كتب الان سركيس في "نداء الوطن": كانت زيارة وفد الكونغرس
الاميركي وتصريح السيناتور الأميركي ليندسي غراهام من
بيروت عن معاهدة دفاع مشتركة مع
لبنان لافتة، فالجميع ظنّ أن هذا الأمر فكرة وانطرحت وانتهت هنا، لكن ما حصل أن غراهام مضى بفكرته.
والجديد هو طرح غراهام هذه الفكرة منذ يومين أمام الكونغرس الأميركي، ومعروف أن الكونغرس هو مصنع القرارات المهمة. وشدّد غراهام على المضيّ بهذه الفكرة وصولًا إلى تطبيقها، شارحًا أهمية إبرام مثل هذه المعاهدة للبنان وأميركا أيضًا.
ويشير هذا الطرح إلى أهمية صون استقرار لبنان، فعند توقيع هذه الاتفاقية تصبح هناك مظلة حماية أميركية فوق لبنان فلا تستبيح الميليشيات حدوده وتفتعل حربًا كلّ ثلاثين عامًا. وستساعد هذه المعاهدة
الجيش اللبناني على إعادة تسليح نفسه وتعزيز قدراته العسكرية وتقويته والسماح له ببسط سلطته. وكذلك سيتمكّن لبنان نتيجة هذه المعاهدة من حماية ثروته النفطية والغازية واستخراجها من دون أي مشاكل.
واللافت خلال المداخلات في الكونغرس، استذكار أحد السيناتوريين حادثة عام 1958 عندما طلب الرئيس كميل شمعون تدخّل المارينز بعد الثورة فنزلت على شواطئ بيروت القوات الأميركية، يومها كان لبنان مرتبطًا بمعاهدة مع
واشنطن وتستطيع التدخل لحمايته.
ونادى عدد من أعضاء الكونغرس ببتّ هذه المعاهدة سريعًا. فهي تحمي أرض لبنان وتؤمّن مظلة حماية وتصون سيادته وحدوده وتحلّ كلّ المشاكل العالقة مع
إسرائيل ، وتمنح ضمانات بعدم الاعتداء على لبنان نتيجة حضور القوات الأميركية في بيروت وتوسعة القواعد دعمًا للجيش اللبناني ولحفظ الأمن والاستقرار.
وتأتي نقاشات أورتاغوس في لبنان والإصرار على تطبيق الورقة الأميركية لتأمين طوق حماية للبنان والتحضير لاحقًا لاتفاق أمني أميركي- لبناني يكون ثمرة تعاون طويل يؤسّس لمرحلة من الاستقرار.
لا يمكن للبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية وأدخله "حزب اللّه" في لعبة الحرب الكبرى التي خسرها، فرض شروطه، فهناك رغبة أميركية في استعادة السيادة
اللبنانية لمرّة نهائية، لكن إذا لم يسر لبنان ضمن المسار المرسوم وبقي "الحزب" يرهن لبنان لمصالح
إيران فهذا يعني عودة الحرب، عندها لن يستطيع أحد تحمّل تبعاتها.
انطلقت النقاشات حول معاهدة الدفاع في الكونغرس، ويبدو أن هناك رغبة في تسريع هذا الأمر، فعامل الوقت ليس لمصلحة لبنان وأيّ تلكّؤ من السلطة السياسية يعني دفع البلد الثمن الأغلى.