السلاح من المخيمات الفلسطينية، تسلَّمَ الجيش حمولة ٥ شاحنات أسلحة من مخيم عين الحلوة - صيدا و٣ شاحنات من مخيم البداوي – طرابلس.شملت عملية التسلُّم أنواعًا مختلفة من الأسلحة والقذائف والذخائر الحربية، وقد تسلمتها الوحدات العسكرية المختصة للكشف عليها وإجراء اللازم بشأنها.
وفي السياق، صدر عن لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني بيان جاء فيه: "استُكملت اليوم، السبت المرحلة الرابعة من عملية تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، حيث جرى في مخيم البداوي تسليم ثلاث شاحنات محمّلة بالأسلحة، وفي مخيم عين الحلوة خمس شاحنات أخرى، وُضعت جميعها في عهدة الجيش اللبناني. وتشكل هذه العملية محطة جديدة في مسار إنهاء ملف السلاح الفلسطيني بشكل كامل، وفق خطة متدرجة تُنفَّذ بمراحل متتالية. وتؤكد لجنة الحوار أنّ هذه الخطوة تعكس التزامًا جادًا ومشتركًا بالمسار الاستراتيجي الذي رسمته القمة اللبنانية – الفلسطينية في 21 أيار 2025، وما تبعها من اجتماعات برئاسة دولة رئيس
مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، والتي أقرّت خريطة طريق واضحة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، بما ينسجم أيضًا مع قرار مجلس الوزراء في جلسة 5 آب حول حصرية السلاح، ومع جلسة 5 أيلول التي رحّبت بخطة الجيش لتنفيذ ذلك.
وتواصل لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني لقاءاتها مع مختلف الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس والجهاد الإسلامي، في إطار متابعة أوضاع المخيمات والتأكيد على التوجّه الثابت للدولة اللبنانية ببسط سيادتها على كامل أراضيها. وقد أبلغت اللجنة الجهات التي التقتها بوجوب البدء بخطوات عملية لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني بشكل كامل ونهائي، بما يفتح الطريق أمام تعزيز سلطة الدولة اللبنانية على المخيمات، وضمان أمنها واستقرارها، وبما يضمن الشراكة في صون الاستقرار الوطني وصون كرامة الفلسطينيين المقيمين في لبنان وحقوقهم الإنسانية والاقتصادية–الاجتماعية".