لم يستبعد
وزير الخارجية
الإيراني ، عباس عراقجي،مواجهةً جديدةً مع
إسرائيل ، قائلاً في حديث مع «الشرق الأوسط» في جدة عقب مشاركته في اجتماعات الدورة الاستثنائية لوزراء خارجية «منظمة التعاون الإسلامي»؛ لبحث دعم غزة وفلسطين:" هناك احتمال لكل شيء، وطهران مستعدة لكل الظروف».
أما في الشأن اللبناني، فأكد أن بلاده لا تتدخل في شؤونه الداخلية، لكنها تعبِّر عن وجهات نظر وآراء كما يفعل آخرون، مضيفاً أن قضية سلاح «حزب الله» تعود إلى الحزب نفسه والحكومة
اللبنانية ، عادّاً أن «خطة نزع سلاحه إسرائيلية مائة في المائة».
أكد عراقجي أن طهران لا تزال على استعداد للدخول في مفاوضات عادلة ومنصفة بشأن برنامجها النووي، لافتاً إلى أن المفاوضات حالياً جارية مع الدول الأوروبية الثلاث، والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحديد إطار جديد للمفاوضات.
في الملف اللبناني ورده على الاتهامات بتدخل طهران ودعم «حزب الله»، قال عراقجي: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكن هذا لا يمنعنا من التعبير عن آرائنا ومواقفنا، وهذا ما تفعله الدول كافة، فالسعودية، على سبيل المثال، تعبِّر عن وجهة نظرها تجاه
لبنان ، ولا يُعدُّ ذلك تدخلاً. التدخل الحقيقي هو مَن يحتل الأراضي اللبنانية، أو يطرح خططاً عجيبة وغريبة لتقويض لبنان وتسليمه».
وأضاف بقوله: «أما القرار بشأن سلاح
حزب الله ، فيعود إلى الحزب نفسه، وقد أعلن الحزب اقتراحاً يقوم على الحوار الوطني لتحديد الاستراتيجية الأمنية للبنان بمشاركة جميع المكونات، ونحن مطمئنون إلى حقيقة واحدة: إسرائيل تريد أن تكون كل دول المنطقة ضعيفة، منزوعة السلاح، مبعثرة ومتصارعة».
وتابع: «انظروا إلى
سوريا : هناك حكومة جديدة مختلفة جذرياً عن حكومة بشار الأسد، لكن إذا قارنا بينهما فسنرى أن إسرائيل احتلت مزيداً من الأراضي
السورية ، وقصفت كل القدرات العسكرية للحكومة الجديدة حتى لم تبقِ دبابة أو قوة عسكرية فاعلة، وهذا السيناريو تسعى إسرائيل إلى تنفيذه في لبنان، و(سلاح المقاومة تصدى له). صحيح تعرَّضت المقاومة خلال الأشهر الأخيرة لضربات وأضرار، ويظنون أنها أصبحت ضعيفة، ولهذا يريدون نزع سلاحها، لكن نزع سلاح حزب الله خطة إسرائيلية مائة في المائة، وأجدِّد التأكيد على أن القرار في هذا الشأن يعود إلى حزب الله، والحكومة اللبنانية، واللبنانيين أنفسهم، أما نحن فنعبِّر عن رأينا فقط».
وعبَّر عباس عن أمله أن «تدرك بقية دول المنطقة هذه الحقيقة، وألا تتردد في أن ما حدث في سوريا ولبنان قد يتكرر عندها. الأعداء حاولوا استهداف
إيران لكنها قاومت، وندموا على فعلتهم، وكيف قاومت إيران؟ ليس بالدبلوماسية ولا بالحوار مع أميركا، بل بصواريخها. مَن يتصدى لإسرائيل القوة، وليس التهاون، ننصح دول المنطقة بألا تقدم التنازلات لإسرائيل، فكلما قُدِّمت لها تنازلات ازدادت تمدداً وجرأة، كما نراها اليوم تتحدَّث عن (خطة إسرائيل الكبرى)، والتصريحات الأخيرة لنتنياهو أثبتت أن لديه أطماعاً في سائر دول المنطقة».
أوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران مستعدة للتعاون مع الرياض في الملف اللبناني، مشيراً إلى أن لقاءه نظيره السعودي في جدة، الأمير فيصل بن فرحان، تخلله نقاش جيد حول لبنان، واستطرد قائلاً: «نعم هناك خلاف في وجهات النظر، لكننا تحدثنا بهدوء وفي أجواء إيجابية، ونحن على استعداد لمواصلة هذا النقاش والحوار مع الجانب السعودي حتى نصل إلى نقطة يمكن أن تساعد على حلحلة هذا الملف، ليس لدي شك في أن
السعودية تريد مساعدة الشعب اللبناني، ونحن كذلك، لكن الأدوات والوسائل قد تكون مختلفة، ومع ذلك، لدي كل الأمل في أن نصل إلى نقطة مشتركة بيننا»