آخر الأخبار

أبو عبيدة في لبنان.. قياديّ سكنَ بيروت وغزة

شارك
منذ بدء عملية "طوفان الأقصى " في تشرين الأول 2023، "سكنت" صور "أبو عبيدة"، القيادي البارز في حركة " حماس "، شوارع وأحياء بيروت في لبنان .

المسألةُ ليست عابرة.. لافتات "أبو عبيدة" كانت عنواناً للتضامن مع حركة "حماس" في غزة، فهو المتحدث "الملثم" الذي لم يكشف عن وجهه يوماً، لكنه استطاع بكلماتٍ ثابتة أن يُرعب إسرائيل رافعاً إصبعه الذي بات أيقونة في الوسط العربي.


منذ حديث إسرائيل قبل أيام عن اغتياله، عمّ الحزنُ أوساط الكثير من اللبنانيين.. "أبو عبيدة بات شهيداً".. كثيرون لا يريدون تصديق الخبر.. ما السبب؟ ولماذا هذا التأثر بقياديّ فلسطيني لم تُعرف هويته ولا صورته؟


يمثل "أبو عبيدة" واحداً من الشخصيات التي ترسّخت في وجدان اللبنانيين الذين وجدوا في "حماس" عنواناً للمقاومة. "لثام" أبو عبيدة وتخفيه الدائم هو الذي يُثير هذه اللهفة تجاهه. شخصٌ مجهول يُخاطب الأمة جمعاء، وهنا يكمنُ المشهد الحقيقيّ. الجميع يتلهف لما يمكن أن يقوله "أبو عبيدة"، فالأخير لا يظهر إلا حينما يريدُ إعلان أمرٍ ما تجاه الناس، مُخاطباً الآخرين بكلماتٍ واثقة وثابتة.


الأهم هو أن خطاب "أبو عبيدة" يكونُ واضحاً دائاً، فيما الثقة التي منحها للآخرين هي التي عززت حبهم لـ"حماس" وإيمانهم بها على أنها حركة مقاومة حقيقيّة، والدليل هو "أبو عبيدة" الذي آثر دائماً مخاطبة الناس بـ"لثام" من أجل أن يُحيّر العدو ولا يكشف أمره حفاظاً على المقاومة في غزة.


في مسيرته، أجاد "أبو عبيدة" لغة تواصلٍ مؤثرة، فيما مظهره الدائم باللباس العسكري أظهر الإلتزام، وأيضاً الاحتكام الدائم إلى قضية المقاومة الفلسطينية ضدّ إسرائيل. فعلياً، قد يكون هناك شبه بين "أبو عبيدة" والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من حيث الالتزام بارتداء الكوفة الفلسطينية كدليل على التمسك بالأرض. "أبو عبيدة" رسّخ نمط عرفات وثبّته على نفسه، فارتبط بـ"اللباس العسكري" الذي يعني استمرار المقاومة دائماً، فيما لم يتنازل عن الكوفية التي تمثل تعلقاً بالقضية. كل ذلك جعله يتميّز، فيما الأهم هو أن "أبو عبيدة" لم يخرج علناً بأي مظهر دينيّ.. هويته تعني "مقاومة"، ولا تعني النهج الديني الذي تتبناه "حماس"، كما أنها لا تمثل أيضاً فئة دينية معينة على عكس " حزب الله " في لبنان.. فئة "أبو عبيدة" كانت " فلسطين دائماً".

كل هذه الأسباب تجعلُ "أبو عبيدة" يحظى بشعبية واسعة في لبنان والعالم العربي، ومن تأثر به هو سكان بيروت والطريق الجديدة بشكلٍ خاص. كثيرون هناك يتحدثون، ويقول أحمد عيتاني لـ" لبنان24 " إنّ "أبو عبيدة مثّل رجل مقاومة حقيقية"، مشيراً إلى أن "غيابه سيؤدي إلى فراغٍ كبير في الخطاب، لكن حماس المستمرة بالقتال، ستستطيعُ تعويض الغياب عبر أبو عبيدة جديد أقوى وأصلب".

إذاً، بـ"لثامٍ" وصوت وإصبع وبزّة عسكرية، تحوّل "أبو عبيدة" إلى رمزٍ خالد في العالم العربي ولبنان تحديداً.. وبمعزلٍ عن وجهات النظر التي تختلف بشأن "طوفان الأقصى" وتوقيتها، إلا أن الثابت الوحيد هو أن الرسالة التي أرادت المقاومة الفلسطينية تثبيتها، أدت دورها وفعلت فعلها الدعائي، والأمرُ هذا يندرج في إطار الحرب النفسية ويرتبط أيضاً بحرب العصابات التي تخوضها "حماس" في غزة منذ عامين تقريباً.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا