تيمناً بالطفلة كارول التي خسرت حياتها في حادثة مؤلمة في إحدى دور الحضانة الخاصة في
لبنان ، أطلق
وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين بالتعاون مع
الصليب الأحمر اللبناني ومركز ترشيد السياسات في
الجامعة الأميركية في بيروت K2P ، مبادرة "كارول" التي تهدف إلى تعزيز السلامة العامة في دور الحضانة الخاصة.
وقالت السيدة سيلفي مشنتف والدة الطفلة كارول قالت فيها إنها "فقدت ابنتها الصغيرة بعد أربعة أشهر على ولادتها في المكان الذي كان يفترض أن يكون آمنًا لها وهو الحضانة".
أضافت :"مع فقدان ابنتي، فقدت الأمل والسعادة، ولكنني في المقابل اكتسبت الإصرار والشجاعة على عدم السكوت بل مواصلة رسالة ابنتي في أن تكون الحياة لكل طفل من خلال رعاية أكثر أمانا للأطفال".
وإذ أوضحت أن العائلة لجأت للقضاء بهدف كشف الحقيقة ومحاسبة المقصرين، توجهت لكل صاحب وصاحبة حضانة بالقول إن الأهل وثقوا بكم وتركوا بين أيديكم أغلى ما في الدنيا فكونوا على قدر الثقة".
أضافت :"أن من هو ليس أهلا لهذه الثقة وغير قادر على تحمل المسؤولية أو لديه عقد نفسية ومشاكل ولا صبر له على الأولاد، فليقفل وليذهب إلى بيته لأننا لا نقبل أن يكون أولادنا ضحية وكبش محرقة وحقل تجارب لطمع وجشع البعض".
وحرصت السيدة مشنتف على الإشارة في الوقت نفسه إلى أنه "مع كل السلبيات لا تزال هناك إيجابيات، والكثير من الحضانات التي تعمل بضمير حي ويضعون أمان الأولاد فوق كل اعتبار، كما أن هناك موظفين يعملون بضمير ومسؤولية وكفاءة ويستحقون كل تقدير واحترام. وطلبت من جميع الحضانات الإلتزام بالقانون وتطبيق المعايير العالمية في رعاية الطفولة، والتقيد بتعليمات الوزارة، كما دعت
وزارة الصحة العامة إلى تطبيق صارم للقوانين واعتماد نظام ترخيص صارم".
وختمت متوجهة إلى ابنتها كارول، واصفة إياها بـ"الملاك الحارس للأطفال"، قائلة: "رسالتك يا ابنتي ستبقى أمانة في قلبي وفي قلب كل شخص يملك ضميرًا حيا".
بدوره، قال وزير الصحة إن الطفلة كارول كانت بالفعل ملاكًا حارسًا. وقد قررنا إطلاق المبادرة لتحديد ما هي الشروط التي يجب على الحضانة الإلتزام بها كي تتمكن من العمل في لبنان. وقال: من غير المقبول أن يبقى الوضع مشرّعًا هكذا في غياب الشروط الأساسية للحماية والإسعاف".
وأكد "أن دعم المرأة والأم يتطلب كذلك أن تكون الحضانة موجودة بشروط تؤمن الأمان والسلامة من ضمن معايير علمية". وقال :" أن الحضانات موجودة بمستويات متفاوتة إنما المهم أن تكون كل الحضانات ملتزمة الشروط الأساسية الضرورية لحفظ أمان الطفل".
وسأل الوزير ناصر الدين: "من غير المقبول أن لا ترد 121 حضانة على طلبات
وزارة الصحة العامة لتجديد الترخيص". وقال: "أعدهم وألتزم كأب ووزير بأن أي حضانة لا تتعاون مع الوزارة ولا تلتزم شروط تجديد الترخيص ولا تلتزم بالمعايير المحدة من قبل الوزارة ستقفل. وأدعوهم إلى أن يتخذوا بأنفسهم قرار الإقفال قبل الشمع الأحمر. لن نقبل وضع أولادنا في ظروف غير ملائمة".
وأشار الى انه "في المقابل، هناك حضانات ممتازة يمكن ائتمانها، وهي تستحق التنويه بجهودها. لذلك قررت الوزارة تطبيق مبدأ الإعتماد. فكما أن هناك مستشفيات معتمدة، أيضا يجب أن تكون الحضانات معتمدة من ضمن معايير واضحة. وهذه الخطوة ستليها خطوات في شكل تدريجي لضمان الأمان للأطفال والطمأنة للأهل".