آخر الأخبار

الإنترنت المقسوم بين الجيران: كابل يربط.. ويُفرّق

شارك
في لبنان ، الغلاء طال كل شيء، والانترنت واحدة من الأمور وإن اعتبرت سابقًا من الكماليات، لكنها أصبحت البوم ضرورة. لجأ كثير من العائلات والأفراد إلى حلول بديلة لتخفيف الكلفة، أبرزها تقاسم الاشتراك بين الجيران عبر مدّ كابل واحد إلى أكثر من بيت.

هذه العادة، التي بدأت كخيار مؤقت، تحوّلت اليوم إلى ظاهرة واسعة، تحمل في طياتها مزيجًا من التوفير، الخلافات، وأحيانًا الصداقات.

بالنسبة لكثيرين، تقاسم الإنترنت يعني فاتورة أخف، خصوصًا أن الأسعار تُثقل كاهل الأسر. في مبانٍ عديدة، يتفق السكان على الاشتراك بخط واحد وتقسيم التكلفة، فيتحوّل الكابل الممدود من شرفة إلى أخرى إلى رمز تعاون يومي. بعض الجيران يجدون في هذه الخطوة وسيلة لبناء علاقات أقوى، إذ يضطرون للتواصل دوريًا بشأن الدفع أو إصلاح الأعطال.

لكن الوجه الآخر للقصة ليس دائمًا بهذه الودّية. إذ سرعان ما يتحوّل الكابل إلى سبب للتوتر: انقطاع الخدمة قد يولّد اتهامات متبادلة، والتحميل الزائد يثير شكاوى من بطء السرعة. في بعض الحالات، وصلت الخلافات إلى حد قطع الكابل عمدًا أو الامتناع عن الدفع.

مع ذلك، تبقى هذه الظاهرة انعكاسًا للواقع المعيشي الصعب، حيث يجد اللبنانيون حلولًا جماعية لتجاوز أعباء الحياة. ويشير خبراء تقنيون إلى أن تقسيم الاشتراك قد يخفّض الكلفة فعلًا، لكنه يعرّض الشبكة لمشكلات تقنية ويقلّل من جودة الخدمة، خصوصًا مع ازدياد عدد المستخدمين.

وفي النهاية، يبقى "الإنترنت المقسوم" حكاية لبنانية بامتياز: قصة عن التضامن في وجه الغلاء، وعن الخلافات الصغيرة التي تولد من تفاصيل يومية. بين من يعتبر الكابل جسر تواصل ومن يراه سبب نزاع، يظل الإنترنت شاهدًا على حياة مشتركة، تحاول أن تجد توازنها بين الحاجة والانسجام.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا