آخر الأخبار

تقرير Foreign policy: هل ستتدخل أميركا عسكرياً في لبنان؟

شارك
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مسألة نزع سلاح " حزب الله " في لبنان ، مشيرة إلى أنه لدى واشنطن فرصة واحدة للمساعدة في هذا الأمر.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ "لبنان سيقدم قريباً خطته لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه بعد 40 عاماً من الحفاظ عليه"، مشيراً إلى أن "الحزب يرفض تسليم ترسانته، مُهدداً بمواجهة الحكومة إذا لزم الأمر".
وتابع: "لا شك أن نزع سلاح حزب الله سيُمثل نصراً كبيراً للمصالح الأميركية واللبنانية على حد سواء، ويتمثل التحدي في تحقيق هذا الهدف من دون إغراق البلاد في دوامة العنف. هذا يعني أن لدى الولايات المتحدة فرصةً حاسمةً، وإن كانت عابرة، لدعم خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله من خلال دبلوماسية فعّالة وسياسة أمنية ودعم مادي".
وأكمل: "يتضمن الدعم الأميركي الفعال زيادة المساعدات العسكرية لتعزيز الجيش، وتوفير معلومات استخباراتية آنية عن مواقع حزب الله ومخزونه من الأسلحة، واستخدام النفوذ الدبلوماسي لضمان عدم تقويض الجهات الفاعلة الإقليمية لجهود نزع السلاح. وفي الوقت نفسه، ستحتاج الولايات المتحدة إلى تنسيق مساعدات اقتصادية كبيرة لتُظهر للمجتمعات اللبنانية - وخاصةً الشيعة - أن أمنها الاقتصادي لا يعتمد على شبكات المحسوبية التابعة لحزب الله".
وأضاف: "في الخامس من آب الماضي، اتخذ مجلس الوزراء اللبناني خطوةً غير مسبوقة، حيث طلب من الجيش اللبناني وضع خطة لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام. يُعدّ هذا القرار في حد ذاته قراراً بالغ الأهمية، وقد بدأت بالفعل عمليات الجيش اللبناني لتفكيك مستودعات أسلحة حزب الله. ورغم أن مجلس الوزراء لم يُصرّح صراحةً باستخدام القوة، فإن واقع نزع سلاح حزب مدجج بالسلاح، يُشير إلى أن المواجهة احتمالٌ واردٌ يجب على الجيش اللبناني الاستعداد له".
وتابع: "لعقود، أيدت الحكومة اللبنانية رسمياً حق حزب الله في التسلح بسبب استعداد الأخير لاستخدام العنف ضد الشعب اللبناني. أما الآن، فإن أي مقاتل من حزب الله يحمل سلاحاً سيجد نفسه بحلول كانون الثاني قد تحول،من مقاتل مقاومة معتمد من الدولة، إلى خارج عن القانون. إن نشر الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله من شأنه أن يُعقّد بشدة عمليات الحزب وروايته القديمة بالعمل كوحدة واحدة مع الجيش اللبناني الشعبي. كذلك، من المرجح أن تعتمد الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني على امتثال حزب الله نظراً لضعفه، سيكون هذا هو السيناريو الأفضل، ولكن يمكن للجهات الضعيفة والمحاصرة أيضاً الرد. وهنا، يصبح الدعم الأميركي والتخطيط للطوارئ أمراً بالغ الأهمية".
وأكمل: "للإشارة، فإن ربع أفراد الجيش على الأقل من المسلمين الشيعة، ويبدو أن هؤلاء الأفراد حافظوا على ولائهم له إلى حد كبير رغم المصاعب التي واجهوها نتيجة حرب مع إسرائيل شنها حزب الله. ولكن إذا صدرت أوامر باستخدام قوة مميتة محتملة أو تسهيل العنف ضد إخوانهم في الطائفة في الحزب، فقد يتردد بعض العناصر الشيعية في الجيش اللبناني، أو حتى يُخرّبون العمليات. ولمواجهة هذا التحدي، طرح بعض المحللين والسياسيين إمكانية دمج مقاتلي حزب الله في القوات المسلحة كجزء من خطة نزع السلاح. وبينما قد يبدو هذا حلاً مثالياً لمقاتلي حزب الله والجيش على حد سواء، إلا أن الحقيقة هي أن مواقف ومعتقدات المقاتلين السابقين ستكون بالغة الصعوبة، لا سيما في سياق إدماجهم القسري في الجيش اللبناني. إن جدوى تجنيد آلاف المقاتلين المتمرسين والمُلقَّنين عقائدياً في القوة المسؤولة عن هزيمتهم مشكوك فيها في أحسن الأحوال".
