أعلن رئيسُ "التيّارِ الوطنيِّ الحرِّ" النائبُ جبران باسيل، في العشاءِ السنويِّ لهيئةِ التيار في الزهراني، "أنّنا "ندركُ أهميّةَ الجنوبِ للبنان وندركُ أهميّةَ الوجودِ المسيحيِّ في الجنوب، وليس فقط في لبنان بل في جنوبِ لبنان المقاومِ والصامدِ الذي ضحّى عن كلّ اللبنانيين"، لافتاً إلى أنّ "كلَّ شهيدٍ سقط هنا لم يسقطْ دفاعاً عن الجنوب فحسب بل عن كلّ لبنان، لأنّه عندما يسقطُ الجنوب تسقط بيروت العاصمة، وعندما تسقط بيروت يسقط الجبل".
وأضاف: "لهذا لم يكن دفاعكم عن الجنوب فقط بل عن لبنان، والرحمةُ لأرواحِ شهداءِ الجنوب وشهداءِ لبنان الذين سقطوا دفاعاً عنّا".
وأشار إلى أنّ "هناك أهميّةً للوجود المسيحيّ في كلّ بقعةٍ من لبنان لأنّ هذا هو دورُنا أن نعيش بتناغمٍ مع كلّ مكوّنات الوطن، وهذا هو معنى وجودِه للوطن. وعندما لا يعودُ هناك أهميّةٌ للمسيحيين الذين يُسمَّون مسيحيّي الأطراف، أي مسيحيّي الجنوب والشمال والبقاع، لا يعودُ هناك معنى للوجود المسيحيّ في كلّ لبنان ولا معنى للبنان". ولفت إلى أنّنا "طالما تحدّثنا معكم عن حقوقٍ واندماجٍ وتعايشٍ مع كلّ مكوّنات المنطقة التي تعيشون فيها، والانتخاباتُ البلديّةُ الأخيرةُ برهنت أنّ التيّار يحاول التلاقي مع بقيّة المكوّنات في البلدة التي يتواجد فيها".
ومما قال: "أدرك أنّ قرى شرق صيدا وقرى الزهراني هي صلةُ وصلٍ بين صيدا وجزين، وقضاء الزهراني (صيدا) بطبيعته يمثّل التنوّع اللبناني، لذا دوركم هو دورُ تواصلٍ ووصل". وتابع: "أدرك أنّكم ترغبون في أن يكون لديكم تمثيلُكم المباشرُ الذي من خلاله تعبّرون عن خصوصيّتكم، وليس عن انعزالكم ولا عن تميّزكم، إنّما لا يستطيع القانونُ الانتخابي أن يؤمّن هذا الأمر في كلّ منطقةٍ في لبنان، وفي الجنوب تحديداً هناك نوّابٌ مسيحيون وبينهم النائب ميشال موسى. فلكلّ مناطق لبنان استطعنا أن نقرّ قانوناً يؤمّن صحّةَ تمثيلٍ بالحدّ الأدنى ليطاول الانتشار اللبناني وليكون للمنتشرين الخيار إمّا بالتصويت لنوّابٍ في دوائرهم وإما لنوّابٍ في البلد الذي يعيشون فيه، وهذا يُصحّح التمثيل بالداخل والخارج".
وقال: "ترون اليوم كيف يحاولون لمصالح انتخابيّة عابرة أن يَعدِلوا القانون، ونتمنّى أن تلعبوا أنتم هذا الدور في قضائكم، فأنتم لستم أقليّةً فيه لأنّ وجودكم ليس بعددكم، إذ ولا في أيّ مرّةٍ كان عددُ المسيحيين هو المهم، وإلّا فمن نحن في هذا الشرق؟".
وأضاف: "من هنا من المشرق انطلقت الرسالةُ، وأهميّتُنا في دورِنا الذي نلعبه أن نبقى صلةَ الوصل. ونريد أن نعيشَ بسلامٍ مع أهلنا وشركائنا بالوطن ومع محيطنا. من هنا الجنوب، لو عانى من الحروب والويلات وقاوم وصمد، إلّا أنّه ليس "ساحةَ حرب" فحسب بل هو أرضٌ لنعيش فيها بسلام. ولا نرفضُ السلامَ مع أحد، وهو لا يُصنَع بين الأصدقاء بل بين الأعداء. من هنا لا يَشعُرنَّ أحدٌ بالخجل حين يقول نريد السلام شرط أن يكون "بكرامةٍ" وبالحقوق، فنحن نرفض الاستسلام".
وتابع: "أحزنُ حين أرى كيف يبيعُ البعضُ كلَّ شيءٍ لاسترضاءِ مَن يتبعون لهم، ولا أصدّقُ كيف يمكنُ لأحدِهم أن يتخلّى عن حقوقِ أهلِه وطائفتِه بالقانونِ الأرثوذكسي، بتصويتِ المنتشرين اليوم، وباللامركزيّة، وبحقوقِ وطنِه، ويرفضَ أن يرى ما يحدث بجواره في سوريا وتحديداً في السويداء وغيرها. ولا حتّى أنّ اتّفاقَ وقفِ نارٍ لم يُنفَّذ، والسببُ أنّه يُمنَعُ عليه أن يرى كلَّ ذلك، وما يراه فقط هو أمرٌ وحيدٌ مطلوبٌ منه، وهو أن يقومَ بنزعِ السلاح ولو بالقوّة، وحتّى ولو أدّى ذلك إلى حربٍ في البلد".
وشدّد على أنّ "هنا الفارق، فنحن نريد جيشاً واحداً وسلاحاً واحداً، ونريد حصريةَ السلاح، وأن يُدركَ "حزب الله" وكلُّ مَن يحمل السلاح أنّ الظروفَ تغيّرت، والدفاعَ عن لبنان له متطلّباتٌ أخرىى(...) هنا المخطئُ هو مَن صنع سياسةً خاطئةً ربطت لبنان بسياساتٍ خارجيّةٍ وبمصالحَ خارجيّةٍ دفعوا ثمنَها هنا وفي الخارج، ونحن عارضناها منذ عام 2006"، مشدّداً على أنّه "منذ ذاك الحين يتحدّث الرئيس ميشال عون باستراتيجيّةٍ دفاعيّةٍ للدفاع عن لبنان، ولم يقلْ استراتيجيّةً هجوميّةً على إسرائيل أو لتحرير فلسطين، فمهمّتُنا الدفاعُ عن لبنان، ومهمّةُ الفلسطينيّ الدفاعُ عن فلسطين، ولذا لسنا مع السلاح الفلسطيني لا داخلَ المخيّمات ولا خارجها".