وقال: "امامنا بعد مسيرة طويلة، لكن الأمور وضعت على السكة. هناك بالطبع صعوبات، إنما ما من امر مستحيل، واطمئنكم بأن الإصلاح الإداري والإقتصادي مستمر، وبعد التعيينات القضائية والمالية إضافة الى التشكيلات الدبلوماسية، وإقرار عدد من القوانين، نأمل التوصل قريبا الى مشروع قانون الفجوة المالية الذي يساعد على حل أزمة أموال المودعين."
واكد
الرئيس عون على ان المؤشرات الاقتصادية إيجابية، والوضع الأمني جيد وليس كما يتناوله البعض بما يؤذي
لبنان عن قصد او عن غير قصد، مشددا على "ان هذا البعض هو ضد منطق الدولة، لكنه لن يعيق عملنا. فالقطار إنطلق وممنوع الوقوف بوجهه."
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال إٍستقباله، بعد ظهر
اليوم في قصر بعبدا، وفدا من "هيئة الإسعاف الشعبي" برئاسة السيد
عماد عكاوي.
في مستهل اللقاء تحدث عكاوي
باسم الوفد فقال: "باسم إخواننا الأطباء، والمتطوعين في مراكز ومستوصفات هيئة الإسعاف الشعبي المتواجدة في معظم المناطق
اللبنانية ، يسرنا ان نلتقي فخامتكم، متمنين لكم كل التوفيق والنجاح في مهامكم الوطنية، والنهوض بلبنان من ازماته المتعددة، وتنفيذ خطاب القسم الذي كان له الأثر الطيب في نفوس جميع اللبنانيين."
أضاف: "إن هيئة الإسعاف الشعبي، مؤسسة إنسانية إجتماعية إنطلقت منذ اكثر من خمسة وأربعين عاما، بمبادرة كبيرة من فقيدنا الكبير الأخ كمال شاتيلا، حين رفع شعاره الشهير في مواجهة الحرب اللبنانية عام 1978 "ليكن التنافس على المنافع لخدمة الناس بدل التقاصف بالمدافع"، فإنطلقت الهيئة من
بيروت بعدد محدود من الأطباء والمتطوعين، لتنتشر في معظم المحافظات اللبنانية من العرقوب في الجنوب الى عرسال والفاكهة في البقاع الشمالي مرورا بإقليم الخروب وطرابلس وعكار ووادي خالد."
وختم بالقول: "فخامة الرئيس، إن تاريخكم شاهد على نظافة كفكم وحرصكم على محاربة الفساد والفاسدين وإطلاق قطار الإصلاح والإنقاذ، مؤكدين ثقتنا بنهجكم الكريم في إطلاق عهد جديد من النزاهة والشفافية والإصلاح."
وقدم عكاوي الى الرئيس عون ملفا يتضمن بعضا من إنجازات ونشاطات الهيئة وشهادات التقدير والأوسمة المحلية والعربية والدولية التي نالتها."
ورد الرئيس عون، مرحبا بالوفد ومشددا على "ان قمة العطاء تكون عندما يبغي الإنسان تقديم خدمات لصالح أخيه في الإنسانية من دون مقابل"، مشيرا الى "ان العيش بكرامة يقتضي ان تتأمن الأمور الأساسية للمواطن بحيث لا يمد يده الى الآخرين، وليس تكديس الثروات. من هنا فإن الهيئات التي قامت بالعمل الإنساني، وهي من متطوعين بأكثريتها، حققت إنجازات كبرى جديرة بكل التقدير والتهنئة، وقدَّمت
شهداء من بين متطوعيها. وهذا من اسمى درجات العطاء واللأنانية، وقدسيتة تكمن في أنه نابع من قلب وعقل المتطوع، وهذا أيضا مدعاة فخر للبنان بأبنائه."
وقال: "من جهتنا، نحن نقوم بواجباتنا، والجيش منتشر في الجنوب، واولاد الجنوب يعرفون هذا الأمر. وبإمكانياته المحدودة، يحقق الجيش إنجازات كبرى، ويقوم بتنفيذ خطته وسيواصل ذلك، وكل القوى الأمنية تقوم بواجباتها. ونتوقع ان نلحظ دفعاً قضائيا جديدا عقب إستلام المدعين العامين مهامهم إثر إنتهاء العطلة القضائية، منتصف هذا الشهر. ذلك أن الأمن والقضاء يسيران معا."
وإذ أشار رئيس الجمهورية الى الإنفتاح على لبنان من قبل الدول
العربية والأجنبية، فإنه اكد ان حركة وفود هذه الدول بهدف مساعدة لبنان من خلال الإستثمارات ستظهر نتائجها مع الوقت.