وتابع: "لا يقتصر التحدي الطائفي على القوات المسلحة. لا يزال حزب الله يتمتع بشعبية واسعة بين شريحة واسعة من اللبنانيين، معظمهم من الشيعة. لهذا، من الصعب التنبؤ برد فعلهم إذا أصبح الحزب الذي حماهم ومكّنهم لعقود هدفاً للدولة اللبنانية".
وأضاف: "لحزب الله تاريخٌ في نشر أتباعه المدنيين في الاحتجاجات وحملات العصيان المدني. ومع وجود أكثر من مجرد نقاشات سياسية على المحك، قد يلجأ حزب الله إلى إجراءات أكثر تطرفاً - أو قد يفعلها أتباعه تلقائياً، مما يُشكّل معضلةً للجيش اللبناني والحكومة على حد سواء، ولا يمكن لأيٍّ منهما أن يأمر أو ينفّذ حملة قمع شاملة ضد المدنيين من طائفة لبنانية واحدة".
وأكمل: "لقد تلقى الجيش اللبناني تدريبًا أميركياً ودولياً في محاربة الجماعات شبه العسكرية، ولكنه غالباً ما قاتل الجماعات المتطرفة التي يفوقها حزب الله حجماً وتطرفاً. وعملياً، يُعدّ التدريب والخبرة الحاليان للجيش مناسبين، لكنهما غير كافيين".
وتابع: "لذلك، ينبغي على الولايات المتحدة الالتزام الكامل بتدريب وتسليح وتمويل مكثف للجيش اللبناني. أيضاً ينبغي أن يقترن ذلك بتبادل استخباراتي معمق. ومن المفهوم وجود بعض الحذر الأميركي هنا نظراً لتاريخ تنسيق الجيش اللبناني مع حزب الله، لكن هذا لا أساس له من الصحة. فقبل عقد من الزمان، وفي سياق الهيمنة العسكرية الواضحة لحزب الله، كان الجيش اللبناني بالفعل على وفاق مع قوات الحزب، لكن الكثير تغير منذ ذلك الحين، لا سيما في ظل ضعف حزب الله الحالي".
وأضاف: "في الوقت نفسه، ينبغي على واشنطن معالجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية واحتلالها للأراضي اللبنانية، والتي تُغذي خطاب حزب الله وتُظهر الدولة اللبنانية وكأنها غير ذات أهمية. دعوات الموفد الأميركي توماس براك لإسرائيل لتهدئة الوضع في لبنان بالغة الأهمية، وينبغي دعمها بضغط حقيقي. وبينما لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله للتأثير المباشر على مواقف الشيعة، فإن كبح جماح إسرائيل سيساعد في تخفيف الانطباع بأن الدولة اللبنانية غير قادرة أو غير راغبة في حماية الطائفة الشيعية من العدوان الإسرائيلي ".
وأكمل: "بنفس القدر من الأهمية، يحتاج لبنان بشدة إلى مساعدات اقتصادية تُسهّل السلام وإعادة الاندماج من خلال مساعدة المواطنين الشيعة وغير الشيعة على حد سواء. يمكن أن يشمل ذلك استثمارات مُوجّهة في البنية التحتية في المناطق ذات الأغلبية الشيعية في جنوب لبنان وسهل البقاع، وبرامج لخلق فرص عمل تُوفّر بدائل عن توظيف حزب الله، ودعم الشركات الصغيرة التي يُمكن أن تُحلّ محلّ الخدمات الاقتصادية التي يُقدّمها حزب الله حاليًا لمواطنيه. كذلك، ينبغي على الولايات المتحدة العمل مع شركائها الدوليين لتحرير موارد صندوق النقد الدولي المُجمّدة وتسهيل إعادة هيكلة الديون، مع ضمان وصول المنافع الاقتصادية إلى كل الطوائف اللبنانية بدلاً من أن تقع في أيدي النخب التقليدية. ورغم حماس واشنطن الحالي لخفض المساعدات الخارجية، فإنّ اختبار هذا النهج في لبنان لن يُفيد إلا حزب الله".
وقال: "من غير المرجح أن تتدخل الإدارة الأميركية الحالية عسكرياً في مواجهة بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، ومن شأن مثل هذا الإجراء أن يقوض ادعاء الحكومة بأنها تقاتل من أجل السيادة اللبنانية. هذا يعني أن حشد الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الفعال منذ بداية أي جهد لنزع سلاح حزب الله أمر بالغ الأهمية. إذا تمكن حزب الله من إحباط أي جهد تدعمه الحكومة اللبنانية بدعم أميركي، فسيمنحه ذلك نصراً باهراً. قد تكون هذه النتيجة أسوأ مما لو لم يسعَ لبنان مطلقاً إلى نزع سلاحه".
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا